عِراق يخدع مواطنيه .. يُشيطن معارضيه حتى إذا جاءته الأوامر صاروا ملوكا فاتحين !

عِراق يخدع مواطنيه .. يُشيطن معارضيه حتى إذا جاءته الأوامر صاروا ملوكا فاتحين !

خاص / بغداد – كتابات

عجيب أمر العراق .. يُحير مواطنيه قبل متابعيه .. فذاك في نظر الدولة العراقية مجرم يستحق العقاب والتشويه في أغلب وسائل الإعلام والصحف لسنوات .. وهذا آخر ينال الثناء طالما هناك من قرر أنه يصلح للعيش وتقلد المناصب في بغداد !.

لا ميزان عدل أو مفهوم دولة تلك التي يعرف فيها ، الصباح صديقا يُمسي عدوا وعدوا يصبح مقربا وصديقا فقط لأن هناك من أمر بالتقارب وإفساح المجال لهذا الشخص أو ذاك وكأن العراق نفسه بحكومته ومسؤوليه قد فقد بوصلته .

مفاهيم الدولة غابت فغاب تقدير المواقف

مفاهيم الدولة غابت بين أركانها ، فغاب بين العراقيين حسن تقدير المواقف وارتبكت القواعد وأُسس الاختيار في عقولهم ، ولم لا، فالحكومة تُشيطن معارضيها أمامهم ومن ثم تستقبلهم، حتى بات الناس في حيرة من أمرهم ولسان حالهم يقول : هل الحكومة والسياسيون يكذبون أم ماذا؟!

تلك رسالة عبر عنها الكاتب والإعلامي والشاعر العراقي عبد الحميد الصائح في مقال له يستنكر خلاله ذاك التشويش الذي تسببه الحكومة لمواطنيها..

الدولة تستقبل رسميا خميس الخنجر

فمن وجهة نظره حينَ حل “خميس الخنجر” – السياسي ورجل الأعمال الشهير- في العراق استقبله رئيس مجلس النواب العراقي ونائب رئيس الجمهورية العراقية، بمعنى أن الدولة العراقية الرسمية استقبلت الرجل.

وهنا يلفت النظر الكاتب العراقي إلى أنه عندما يقول الدولة العراقية وهي غير مستقلة القرار – كما يرى في مقاله، فإن ذلك يعني أن هناك مؤشرات غير عراقية تماما أوصت بذلك ودعمَتْه فكان ما كان .

ويؤكد “الصائح” أن أي حديث آخر غير ذلك من قبل أركان الدولة الأخرى ما هو إلا – بحسب تعبيره – “هواء في شبك”، أي ليس ذي قيمة، ومجرد محاولةٌ لاحتواء الخديعة التي يخدعون بها البسطاء من العراقيين عن صورة المجرم والقاتل والطائفي وغير ذلك من “صنابير المعلومات والروايات وخراطيم التعبئة الشرسة التي توجه المواطن البسيط فيتخذ موقفا عفويا عاطفيا متشنجا بفعلها”.

تذكروا مشعان الجبوري

ويضرب الكاتب العراقي أمثلة على تلك المواقف، بما ذكر أنه حدث مرارا، حين انتقل “مشعان الجبوري” من صورة المجرم الذي يدعم القاعدة ويُعلم المجرمين صنع العبوات الناسفة، إلى ضيف مكرّم لدى القضاء العراقي مدعوما من رئيس وزراء الدولة العراقية الذي أمر بإسقاط التهم الموجهة إليه وتطبيعه ضمن العملية السياسية بل وتقديمه بصورة المصلح المدافع عن خصومه في قنواتهم الفضائية وإعلامهم.

صالح المطلك ليس ببعيد

كما أتى على ذكر “صالح المطلك”، الذي تحول – كما يقول – من بعثي عدو مشوّه مشبوه يعمل لمصالح زوجة الرئيس السابق إلى نائب لرئيس الوزراء يجاور مكتبه مكتب رئيس وزراء الدولة العراقية!.

وقبله – بحسب ما يؤكد الصائح – أُسقطت تهم الإرهاب وقرارات اجتثاث عن شخصيات أخرى لتدخل الحياة السياسية وتُمنح وزارات، فعلت بها مافعلت مقابل ترجيح كفة في تحالفات رخيصة، على حد قوله، ما تسبب في تشويش أفكار البسطاء من العراقيين؛ فهم لايعرفون هل كانوا على حق بالاستماع إلى قادتهم أم  قاسموهم إثم الباطل؟.

تساؤلات مشروعة

وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام عدة تساؤلات مشروعة للإعلامي العراقي، منها .. هل جرائم القتل والإرهاب التي يقذفون بها أعدائهم – الحديث هنا عن الحكومة – يُمكن أن تُمحى لسبب أو لآخر من ذاكرة العراقيين، وهم يرون أولياء شؤونهم من الاتجاهين الشهيرين في العراق يتعانقون ويُقبل بعضهم البعض ويعملون في شراكة لإدارة الأمور، بل وتجري عملية التستر على الفساد والتواطؤ بعد رحلة الانتقال من صورة المجرم إلى صورة المُصلح الصديق؟!.

سؤال آخر للكاتب، من المسؤول عن هذا الخداع الخطير الذي يشوش على الشعب العراقي المُستَغفل المُستَغَل وهو يقدم دماءه قربانا للكذب والتزوير، ويرى أمواله فرهودا لأحزاب السلطة والمعارضة معا؟ بحسب نص مقاله.

مراهنات وأمزجة سياسية لا يعلمها العراقيون

يرى “الصائح”، أن العراقي  لايملك أيّ فكرةٍ عن  سياسة وسياسيي هذا الزمن وعن المراهنات وعن أمزجة الدول الراعية للوضع العراقي، ولايعرف هل أن قطر عدوة أم صديقة؟، وهل تركيا خطر على مستقبل العراق أم أنها مساهِمة في حركة التجارة والسياسة والأمن في بلاد الرافدين؟ وهل أن ايران تحب العراق كما يحبها أم أنها عاشق ليل فقط ؟ وهل ان السعودية موطن مكة ام موطن الشر؟، وهي كلها تساؤلات لأمور وقضايا اختلف عليها العراقيون نتيجة حالة التعبئة الإعلامية “المضللة” والتي تتبع الأهواء! .

لابد من تغيير آلية التعبئة بدلا من “الكذب”!

وهو ما استدعى أن يطالب الكاتب العراقي بضرورة تغيير آلية التعبئة التي تُظهِرُ سياسيي العراق وأحزابه “كذابين” أمام الشعب، الشعب الذي ربما يفاجأ غدا بوصول الدكتور طارق الهاشمي وعودته للحياة السياسية وتسلمه منصبا كبيرا بناء على اتفاق مع هذا وذاك من قادة الطوائف في العراق وعرابيهم في دول القرار، في وقت يتشددون في إطلاق سراح عسكري معتقل تحت رحمتهم وقدرتهم لأنه كان يوما يأتمر بأمر صدام حسين، على حد قوله.

على أي أساس يتم التحول من العداء للصداقة والعكس؟!

في النهاية يختتم الكاتب “الصائح” مقاله باستنكار الحالة العراقية في التقدير والتقييم ويتساءل، على أي مبدأ يتم التحول من العدو إلى الصديق والعكس ومتى يحدث العفو والقبول والإيجاب؟.

مُجبر لا بطل !

وهنا يطالب الحكومة الإجابة عن سؤال أساس، هل يقبلون الآخرين المعارضين، المخالفين، الأعداء بإرادتهم من باب قبول التوبة؟، أم أن ذلك يأتي غصبا من باب ضياع  الحيلة وفقدان البوصلة والاستسلام للأمر الواقع … والعفوعند انعدام المقدرة ؟!.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة