23 أبريل، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

عن ثلاثي “واحد تاني” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

أجرِؤ على القول أن عملاً بتوقيع ثلاثي تجتمع مكوناته لأول مرة في عمل واحد، من الصعب أن لا يتمخض عن إضافة هامة للسينما المصرية والعربية في مرحلة المراوحة التي تعيشها منذ سنين؛ وعلى عدد من المستويات.

منذ حوالي أربع سنوات؛ كنت واحدًا من عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الذين وجدوا في عمل “أحمد حلمي”؛ مع المخرج “خالد مرعي”، والمؤلف “عبدالرحيم كمال”، في فيلم (خيال مآتة)، نموذجًا على الجدية في محاولة فتح مسارات جديدة للإبداع السينمائي في بلادنا.

وكتبت مطولاً؛ في حينه، عن أهمية مثل هذه المحاولة في رفد أطر جديدة للتعاطي مع حالة تغييب الذاكرة الجمعية والفكرية للمجتمعات في مرحلة ما بعد الحداثة، ومجابهة ما تدفع إليه من تشويش شبه كامل لقدرة المجتمع على تمييز المزيف عن الأصلي، والنتائج الخطيرة لهذا المسار.

الفيلم بالنهاية جابه حملة منظمة (ومؤدلجة) ضده؛ كما لم يحدث مع أي فيلم لـ”أحمد حلمي” في تاريخه. لكن في النهاية، بقي الفيلم كأحد أهم الأفلام المصرية التي ظهرت في الحقبتين الماضيتين وأكثرها تطويرًا لآليات التعاطي السينمائي مع موضوعة الاستلاب الفكري الشامل الذي تُعاني منه شعوبنا في هذه المرحلة من تاريخها.

اليوم يتشارك “أحمد حلمي” في عمله الجديد: (واحد تاني)؛ مع طاقاتين إبداعيتين كان لكل منها أهميتها الخاصة في السنوات الأخيرة: المخرج “محمد شاكر خضير”؛ (فيلم: “هاتولي راجل” ومسلسلات: “لا تطفيء الشمس”، “جراند أوتيل”، “نمرة اتنين”…)، والكاتب الصحافي والقصاص والشاعر؛ “هيثم دبور”؛ (“فوتوكوبي”، “عيار ناري”، “وقفة رجالة”…).

ثلاثي مركب تتميز كل من مكوناته بقدرتها الإبداعية على رصد سخافة وهشاشة: “اللامعقول” الذي يُعشش داخل ما يبدو “عاديًا” في إطار الواقع الاجتماعي والإيديولوجي السائد.

وبرأيي، فإن كل من هؤلاء الثلاثة، وفي إطار استعماله لأدوات أدائه وكتابته وتجسيده البصري لرؤيته الفنية الخاصة، هو قادر في العادة؛ (ولو ضمن حياء “شرقي” متوارث حينًا، ومفروض غالبًا)، على استفزاز المتلقي للعودة إلى مرآته ليُعيد النظر فيها تجاه نفسه، وخاصة تجاه رؤيته التقليدية المزيفة التي أعتاد عليها تجاه ما يُمثله ضمن البيئة الاجتماعية والفكرية والسياسية والطبقية التي هو جزء منها.

في أول أيام العيد سنكون أمام تجربة سينمائية أشعر تجاهها بتحيز لا أخفيه، يرفده تقديري العميق للمواهب المكونة لها. لذا فأنا أترقب بشغف: (واحد تاني) !

كيف لا، والكيمياء بين: “حلمي” و”خضير” و”دبور”؛ من الممكن رصدها منذ الآن وبالعين المجردة في سيماء وجوههم نفسها !!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب