غدًا الانتخابات الإسرائيلية .. فهل سيفعلها “غانتس” ويُطيح بـ”نتانياهو” عبر صناديق الإقتراع ؟

غدًا الانتخابات الإسرائيلية .. فهل سيفعلها “غانتس” ويُطيح بـ”نتانياهو” عبر صناديق الإقتراع ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أقل من أربع وعشرين ساعة تبقى على بدء الانتخابات الإسرائيلية، حيث ستُفتح صناديق الإقتراع صباح غد، الثلاثاء، في ظل تنافس شديد بين المرشحين والأحزاب.

سباق محموم..

يخوض حزب “الليكود”، بقيادة “بنيامين نتانياهو”، سباقًا انتخابيًا محمومًا؛ ينافسه فيه بضراوة حزب جديد يتزعمه رئيس الأركان السابق، “بيني غانتس”, ويُعرف هذا الحزب بتحالف “أزرق وأبيض”، الذي يرمز للون علم دولة “إسرائيل”.

ولقد اكتسب هذا الحزب، اليميني الوسطي، شعبية واسعة وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. كما تكشف تلك الاستطلاعات أن كثيرين من الناخبين لم يحسموا رأيهم بعد، وربما سيرجحون كفة أحد الجانبين في الانتخابات.

هل سيتجاوز “نتانياهو” ما حققه “بن غوريون” ؟

وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية؛ فإنه إذا خرج “نتانياهو” منتصرًا من تلك المعركة الانتخابية، فإنه سيتجاوز بذلك الراحل “ديفيد بن غوريون”، كأكثر رئيس وزراء أحتفظ بمنصبه في تاريخ “إسرائيل”. إذ تمكن “نتانياهو” من الفوز بثلاث مدد انتخابية منذ عام 2009، بالإضافة إلى رئاسته للحكومة في الفترة ما بين 1996 و1998.

لقد بنى زعيم “حزب الليكود” سمعتة كمحارب سياسي بارع في البقاء، مقدمًا نفسه للشعب الإسرائيلي على أنه المرشح الوحيد المؤهل لحماية أمن “إسرائيل” وإدارة علاقاتها الدولية. وأثناء رئاسته للوزارة وخلال حملته الانتخابية، حاول “نتانياهو” إظهار “إسرائيل”، وكأنها تواجه تهديدات خطيرة من قِبل كثير من الجهات، وفي مقدمتها “إيران”، وتنظيم “حزب الله” اللبناني، و”حركة حماس” الفلسطينية التي تسيطر على “قطاع غزة”.

الجماهير تعلق الآمال على “غانتس”..

يقول المحلل الإسرائيلي، “بن كسبيت”: ما كان أحد يتخيل، قبل ستة أشهر فقط، أن يكون “غانتس” قريبًا إلى هذا الحد من إمكانية الفوز بالانتخابات وتولي منصب رئيس الحكومة خلفًا لـ”نتانياهو”. فهناك جماهير عريضة من المجتمع الإسرائيلي تعلق آمالها على ذلك الضابط الطويل والمهذب والخجول الذي ظهر فجأة ليقلب الموازين والحسابات الانتخابية.

ويرى “بن كسبيت”؛ أن تلك الجماهير مستعدة لبذل الغالي والنفيس لإسقاط “نتانياهو” في الانتخابات؛ وإجباره على جمع أمتعته لمغادرة منزله الواقع في شارع “بلفور” بمدينة “القدس”.

يضيف المحلل الإسرائيلي؛ أن “غانتس” – ذلك الشخص غير المُلفت، والذي غادر منصب رئيس الأركان قبل أربع سنوات وشهرين، (2015)، ويسعى منذ ذلك الحين لاحتلال مكانة بارزة – أسس حزبه  قبل بضعة أشهر فقط, واستطاع أن يُذهل جميع التيارات والأحزاب السياسية.

“غانتس” الأقرب للفوز !

بحسب “بن كسبيت”؛ فلقد أصبح “غانتس” – من بين جميع الطامعين في منصب “نتانياهو”؛ وما أكثرهم – هو المنافس الوحيد الأقرب للفوز، لأنه يتصدر كثيرًا من استطلاعات الرأي، وربما هو الوحيد الذي سيمكنه الفوز على “نتانياهو” في الانتخابات.

ولقد بات “غانتس” يمثل الأمل الوحيد لجميع أطياف المعسكر الرافض لسياسات “نتانياهو” .

الترويج بجثث الفلسطينيين !

تروج حملة “غانتس” الانتخابية؛ لسجله العسكري الحافل وتضع على لافتاتها الدعائية، صورًا لجثث مسلحين فلسطينين ومشاهد دمار من آثار الحرب على “غزة”، التي أشرف عليها “غانتس” شخصيًا في عام 2014.

تقلد “غانتس” عدة مناصب مهمة في الجيش، خلال خدمته التي أمتدت عبر 38 عامًا. وشملت هذه المناصب قائد القوات الإسرائيلية في “جنوب لبنان”، أثناء الانسحاب في عام 2000، وقائد القوات في “الضفة الغربية” المحتلة في بداية “الانتفاضة الفلسطينية الثانية”، كما عمل رئيسًا للأركان من 2011 إلى 2015.

يسعى للسلام ولا يتنازل عن أمن إسرائيل..

برز “غانتس” كمنافس خطير لـ”نتانياهو”. ومن المتوقع أن يبلغ عدد المقاعد التي يفوز بها حزبه 31 مقعدًا. وتعاون “غانتس” مع وزير الدفاع اليميني السابق، “موشي يعلون”، ووزير المالية السابق، “يائير لابيد”، الذي ينتمي ليسار الوسط.

وقد دعا “غانتس” لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه المحافظة على مصالح “إسرائيل” الأمنية. وأشار إلى أنه سيقدم تنازلات عن الأراضي للفلسطينيين، لكنه تحاشى مسألة قيام الدولة الفلسطينية.

وتعهد “غانتس” بتشكيل حكومة نظيفة اليد، وفي الوقت نفسه صدرت عنه إشارات متضاربة عما إذا كان على استعداد للإنضمام لائتلاف تحت قيادة “نتانياهو”.

وفي إطار اتفاق مع “غانتس”، سيتولى “لبيد” رئاسة الوزراء، بعد مضي عامين ونصف من رئاسة “غانتس”، هذا إذا فاز تحالف “أزرق وأبيض”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة