خاص : بقلم – د. مالك خوري :
أن يستمر الاستهتار باحترام الأعمال الأخرى للفنانين؛ وحتى احترام التراث الفني للسينما المصرية، لا يمكن التعاطي معه وكأنه “حدوتة” تسلية يومية؛ يمكن تجاوزها: “ببوس اللحى !”.
وصولنا اليوم إلى هذا الواقع؛ ناتج عن التلكؤ الفاضح والمتكرر لقيادات النقابات الفنية عن التبوء بدورها، خصوصًا لجهة الإلتزام بالدفاع عن الأصول والحدود الدنُيا الحرفية للعمل والممارسة الفنية.
وما يُزيد من هذا الهبوط المتزايد، الذي نلحظه هذا العام، هو تفاقم الشللية في التعامل مع القضايا، وترك المبادرة في التعامل مع التجاوزات بيد الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي. حتى القرارات التي تتخذها هذه النقابات؛ لم تُعد تؤخذ بجدية من قِبل الأعضاء.
ولنا مثال في قيام الممثل “محمد رمضان”، منذ عدة أشهر بخرق قرار نافذ للجمعية العامة للنقابات الفنية بعدم التعامل مع الكيان الصهيوني ونشاطاته. أسلوب تعامل قيادات النقابات مع هذا الخرق لم يكن أقل من مهزلة، زادت من استهتار البعض بفعالية وجدية هذه القيادات في التعامل مع القضايا التي تهم أعضاءها.
مؤخرًا، لم يكن للنقابة أي موقف تجاه محاولة غلق مسلسل (الطاووس)؛ بالرغم من أن ما طرحه هو موضوع الاغتصاب، والذي يجب التصدي له وإدانته وفضحه بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الفنية.
يحدث كل هذا في الوقت الذي يفترض أن تكون النقابات في طليعة من يتدخل وبجدية لحفظ مصالح أعضائها ومساعدتهم في الحفاظ على أعلى مستويات الحرفية في عملهم.
القضية أكبر من إهانة الفنان “إسماعيل ياسين”، والاستخفاف بحجم حضوره في تاريخ الثقافة السينمائية المصرية، أو السطو على أعمال فنية أخرى واستعمالها بدون إذن أو حتى إشارة، كما حدث في مسلسل (نجيب زاهي زركش)، أو الدفاع عن حق التعبير لمسلسل بمستوى فني مميز مثل (الطاووس).
القضية هي بحجم إعادة النظر بمنظومة نقابية فقدت جديتها بالتعاطي مع مسؤولياتها.
