نتيجة سوء الادارة والممارسات الطائفية والعرقية للعناصر الامنية العراقية اضافة الى قلة التخصيصات المالية والتي يعامل بها أبناء القوات المسلحة فقد تصاعدت مؤخرا ظاهرة الهروب من تشكيلات الجيش العراقي وهم الذين يطلق عليهم العراقيون تسمية (الفرارية).
وتحاول السلطات الحد من هذه الظاهرة الخطيرة باجراءات عاجلة ادارية ومالية من خلال منع النقل من بعض الفرق التي تتسع فيها هذه الظاهرة من جهة ثم اغراء الضباط بمخصصات مالية لاقناعهم بمواصلة عملهم ومراقبة عناصرهم الراغبة او التي تقوم بعمليات الهروب من تشكيلاتها العسكرية.
وقد اعترف قائد الفرقة الثالثة هيني خوشناو بهذه الظاهرة واستطاع الحصول على موافقة القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي على الاجراءات التي يعتقد انها ستحول دون اتساع او انها ستوقف عملية الهروب هذه من القوات الامنية .. وهو ما يؤكده الخطاب السري الذي حصلت عليه (كتابات) وفيما يلي نصه وصورته:
بسم الله الرحمن الرحيم
سري وشخصي
قيادة الفرقة الثالثة
الادارة والميرة
العدد 1 .2 .38
التاريخ 9 . 3 . 2013
الى – كافة التشكيلات ووحدات مقر الفرقة
الموضوع – ظاهرة هروب المراتب من القيادات العاملة في الشمال
.. كتاب أمانة السر العام – السري والشخصي ويفتح بالذات
ق 1 – 2-3241 في 14. 3.2013
المبلغ بكتاب رئاسة اركان الجيش السري والشخصي ويفتح بالذات
618 – في 18.3.2013
المبلغ بكتاب قيادة القوات البرية (الادارة)
المراتب 2.1.167 في 25.2.2013
حصلت موافقة القائد العام للقوات المسلحة دولة رئيس الوزراء المحترم على مايلي:
يمنع النقل من قيادة فرقة (2.3.1.2).
صرف مخصصات مقطوعة للضباط والمراتب من غير ابناء المحافظة والعاملين حاليا لسد اجور ……
نرجو التفضل بالاطلاع واتخاذ مايلزم
قيادة الفرقة الثالثة
هيني عبد الله خوشناو
قائد فرقة المشاة الثالثة
آذار 2013
ويذكر في هذا المجال ايضا ان بعض الضباط والمراتب قاموا مؤخرا بالاعلان وسط المحتجين في ساحات الاعتصام في بعض المحافظات الغربية والشمالية تركهم للقوات الامنية وتخليهم عن رتبهم ومناصبهم العسكرية احتجاجا على ممارسات قياداتهم ضد المتظاهرين الذين ينادون بمطالب مشروعة منذ نهاية العام الماضي وسط رفض حكومي لتنفيذها.