19 أبريل، 2024 3:21 م
Search
Close this search box.

“غستين مرام” .. الأميركي الذي أعادته الكرة إلى “العراق” ليمثل “أسود الرافدين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

قد تقرأ كتابًا يغير نظرتك إلى الحياة.. وقد تسمع جملة تشعرك بالسعادة وأخرى تدخلك في حزن دفين؛ وقد تتلقى رسالة تغير من مجرى حياتك، تلك هي الحياة.. تسير مجرياتها حيث لا نعلم، وفي بعض الأحيان تكون الأسباب هينة لدرجة لا نتوقعها.

تألق اللاعب الأميركي، “غستين مرام”، في صفوف المنتخب العراقي في مباريات “كأس الأمم الآسيوية” لكرة القدم، وما لا يعرفه كثيرون أن رسالة وصلته على موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، من شخص مجهول؛ غيرت حياته وقلبت الأحداث.

وكي نبدأ في حكي قصته؛ علينا الإشارة إلى أن “مرام” ولد في “الولايات المتحدة الأميركية”، منذ 29 عامًا، لأبوين عراقيين، إذ هاجر والده شابًا إلى بلاد العم سام، وخلفته والدته، وبعد أحداث العنف في 11 أيلول/سبتمبر؛ باتت حياته صعبة للغاية ووصل الأمر إلى حد التعامل معه بصفته إرهابي منبوذ.

لكنه عشق كرة القدم منذ صغره وإتخذها وسيلة أبعد بها نفسه عن كل مشاعر الكره، وتدرب على مهارات اللعب في مدرسة “يافابي” بمقاطعة “يافابي” الواقعة في ولاية “آريزونا”، و”سبورتينغ أريزونا فوتبول”، ثم أنضم إلى فرق جامعة “متشيغان”، حتى أدرج اسمه ضمن نظام “درافت” ووقع لصالح فريق “كولومبوس كرو”، عام 2011، وشارك معه في دوري المحترفين الأميركي.

رسالة من شخص مجهول..

بعد إنضمامه إلى النادي الأميركي بعامين؛ أرسل له شخص لم يكن يعرفه رسالة على موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، غيرت حياته؛ إذ بعث يسأله: “هل أنت عراقي ؟”.. فرد “مرام”، بعد تفكير لعدة ثوان، “نعم، أنا عراقي”.

لكن ابن “متشيغان” عرف، بعد ذلك، أن الراسل هو، “يوسف الخفاجي”، أحد المشجعين للمنتخب العراقي، وكان يبحث عن لاعبين يمكنهم تمثيل بلده.

تغير تفكير “مرام” بشكل جذري، بعد قراءة الرسالة، إذ أحس بأن عراقيته تحتاج إلى منحها المزيد من الاهتمام، وبعدما كان يفكر في التوقف عن لعب كرة القدم والبحث عن عمل مستقر في مجال المقاولات مثل أشقاءه، بذل كل ما في وسعه من أجل الحصول على الجنسية العراقية، ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، لأنه طُلب منه تقديم عدد من الوثائق لإثبات هويته، لم تكن في حوذته، إذ تركها والده قبل مغادرة البلاد؛ عندما كان عمره 17 عامًا، لأنه رأى أنها ليست مهمة.

ومع ذلك؛ بحث اللاعب الشاب الطامح في إثبات الهوية والإنتماء في كل مكان من أجل استخراج الأوراق المطلوبة، وتحمل أعباء البيروقراطية التي تعاني منها المؤسسات العراقية، وأوشك على الندم، لكنه استمر في طريقه من أجل تحقيق حلمه في تمثيل “أسود الرافدين”.

تعرض للضغط ممن حوله.. لكنه أكمل !

شعر مدرب نادي “كرو”، الأميركي، “غريغ برهالتر”، بالقلق على اللاعب فتواصل معه وسأله إذا ما كان متأكدًا مما هو مقبل عليه، وحذره من أنه لن يستطيع التراجع إذا ما بدأ في الخطوات الجدية، وكان حينها قد بدأ الكلام على ضم “مرام” إلى “المنتخب الأميركي”، لكنه اختار الدفاع عن قميص “العراق” بلد الأجداد.

كما عارضته والدته؛ ورأت أن قراره قد يشكل خطورة عليه، خاصة وأنه قضى حياته كلها في “الولايات المتحدة”، لكن الآراء الرافضة ممن حوله لم تؤثر على تفكيره، إذ رأى أن فرصة العودة إلى “العراق” قد لا تتكرر مرة أخرى.

وبعد جهد طويل استطاع “مرام” تحقيق هدفه؛ وأصبح أول أميركي من أصول عربية، يلعب في بطولات الخليج العربي، وكانت أول مباراة له أمام “الكويت”، وتلقى ترحيبًا مليء بحفاوة كبيرة من المشجعين في الملعب ومن جانب اللاعبين أيضًا، وصرح بعدها أن زملاءه أشعروه وكأنه معهم منذ زمن طويل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب