عيون العراقيين على مجلس الامن ليخرجهم من السابع

عيون العراقيين على مجلس الامن ليخرجهم من السابع

يتطلع العراقيون اليوم الخميس الى مجلس الامن الدولي حين يعقد جلسة خاصة للتصويت على ‏اخراج بلدهم من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي كبل امكاناتهم وتحركاتهم طيلة 23 عاما ‏مضت بعد ان اوفوا بجميع التزاماتهم الدولية التي نص عليه هذا الفصل حيث يتوقعون نقلهم الى ‏الفصل السادس الليلة واعلان اكتمال السيادة العراقية.

يوم اكتمال السيادة
وبدأت تصريحات المسؤولين العراقيين ووسائل الاعلام العراقية تطلق على هذا اليوم “يوم اكتمال ‏السيادة ” معتبرين ان “يوم السيادة” قد تحقق مع خروج القوات الاميركية من البلاد في الحادي ‏والثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) عام 2011. وخرجت بعض الصحف اليوم بمانشيتات تقول ‏‏”العراق كامل السيادة اليوم”.‏
وقد وضع مجلس الامن الدوي العراق عقب غزوه الكويت صيف عام 1990 تحت طائلة الفصل ‏السابع ‏
الذي ترتب عليه تقييد امكانات العراق السياسية والعسكرية والعلمية والتنموية اضافة الى تسديد مبلغ ‏‏54 مليار دولار الى الكويت تعويضا عن خسائرها من ذلك الغزو اضافة الى اعادة ترسيم الحدود بين ‏البلدين. ‏
ويسعى العراق للخروج من الفصل السابع والانتقال الى الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة والذي ‏يؤكد على حل المنازعات بين أي بلدين بالطرق السلمية وعبر المفاوضات المباشرة دون اشراف أممي ‏او دولي او وصاية او رقابة اجنبية اذا ما طالب البلدين بذلك. وسيكون العراق بعد خروجه من إحكام ‏هذا الفصل والعقوبات الدولية المترتبة عليه غير ملزمٍ بإيداع وارداته النفطية في صندوق الـ “بي دي ‏اف اي” صندوق تنمية العراق وكذلك أمواله في الخارج . ‏

دول مجلس الامن ال15 تصوت وواشنطن تؤكد دعمها.. وأحتفالات‏
وقد اكد السفير الاميركي في العراق ستيفن بيكروفت ان بلاده ستدعم موقف العراق في الامم المتحدة ‏بشأن مشروع قرار إخراجه من أحكام الفصل السابع الذي سيصوّت مجلس الامن الدولي عليه في ‏اجتماعه الخميس . وقال بيكروفت في حديث صحافي في بغداد ان “الحكومة الاميركية تعمل ما ‏تستطيع من اجل اخراج العراق من أحكام الفصل السابع فضلاً عن انها تدعم اللقاءات التي جرت ‏وتجري بين الجانبين العراقي والكويتي من اجل انهاء جميع المشاكل العالقة وفتح صفحة جديدة بين ‏الطرفين”.‏
ومن جهته قال الامين العام لمجلس الوزراء العراقي علي محسن العلاق ان التخلص من ملاحقة ‏الاموال العراقية  وتحصين ارصدة البلد الخارجية، سيكون ابرز المكاسب التي ستتحقق بفضل مغادرة ‏ذلك الفصل. وهناك جملة فروقات بين الفصلين السابع والسادس حيث ان ابرز هذه الفروقات تكمن في ‏أن الاول إلزامي، اما الثاني فلا يتعدى كونه مجرد توصيات.‏
وبحسب مصادر سياسية فان قرار مجلس الأمن سيؤكد ان العراق اوفى بجميع التزاماته الدولية ‏واصبح بلدا لا يهدد السلم والأمن الدوليين وانه سيسعى مع دولة الكويت لانهاء الاشكاليات بشكل ثنائي ‏فضلا عن تواصل الدعم الدولي للعراق.
ومن المقرر ان يصوت اعضاء مجلس الامن الـ 15 على القرار وهم  الأعضاء الدائميون: الاتحاد ‏الروسي، والصين، وفرنسا، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة ‏الأميركية ، والعشرة أعضاء غير الدائمين هذه السنة وهم: “الارجنتين، اذربيجان، استراليا، باكستان، ‏توجو، جواتيمالا، جمهورية كوريا، رواندا، لكسمبورغ، المغرب .
وعن الاحتفالات التي ينتظر ان يشهدها العراق فور التصويت بأخراجه من الفصل السابع فقد اعلنت ‏امانة بغداد عن اكتمال جميع استعداداتها للإحتفال موضحة ان “الاحتفال سيتضمن اطلاق الالعاب ‏النارية ونثر الورود”. وقالت في بيان صحافي انها اكملت جميع استعداداتها وهيأت جميع المتطلبات ‏للاحتفال بإكتمال السيادة العراقية بعد تصويت مجلس الامن الدولي على اخراج العراق من طائلة البند ‏السابع واشارت الى ان الاحتفالات تتضمن اطلاق الالعاب النارية في سماء العاصمة بغداد ورفع ‏نشرات الزينة والاعلام العراقية وتنظيم مواكب جوالة بعجلات الدوائر البلدية تجوب الشوارع وتقوم ‏بنثر الورود والحلوى على المواطنين بمشاركة عدد من فرق الفنون الشعبية .‏

الفصل السابع ودعوة العراق لاخراجه من احكامه ‏
وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 661 أحد قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت في 6 اب ‏‏(أغسطس) عام 1990 بعد أربعة ايام من احتلال العراق للكويت. و يدعو هذا القرار إلى حث الدول ‏على وقف التجارة مع العراق وأعفيت عن هذا القرار المواد الطبية و الغذائية وذلك لأسباب إنسانية. و ‏كانت نتيجة التصويت بموافقة 13 دولة و امتناع كل من كوبا واليمن.‏
ونص القرار على عدة التزامات يستوجب عدم تنفيذها شن عمل عسكري ضد العراق ومنها :‏
‏.. ‏‎ ‎يقرر أن تمنع جميع الدول ما يلي‎: ‎
‏.. استيراد أي من السلع والمنتجات التي يكون مصدرها العراق أو الكويت وتكون مصدرة منهما بعد ‏تاريخ هذا القرار، إلى أقاليمها؛
‏ .. أية أنشطة يقوم بها رعاياها أو تتم في أقاليمها ويكون من شأنها تعزيز، أو يقصد بها تعزيز، ‏التصدير أو الشحن العابر لأية سلع أو منتجات من العراق أو الكويت، وأية تعاملات يقوم بها رعاياها ‏أو السفن التي ترفع علمها أو تتم في أقاليمها بشأن أية سلع أو منتجات يكون مصدرها العراق أو ‏الكويت وتكون مصدرة منهما بعد تاريخ هذا القرار، بما في ذلك على وجه الخصوص أي تحويل ‏للأموال إلى العراق أو الكويت لأغراض القيام بهذه الأنشطة أو التعاملات؛
‏ .. أية عمليات بيع أو توريد يقوم بها رعاياها أو تتم من أقاليمها أو باستخدام السفن التي ترفع علمها ‏لأية سلع أو منتجات، بما في ذلك الأسلحة أو أية معدات عسكرية أخرى، سواء كان منشؤها في ‏أقاليمها أو لم يكن.  ‏
‏.. يقرر أن تمتنع جميع الدول عن توفير أية أموال أو أية موارد مالية أو اقتصادية أخرى لحكومة ‏العراق أو لأية مشاريع تجارية أو صناعية أو لأية مشاريع للمرافق العامة في العراق أو الكويت، وأن ‏تمنع رعاياها وأي أشخاص داخل أقاليمها من إخراج أي أموال أو موارد من أقاليمها أو القيام، بأية ‏طريقة أخرى، بتوفير الأموال والموارد لتلك الحكومة، أو لأي من مشاريعها.   ‏
وقد دعا العراق في التاسع عشر من الشهر الحالي مجلس الامن الدولي لان يكون قراره المنتظر حول ‏ايفائه بالتزاماته الدولية المنصوص عليها في قراراته المتعلقة باعلاقات مع الكويت واضحة وصريحة ‏وممهدة لاخراجه من احكام الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة . واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار ‏زيباري خلال اجتماعه مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن المعتمدين في بغداد ‏اهمية ان يكون القرار الجديد واضحا وصريحا بخصوص ايفاء العراق بالتزاماته الدولية والمنصوص ‏عليها في قرارات مجلس الامن المتعلقة بالعلاقات العراقية – الكويتية .‏
وجاء الاجتماع بعد ساعات من دعوة اطلقها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى التحرك خطوة ‏الى الامام لرفع جميع العقوبات التي فرضت على العراق منذ أكثر من عقدين بعد غزو الرئيس ‏العراقي السابق صدام حسين للكويت في عام 1990 .‏
ورغم الاطاحة بصدام في عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة فان الامم المتحدة لم ترفع ‏العقوبات بالكامل. واخرجت القوات التي قادتها الولايات المتحدة قوات العراق من الكويت في حرب ‏الخليج عام 1991 .‏

دفعة سياسية للعراق
واذا قبل مجلس الامن التابع للامم المتحدة توصيات الامين العام فانها ستكون دفعة سياسية مهمة لبغداد ‏وهي تسعى لاستعادة مكانتها الدولية بعد عقد من الاطاحة بصدام حيث مازال العراق يخضع لحظر من ‏الامم المتحدة على واردات الاسلحة وتجميد أرصدة الافراد والكيانات التي لها صلة بصدام.‏
وأوصى كي مون بأن يتم التعامل مع القضية الانسانية الباقية بين العراق والكويت – التي تتعلق ‏بالكويتيين المفقودين وبالممتلكات – بموجب الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة الذي يحث الدول ‏على حل أي صراعات بالطرق السلمية. ويجري التعامل مع هذه القضية الان بموجب الفصل السابع ‏من الميثاق الذي يسمح لمجلس الامن بالتفويض باجراءات تتراوح بين فرض عقوبات والتدخل ‏العسكري.‏
واضاف كي مون في تقريره الى مجلس الامن “أظهرت حكومتا العراق والكويت الحنكة السياسية ‏والاحترام للمصالح الوطنية لكل منهما من اجل التوصل لترتيب مقبول من الطرفين مفيد لكليهما.” ‏وقال “اذا وافق مجلس الامن على توصياتي فان العراق سيخرج من الفصل السابع فيما يتعلق بهذا ‏الملف وسيقترب خطوة من استعادة مكانته الدولية.‏
وكان مندوبا العراق والكويت في الامم المتحدة سلما امينها العام بان كي مون في الثالث عشر من ‏الشهر الحالي مذكرة تفاهم مشتركة بشان ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود المشتركة والتي ‏تشير الى وفاء العراق بالتزاماته الدولية تمهيدا لاخراجه من الفصل السابع ونقل بقية التزاماته في حل ‏الملفات العالقة المتبقية مع الكويت الى الفصل السادس.‏

أطلاق حرية التحرك للعراق دوليا‎
ويؤكد سياسيون عراقيون أن خروج العراق من البند السابع سيجعله حاضراً في جميع المحافل الدولية  ‏كما سيتيح له فرصة لمعالجة المشاكل التي سببها النظام السابق في العلاقة مع دول المنطقة  فضلاً عن ‏تحقيق مكاسب دولية لا يستهان بها تنعكس بمعطيات إيجابية على‎ ‎الدولة العراقية‎.
ويشيرون الى ان استرداد العراق لسيادته كاملة غير منقوصة سيدفع بالعراق للظهور كدولة ذات مكانة ‏متميزة سياسياً واقتصادياً وثقافياً على المستويين الإقليمي والدولي‎.‎‏ كما عبرت وزارات خدمية وأخرى ‏ترتبط أنشطتها بالعلاقات الخارجية عن الارتياح للخطوة المنتظرة. فقد اكدت وزارة الصحة ان خروج ‏العراق من البند السابع سيسهل على الوزارة استيراد الادوية والمستلزمات والاجهزة التي كان يتعذر ‏على الوزارة استيرادها بسبب ازدواجية عملها كما ان ذلك سيعيد للعراق حقه في المشاركة بالمحافل ‏الصحية الدولية المختلفة والتصويت على القرارات او التوصيات التي تتمخض عنها فضلا عن ابداء ‏الرأي والمشورة بشأن رسم السياسات الصحية المختلفة وخاصة فيما يتعلق بدول المنطقة”. واشارت ‏في بيان الى ان ذلك سيذلل كثير من الخطوات الروتينية المتعلقة باستيراد ادوية سيما السرطانية منها ‏واجهزة العلاج بالاشعاع والذي سيوفر فرصة لمعالجة كثير من الامراض المستعصية والتي تحتاج ‏الى اجهزة متطورة حديثة وعلاجات خاصة الكيميائية والفيزيائية . واوضحت ان هذا الخروج ستكون ‏له ايضا  اسهامة في تحديث وتطوير المؤسسات الصحية وتجهيزها بالتقنيات الحديثة والادوية التي ‏كانت محظورة على العراق.‏
أما اللجنة الاقتصادية النيابية فقد اشارت الى ان اخراج العراق من الفصل السابع ودخوله في الفصل ‏السادس “سيخلق حرية اكبر للقطاع المصرفي العراقي للتعامل مع الشركات والمصارف العالمية”.‏
كما رأى وزير السياحة والآثار لواء سميسم، أن إخراج العراق من طائلة الفصل السابع سيلقي بظلاله ‏الإيجابية على مطالبة البلاد باستعادة جميع الأثار العراقية في الخارج التي هربت أو سرقت عن طريق ‏النبش العشوائي‎.‎‏ واضاف تصريحات صحافية أن الأمر لا يقتصر على الآثار بل “سيمنح الوزارة ‏حرية بتنظيم الصيغ القانونية الكفيلة بإقامة المعارض الدولية في جميع دول العالم التي توجد فيها ‏الآثار العراقية، لكون العراق كان يمتنع عن إقامة هكذا معارض للآثار خشية مصادرتها تحت طائلة ‏البند السابع‎”.
اما وزارة الإعمار والإسكان فقدت عدت الأمر خروجاً من القيود الاقتصادية التي سببت تأخير تقديم ‏الخدمات والمشاريع المهمة التي تسهم في حل جميع مشاكل المواطنين وفي مقدمتها السكن والطرق ‏ومشاريع البنى التحتية‎.‎‏ واكدت انها ستتمكن من تنفيذ جميع سياساتها وإدارة شؤونها دون أي قيود أو ‏محددات، متوقعة ارتفاع مردودات العراق الاقتصادية إلى درجة كبيرة تسهم بخفض نسب البطالة ‏والفقر وتحسين المستوى المعاشي للعائلة العراقية‎.

نقل العراق الى الفصل السادس ‏
ومن المنتظر ان يصوت مجلس الأمن الدولي مساء اليوم على قرار يخرج العراق من طائلة الفصل ‏السابع الى الفصل السادس .. وهو ما يعني أن الاول إلزامي اما الثاني فلا يتعدى كونه مجرد ‏توصيات.‏
ويفرض الفصل السادس على أطراف النزاع البحث عن الحلول السلمية الكفيلة بإنهاء هذا النزاع مع ‏الاحتفاظ بحق المجلس في البحث في القضية وله أن يوصي بما يراه مناسباً لحل هذه القضية وله أن ‏يفرض ما يراه مناسباً من حلول لهذا الصراع مع مراعاة الخطوات التي تم اتخاذها من أطراف النزاع ‏للوصول لحل الأزمة.
ويتألف هذا الفصل من ست مواد جميعها تتحدث عن الحلول والمقترحات السلمية التي يحق للمجلس ‏تقريرها لإنهاء الصراع ولا يقدم هذا الفصل خطوات إجرائية لحل النزاع بل يترك الأمر مفتوحاً ‏لمقترحات وتوصيات وقرارات المجلس لحل النزاع سلمياً.
اما الفصل السابع، فهو يتكون من ثلاث عشرة مادة تتحدث المواد الثلاث الأولى عن أحقية المجلس في ‏تقرير ما يراه مناسباً لفض النزاع وإلزام أطرافه بتنفيذ هذه القرارات بما فيها الإجراءات الاقتصادية ‏والمواصلات وقطع العلاقات الدبلوماسية، في حين تتحدث المواد التالية عن اتخاذ الإجراءات ‏العسكرية بما يلزم لحفظ السلم وإعادته عن طريق القوات العسكرية التابعة لأعضاء الأمم المتحدة.
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة