20 مايو، 2024 1:26 م
Search
Close this search box.

غزة في انتظار قرار مجلس الأمن .. مع تمسك نتانياهو باجتياح رفح وتحذير بلينكن من عُّزلة إسرائيل عالميًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع انتظار ما يمكن أن يقُّره “مجلس الأمن الدولي” في جلسته يوم السبت، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أمس الأول، وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، تصميّمه على تنفيذ عملية عسكرية في “رفح”.

ووصل “نتانياهو”، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في “تل أبيب”، الذي استمر (40) دقيقة، إلى حد التحذير من أن حكومته ستُنفذ العملية بدعم الإدارة الأميركية أو بدونه.

واجتمع “بلينكن” أيضًا مع أعضاء المجلس الوزاري الحربي، فضلاً عن لقاء منفرد مع الوزير؛ “بيني غانتس”.

وفي شريط فيديو بعد اللقاء؛ قال “نتانياهو”: “التقيت اليوم مع وزير الخارجية الأميركي؛ بلينكن. قلت له إنني أثمُّن كثيرًا وقوفنا المشترك في الحرب ضد (حماس) على مدار أكثر من خمسة شهور. قلت له أيضًا إننا نعترف بضرورة إخلاء السكان من مناطق القتال؛ وطبعًا بالاهتمام بالاحتياجات الإنسانية، ونحن نعمل من أجل ذلك”.

وأضاف: “ولكن قلت أيضًا إنه ليست أمامنا إمكانية لتحقيق الانتصار على (حماس) بدون الدخول إلى رفح والقضاء على الكتائب الحمساوية التي تبقت هناك. وقلت له إنني آمل أننا سنقوم بذلك بدعم أميركي، ولكن إذا اضطررنا لذلك، سنقوم بذلك بمفردنا”.

ولم يسّبق أن أدلى “نتانياهو” بمثل هذا التهديد؛ لا سيما في ظل وجود “بلينكن” في المنطقة.

بلينكن” يُحذر من فرض عُّزلة أكبر..

بدوره؛ قال وزير الخارجية الأميركي إن أي هجوم على مدينة “رفح”؛ بجنوب “غزة”، سيُهدد بفرض: “عُّزلة أكبر” على “إسرائيل” والإضرار بأمنها على المدى الطويل.

وأضاف “بلينكن”؛ للصحافيين أثناء مغادرته “إسرائيل”، أنه أجرى: “محادثات صريحة”، في إشارة إلى اجتماعاته مع مسؤولين من بينهم رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”.

وذكر أن أي عملية عسكرية برية في “رفح”: “تُخاطر بقتل المزيد من المدنييّن. كما تُثير مخاطر من إحداث دمار أكبر للمساعدات الإنسانية. وتُهدد بفرض عُّزلة أكبر على إسرائيل حول العالم وتعّريض أمنها ومكانتها على المدى الطويل للخطر”.

ونقل موقع (أكسيوس) الإخباري؛ أن “بلينكن” حذر “نتانياهو” وحكومته الحربية من أن أمن “إسرائيل” ومكانتها في العالم معّرضان للخطر، و”قد لا تُدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان”، حسّبما قال مصدر مطلع على الأمر.

قلق متزايد داخل إدارة “بايدن”..

وأشار الموقع الأميركي؛ إلى أنه: “تحذير بلينكن يعكس القلق المتزايد داخل إدارة بايدن من أن استراتيجية إسرائيل في غزة، أو عدم وجودها، يمكن أن تؤدي إلى احتلال دائم وتمرد في القطاع”.

وتابع: “أخبر بلينكن؛ نتانياهو، ومجلس الوزراء الحربي أنه جاء إلى إسرائيل كصديق قضى الأشهر الخمسة الماضية في الدفاع عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف: “ولكنه حذر من أنه في ظل المسّار الحالي، وبدون خطة واضحة لليوم التالي للحرب، فإن إسرائيل سوف تجد نفسها في مواجهة تمرد كبير لا تستطيع التعامل معه”.

ومضى “بلينكن” قائلاً؛ بحسّب المصدر: “أنتم بحاجة إلى خطة متماسكة، وإلا فإنكم ستظلون عالقون في غزة”.

وزير الخارجية الأميركي أكد أنه: “في المسّار الحالي، ستبقى (حماس) مسّيطرة على غزة أو أنه ستحدث هناك فوضى، الأمر الذي سيخلق الظروف لمزيد من الإرهاب”.

وبحسّب المصدر؛ قال “نتانياهو” بعد تصريحات “بلينكن”: “ستكون أيدينا مشغولة لعقود من الزمن”.

مواصلة تفكيك “حماس“..

بدوره؛ قال الوزير في مجلس وزاري الحرب؛ “بيني غانتس”، في تغريدة على منصة (إكس): “نقلت له ضرورة استكمال المهمة في غزة، بما في ذلك رفح، لتفكيك (حماس) في أعقاب مذبحة السابع من تشرين أول/أكتوبر”.

وأضاف: “قلت له إن إسرائيل ستواصل تمكين الحلول الإنسانية لمساعدة المدنيّين في غزة، مع ضمان عدم وقوع المساعدات الحيوية في أيدي (حماس)”.

وتابع “غانتس”: “وأخيرًا؛ ناقشنا المزيد من الاستراتيجية الإقليمية المستقبلية التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الإقليميين”.

الكاتب والمحلل؛ “جوناثان فريدلاند”، يرى أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستجابة لمطالب “الولايات المتحدة” بشأن المساعدات الغذائية لـ”غزة” وهجوم “رفح”: “أمر لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيًا”، وهو ما يضّر بالرئيس الأميركي ويفتح الباب أمام خصمه اللدود؛ “دونالد ترامب”، في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.

يقول “فريلاند”؛ في مقال بصحيفة (الغارديان) البريطانية، إنه بعد شهور من مشاهدة مدنيّين يحزنون على أحبائهم الذين قُتلوا بالقنابل، نرى الآن أطفالاً يبحثون بيأس مطلق عن الطعام، وهو ما وصفته وكالات الإغاثة والخبراء بأنه: “مجاعة وشيكة من صنع الإنسان”.

وما يهم أكثر في هذه الصور التي نراها يوميًا هو تصّويرها للرعب المستمر الذي يتعرض له سكان “غزة”، لكنها تكشف أيضًا عن شيء يمكن أن يكون له آثار دائمة على الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين والعالم بأسّره: “ضعف رئيس الولايات المتحدة”.

تناقضات إسرائيلية..

حثّ “جو بايدن” وكبار مساعديه؛ “إسرائيل”، على زيادة تدفق المساعدات الغذائية إلى “غزة” منذ شهور، بعبارات أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى. وهذا الأسبوع، استشهد وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، باستنتاج وكالة تدعمها “الأمم المتحدة” أن خطر الجوع يواجه الآن: “(100%) من سكان غزة”، مضيفًا أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها هذه الهيئة مثل هذا التحذير.

وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر؛ قالت نائبة الرئيس؛ “كمالا هاريس”، لـ”إسرائيل”، إنها بحاجة إلى القيام بكل ما يلزم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى “غزة”: “لا أعذار. إدارة بايدن تقرع الطاولة وتُطالب إسرائيل بالتحرك”.

كذلك يُضيف الكاتب أنه قبل أسبوع، بدا أن ما يقوله “البيت الأبيض” كان له تأثير، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي ما وصّف بأنه: “محور دراماتيكي”، ووعد بأنه: “سيغّمر” غزة بالإمدادات الغذائية. ولكن هناك علامة صغيرة ثمينة مقابل ذلك وهي تم فتح معبر إضافي، يُسّمى (البوابة 96)، مما يسمح بدخول عدد قليل من الشاحنات، ولكن لا شيء على النطاق المطلوب لتجنب الكارثة أو التخفيف من الكارثة التي تتكشف بالفعل.

عوائق ومبررات..

ولا تزال هناك: “سلسلة من العوائق والقيود على الشاحنات التي تحمل أبسّط المساعدات الإنسانية”، حسّبما قال “ديفيد ميليباند” من “لجنة الإنقاذ الدولية”؛ هذا الأسبوع. وأشار إلى أن حظر “إسرائيل” على المواد: “ذات الاستخدام المزدوج”، تلك الأشياء التي يمكن استخدامها كأسلحة إذا سقطت في أيدي (حماس)، يعني أنه حتى إدراج مقص بسّيط لعيادة يمكن أن يؤدي إلى إعادة شاحنة كاملة من المساعدات.

وهذا كما يقول الكاتب؛ فإن هذه الأزمة لن تؤثر على: (2.2) مليون شخص في “غزة” فحسّب، لكنها تُمثل مشكلة خطيرة أو أكثر لـ”بايدن” أيضًا. موضحًا أنه في عام إعادة انتخابه، يسّعى إلى إعادة تجميع التحالف الذي حقق له النصر في عام 2020. وفي ذلك الوقت، كانت الدائرة الانتخابية الحاسّمة هي من الشباب، حيث فضل الناخبون الذين تقل أعمارهم عن (30 عامًا)؛ “بايدن” على “دونالد ترامب”، بفارق (25) نقطة. أما الآن فهي ليست كذلك، ومن المؤكد أن هناك عوامل عدة تُفسّر هذا التحول، لكن أحدها هو غضب الأميركيين الشباب من محنة “غزة”.

ويتضح التهديد بإعادة انتخاب “بايدن” بسبب “غزة” بشكلٍ أكثر حدة في ولاية “ميشيغان”، التي تضم: (200.000) من العرب الأميركيين الذين يشعرون بالفزع، مع العديد منهم بشكلٍ لا لبّس فيه أنهم لن يصوتوا لـ”بايدن”، حتى لو كان ذلك يُخاطر بعودة “ترامب” مع كل ما ينطوي عليه ذلك بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” والعالم.

خسارة “بايدن” لميشيغان..

هذا الرقم أكثر من كافٍ لترجيح كفة الدولة من (ديمقراطي) إلى (جمهوري)؛ في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، فبحسّب الخبير الاستراتيجي الجمهوري المخضرم؛ “مايك مورفي”، فإنه: “إذا أجريت الانتخابات غدًا، أعتقد أن بايدن سيخسّر ميشيغان.. هذه نقطة مؤلمةٍ له”.

ويقول الكاتب؛ إن دعم “الولايات المتحدة”، لـ”إسرائيل”، في هذا السيّاق سيكون صداعًا لأي رئيس ديمقراطي، لكن استعداد “إسرائيل” لتحدي حليفها الأكثر أهمية يضغط بشكلٍ خاص على “بايدن”، وهذا هو جوهر المسألة. بالنسبة لمعظم تاريخ “إسرائيل”، تم اعتبار أن اعتراضًا واضحًا من رئيس أميركي يكفي لجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يُغير مسّاره.

واختتم الكاتب بالقول إن “بايدن” لا يُريد أن يكون الرجل الذي توقف عن تسّليح “إسرائيل”، لأسباب ليس أقلها أن ذلك سيجعل البلاد عُرضة لترسانة (حزب الله) القوية عبر الحدود الشمالية مع “لبنان”، لكن إدارته منقسّمة، وهو بحاجة إلى رؤية تدفق الغذاء إلى “غزة” على الفور.. لقد حاول أن يسأل “نتانياهو” بلطفٍ حول ذلك، أما الآن يحتاج إلى الحصول على ما يُريد بصعوبة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب