وكالات- كتابات:
ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ أن مصطلح: “تحالف الراغبين”، الذي استخدمه رئيس الوزراء البريطاني؛ “كير ستار مر”، هو استعادة للمصطلح ذاته الذي أُستُخدم قبل “غزو العراق” العام 2003.
تذكير بجميل قديم !
وأوضح التقرير البريطاني؛ أن العبارات السياسية الرنانة نادرًا ما تتكرر بدون سبب مقصود، مضيفًا أنه ربما كان القصد من عبارة: “تحالف الراغبين”، التي استخدمها “ستار مر” قبل يومين، هي تذكير المجتمع الدبلوماسي والعسكري الأميركي: بـ”إننا ساعدناكم؛ الآن عليكم رد الجميل”.
وتابع التقرير قائلًا؛ إن “تحالف الراغبين” الشهير، أو السّيء الصيت، هو التحالف الذي جمع الدول الـ (30) التي قدمت الدعم علنًا لغزو الرئيس الأميركي الأسبق؛ “جورج بوش”، لـ”العراق”، في العام 2003.
وذكر التقرير بأن تشكيل هذا التحالف من الدول، جاء بعدما قررت “واشنطن” أن النظام العراقي يمتلك اسلحة دمار شامل تُشكل تهديدًا مباشرًا، وأن الغزو كان ضروريًا، وذلك قبل أن يستكمل مفتشو الأسلحة التابعين لـ”الأمم المتحدة” عملهم.
ولفت التقرير البريطاني؛ إلى أنه من نتائج الغزو كان الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل، والإطاحة بنظام “صدام حسين”، ودفع “العراق” إلى مرحلة طويلة من الفوضى الداخلية وسفك الدماء، فيما انخرط فيها أكثر من (150) ألف جندي أميركي.
الشريك الأكبر بغزو “العراق”..
وأشار تقرير (الغارديان) إلى أن “بريطانيا”، مثلما يُدرك رئيس الوزراء؛ “ستارمر”، كانت الشريك الأكبر في “تحالف الراغبين” ذلك، حيث أرسلت (45) ألف جندي، بينما أرسلت “أستراليا”: (2000) جندي، بينما أرسلت الدول الأخرى بشكلٍ عام أعدادًا أقل من الجنود، وفي غالب الأحيان، كانت مسَّاهمات هذه الدول مجرد مجموعة صغيرة من الجنود، أو أنها شاركت من خلال السماح باستخدام قواعدها العسكرية.
وبحسّب التقرير؛ فإن إعادة طرح مصطلح “تحالف الراغبين”؛ من جانب “ستارمر”، جاءت خلال مقابلته مع قناة (بي. بي. سي) البريطانية؛ الأحد، حيث كشف عن خطة “أنكلو-فرنسية” للعمل مع “الولايات المتحدة”، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في “أوكرانيا”، حيث قال أنه يتوقع وجود شركاء آخرين، وهذا ليس استثناء، فكلما زاد عددهم كان أفضل، إلا أننا بحاجة إلى التحرك نحو طريقة أسرع وأكثر مرونة للتقدم، وأعتقد أن هذا هو “تحالف دول الراغبين”.
إعادة إحياء “تحالف الراغبين”..
وفي وقتٍ لاحق، قال “ستارمر”؛ بحسّب ما نقل التقرير عنه بعد القمة التي عُقدت في “لندن”، الأحد، قوله إن: “عددًا من الدول الأخرى وافقت على الانضمام إلى هذا التحالف”، ولكنه لم يُحدّد أسماء الدول، مشيرًا إلى أن المسألة متروكة للقادة الآخرين لتحديد ذلك.
وذكر التقرير بأنه في نهاية المطاف، فإن التحالف الذي قاده “بوش” وقتها، توسع من (31) دولة إلى: (38) دولة بعد الغزو، بغض النظر عن غموض نوايا التحالف والفوضى التي أحدثها.
وأضاف أن “ستارمر” لا يبدو على وشك أن يجعل (38) دولة تنضم إلى التحالف الجديد، إلا أنه يأمل بشدة أن تكون “الولايات المتحدة”؛ في عهد “دونالد ترمب”، من بين “الدول الراغبة”.