ارغمت غزارة الامطار التي تسقط على محافظة بغداد ومدن اخرى مجاورة منذ الجمعة الماضي ولساعات متواصلة الحكومة العراقية على اعلان عطلة رسمية في العاصمة اليوم الاثنين وكشفت عن ضعف وهشاشة الخدمات العامة وسط تذمر المواطنين من عدم الاستعداد للموسم الشتوي.
واصدر رئيس الوزراء نوري المالكي تعليمات الى وزير البلديات وأمانة بغداد ومحافظة بغداد بالتعاون لمواجهة الفيضانات الناتجة عن الامطار . وقال بيان لمكتب المالكي الليلة الماضية ان رئيس الوزراء وجه وزير البلديات وأمانة بغدادوالمحافظة بالتعاون والتنسيق الجاد لمواجهة الفيضانات في بغداد.
ومن جهتها اعلنت أمانة مجلس الوزراء اليوم الاثنين عطلة رسمية لجميع الادارات الحكومية والمدارس والجامعات بسسبب الامطار وسوء الاحوال الجوية بأستثناء اجهزة امانة بغداد ووزارتي الصحة والبلديات.
وتتساقط على بغداد منذ الجمعة الماضي امطار غزيرة مما تسبب بفيضانات وانسداد مناسيب تصريف الامطار والمجاري في معظم شوارع العاصمة العراقية ومحافظة ديالى المجاورة شمالها الشرقي التي اعلنت بدورها اليوم عطلة رسمية . وقد ادى هذا الوضع الى انقطاع التيار الكهربائي وعرقلة سير المركبات في الشوارع الرئيسية مما عطل حركة المرور بشكل كبير وتسبب في صعوبة كبيرة بتنقل سكان العاصمة السبعة ملايين نسمة فيما غمرت المياه معظم المدارس ومباني الادارات الحكومية ودخول مياه الامطار في بعض المناطق الى منازل المواطنين . كما شوهدت مستنقعات وبرك مياه كبيرة وعديدة في معظم شوارع العاصمة مما أدى الى تذمر المواطنين الذين وجهوا انتقادات الى أمانة بغداد لعدم تهيؤها لفصل الشتاء بشكل كاف مشيرين الى أن المشكلة تكمن في غياب تصريف كميات مياه الامطار المتساقطة. ومن جهتها توقعت هيئة الانواء الجوية استمرار هطول الامطار اليوم الاثنين في عموم مناطق العراق وانخفاضا في درجات الحرارة بقية ايام الاسبوع الحالي .
وقالت امانة بغداد أن كمية الامطار التي هطلت على مدينة بغداد خلال الايام الثلاثة الماضية تراوحت بين 8و12 ملليمترا وانها قد استنفرت جميع آلياتها التخصصية وملاكاتها البشرية موضحة انه قد تم تشغيل 280 محطة آلية بطاقاتها القصوى للسيطرة على مياه الامطار.
وفي محافظة ديالى المجاورة لبغداد (65 كم شمالها الشرقي) اعلن رئيس مجلس المحافظة محمد الحمداني عن تعطيل الدوام الرسمي اليوم وذلك لصعوبة وصول الموظفين والطلبة إلى مراكزهم بسبب هطول الأمطار الغزيرة. واكد وجود تنسيق مع الادارات المستثنية من عطلة اليوم وهي البلديات لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين ومعالجة البرك والمستنقعات الناتجة عن الأمطار الغزيرة. وقالت انها شكلت غرفة عمليات مشتركة مع الوحدات الإدارية في عموم اقضية ونواحي المحافظة لمعالجة البرك والمستنقعات والأمطار في الموسم الشتوي الحالي.
وكانت وزارة البلديات والأشغال العامة قالت اواخر العام الماضي لدى تعرض محافظات عدة لامطار غير مسبوقة في غزارتها لم تشهدها منذ 30 عاما أن الفيضانات ستعم العراق في فصل الشتاء الحالي أيضا وأقرت أن مشكلة الفيضانات لا يمكن حلها في الوقت الحاضر . وأشارت إلى أن المشاريع الستراتيجية التي تنفذها تحتاج إلى سنتين أو أكثر قبل أن تدخل الخدمة وقالت انها وجهت مدراء البلديات لتنفيذ مشاريع آنية لحصر وتصريف المياه من المناطق التي تضررت خلال الشتاء الماضي.
وتظهر موجة الأمطار التي تهطل على بغداد والمحافظات حجم العيوب في شبكات المجاري وصعوبة تصريف مياه الأمطار التي شكلت فيضانات كبيرة لم تنفع معها الحلول الترقيعية التي تلجأ إليها الادارات المعنية حيث تعاني المحافظات العراقية منذ سنوات من مشاكل كبيرة في مجال الخدمات وفي مقدمتها انقطاع الكهرباء ومياه الشرب وسوء مجاري الصرف الصحي وشبكات الطرق.
وكان العراق شهد في 26 كانون الاول (ديسمبر) عام 2012 موجة أمطار غير مسبوقة قتل اثرها سبعة أشخاص وأصيب العشرات جراء انهيار منزال وعزل أحياء كاملة حيث بلغت كمية الأمطار المتساقطة 63 ملليمترا وهي الأكبر منذ ثلاثين عاما.
