كتب وائل نعمة : شرعت القوات الاميركية المتواجدة في قاعدة عسكرية في شرق الرمادي باجراء ملفت، خلال الايام الماضية، بعملية استبدال كبيرة لعناصرها الذين وصلوا الى المدينة قبل ثلاثة اشهر فقط.
في حين تنقل اطراف مطلعة في الموصل، التي لاتزال منذ اكثر من عام تحت سيطرة داعش، بأن قوات اميركية كانت موجودة فعلا في بلدات قريبة من المدينة لكنها كانت برفقة مجموعة ممثلين لتصوير فيلم هوليوودي.
وتزامن الاجراء الاميركي في الرمادي مع انباء تحدثت عن توسيع الاخيرة عمليات الاستطلاع التي تجريها حول الرمادي. وتشير جهات مطلعة في الانبار بأن احد الجنرالات الذين شاركوا في هندسة مشروع الصحوات سيكون على رأس القوات الجديدة.
ولاتزال العمليات العسكرية في الانبار، التي انطلقت في حزيران الماضي، متوقفة منذ شهر تقريبا. وتعزو بعض الاطراف هناك هذا التوقف الى قرب الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة للحرب على داعش بعد اخذ فرقة عسكرية عراقية جديدة زمام المبادرة في شرق المدينة، وتسليح آلاف المتطوعين من ابناء المحافظة.
وبدأت القوات الأميركية للمرة الاولى، منذ وصولها الى الانبار، في حزيران الماضي، الخروج بجولات استطلاعية قبل اسبوعين في مناطق الخالدية والحبانية القريبتين من القاعدة العسكرية.
وكان مصدر أمني رفيع في الأنبار قال ان القوات الاميركية جمدت عمل الجيش العراقي والحشد الشعبي وتولت قيادة العمليات العسكرية الدائرة حالياً في الانبار، الامر الذي نفته الحكومة العراقية بعد ذلك.
تدخل أميركي بعلم بغداد
ويقول حكمت سليمان، مستشار محافظ الانبار، ان “هناك تدخلاً اميركياً في الانبار وهو يجري بعلم الحكومة العراقية ولايسعى الى عرقلة العمليات العسكرية او تعطيلها”.
ويؤكد سليمان، ان “العراق ينسق بشكل تام مع القوات الاميركية استعدادا لتحرير الانبار”، مشيرا الى ان “القوات الاميركية اشرفت ودربت الفرقة 16 وجهزتها باسلحة اميركية وبشكل كامل”.
ويعزو السياسي الانباري، وعضو وفد المحافظة الى واشنطن، توقف العمليات الى “انتظار استكمال تجهيز الفرقة العسكرية الجديدة واستبدالها بالقوات الموجودة في المناطق التي ترابط بين الخالدية والرمادي”.
وتشهد المناطق الواقعة شرق الرمادي خروقات عديدة تسببت بمقتل قيادات عسكرية رفيعة في آب الماضي. واخفقت القوات المنتشرة في المنطقة باحكام طوق حولها.
واضاف مستشار محافظ الانبار بالقول ان “تأخر العمليات العسكرية يعود ايضا الى تبديل عناصر القوات الاميركية لزيادة فعالياتها في الرقابة الجوية والقصف”، لافتا الى “اكتمال الدورات التدريبية لمتطوعي العشائر الذين يفترض ان يصل عددهم الى 8 آلاف عنصر”. مرجحا ان يتم نشرهم على قواطع الرمادي والكرمة والبغدادي والخالدية وعامرية الفلوجة.
ويعرب العضو السابق لمجلس محافظة الانبار عن اعتقاده بان “تلك الاجراءات الاميركية ستؤدي الى تقليل خسائر القوات العسكرية والمدنيين اثناء عملية التحرير”. ويؤكد ان “المعركة لن تتوقف عند حدود الرمادي بل ستكمل طريقها الى غربي المحافظة”.
عودة جنرال الصحوات
ويرجح حكمت سليمان ان “توسع القوات الاميركية، خلال الحرب المرتقبة في الانبار، من مستوى تدخل طائرات الاباتشي والمدفعية واشراك مزيد من المستشارين”.
ويكشف المسؤول الانباري بان “القوات التي استبدلت بأخرى، في قاعدة الحبانية، سيرأسها الجنرال جون مكفارلن وهو احد القيادات العسكرية الاميركية التي اشرفت في عام 2006 على تشكيل الصحوات التي طردت القاعدة من المحافظة”.
بيع الأوهام للموصليين
وفي الموصل، يوجه مسؤولون فيها اصابع الاتهام الى بعض السياسيين ووسائل الاعلام بـ”تضليل السكان عبر بث اخبار عن قرب معركة عسكرية لتحرير المدينة”.
ويؤكد خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى في حديث لـ(المدى)، بأن “ما حدث خلال اكثر من عام هو مناوشات بين قوات البيشمركة والمسلحين على اطراف الموصل ولا يوجد اي تحرك لتحرير المدينة”.
واضاف الحديدي ان “مسؤولي المحافظة يسمعون كلاما دبلوماسيا يخلو من الدقة ويتلقون وعودا كثيرة من اطراف الحكومة العراقية والبرلمان والقوات الاميركية بقرب تنفيذ عملية عسكرية ولكن لا شيء يحدث منذ اشهر”.
ويرى المسؤول الموصلي ان “تلك الاوهام التي توزعها بعض الاطراف السياسية على السكان تسببت بمحاصرة عدد منهم داخل المدينة بعد ان ظنوا بأن عملية التحرير قريبة”، مشيرا الى “ازدياد نفوذ داعش داخل الموصل وانه بات يكثف اجراءاته الصارمة ضد المدنيين”.
بروفة لفيلم سينمائي
بالمقابل لا ينفي الحديدي وجود انباء عن نزول قوات اميركية في مناطق غرب الموصل قرب سنجار وربيعة، لكنه ينقل عن شهود عيان قولهم ان “تلك القوات جاءت برفقة ممثلين اميركان لتصوير مشاهد فيلم سينمائي في اطراف الموصل”.
ونقل مسؤولون موصليون، في حديث سابق لـ(المدى)، عن اهالي محافظة نينوى انهم شاهدوا وصول ارتال عسكرية اميركية ومن جنسيات اخرى الى مناطق في شرق وغرب الموصل، وهي تحمل اسلحة ثقيلة ومؤناً.
ولم تعرف، بحسب مسؤولين موصليين، في حينها فيما لو كانت القوات الغربية، التي وصلت الى اطراف الموصل، ستشارك في عملية عسكرية قريبة بشكل مباشر ام انها ستكتفي بمهام التدريب، لكنهم اشاروا انذاك الى ان المعدات التي ترافق القوات الاجنبية لا تدل على انها ستكتفي بالتدريب او تقديم الاستشارة فحسب.