10 أبريل، 2024 6:03 ص
Search
Close this search box.

عنصرية لغرض انتخابي .. “ترامب” يصطدم بنائبتين بالكونغرس من أجل البقاء في “البيت الأبيض” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من دعوات العنصرية التي ليست بالغريبة على الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، دعا نائبتين في “الكونغرس”، من أصول إسلامية، بالعودة لموطنهما الأصلي بعد انتقادات لسياساته حيال الهجرة، وهو الأمر الذي رفضته رئيسة مجلس النواب.

وقال “ترامب”، في تغريدة: “من الغريب أن نرى الآن عضوات الكونغرس الديمقراطيات، (التقدميات)، اللائي جئن أصلاً من بلدان تعتبر حكوماتها كارثة كاملة وشاملة، والأسوأ والأكثر فسادًا وغير الكفؤة في أي مكان في العالم. وفي الوقت نفسه يخبرن شعب الولايات المتحدة، (أعظم وأقوى أمة على وجه الأرض)، بشراسة كيف تتم إدارة حكومتنا”.

وأضاف: “لماذا لا يعودن ويساعدن في إصلاح الأماكن المنهارة تمامًا والمليئة بالجريمة التي أتون منها. ثم يعدن ليوضحن لنا كيف تم ذلك ؟!”.

وأختتم “ترامب” سلسلة تغريداته، قائلاً: “تحتاج هذه الأماكن إلى مساعدتكن بشدة، ولا يمكن أن تتركوها بسرعة كافية. أنا متأكد من أن نانسي بيلوسي، (رئيسة مجلس النواب)، ستكون سعيدة للغاية لوضع ترتيبات السفر المجانية بسرعة”.

وفي تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي، فازت امرأتان مسلمتان في “الولايات المتحدة” بمقعدين في “الكونغرس” الأميركي عن “الحزب الديمقراطي”، في خطوة تُعتبر غير مسبوقة.

وولدت “إلكساندريا أوكاسيو- كورتيز”، و”رشيدة طليب” و”آيان بريسلي”، ونشأن في “الولايات المتحدة”، بينما انتقلت الرابعة، وهي؛ “إلهان عمر”، إلى “الولايات المتحدة” وهي طفلة.

وفازت “إلهان عمر”؛ وهي لاجئة صومالية، بمقعد في “مجلس النواب”. وتمكنت “رشيدة طليب”، العاملة في المجال الاجتماعي، والمولودة في “ديترويت”؛ لأبوين فلسطينيين مهاجرين، من الفوز أيضًا بمقعد في “مجلس النواب”.

ويهاجم الرئيس الأميركي النائبتين المسلمتين من وقت لآخر.

تهديد بالقتل.. وهجوم جديد..

وفي 15 نيسان/أبريل الماضي، وبعد ساعات قليلة من إصدار عضوة الكونغرس، “إلهان عمر”، بيانًا يفيد بتصاعد تهديدات القتل ضدها، جدد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هجومه عليها.

وفسر “ترامب”؛ تعرض “إلهان عمر” لتهديدات بالقتل، بسبب تصريحاتها المعادية للسامية والمعادية لـ”إسرائيل”، واعتبر أنها “خرجت عن نطاق السيطرة”.

وغرد “ترامب”، على (تويتر)، في ذلك اليوم؛ قائلاً: “قبل أن تقرر رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، التي فقدت السيطرة على الكونغرس، ولم تحقق أي إنجازات، أن تدافع عن إلهان عمر، ينبغي لها، (بيلوسي)، أن تنظر في خطابات الكراهية الأميركية والمعادية للسامية وكذلك لإسرائيل التي تدلي بها عمر”.

وأردف “ترامب”؛ عن “إلهان عمر”: “لقد خرجت عن السيطرة، باستثناء سيطرتها على نانسي بيلوسي”.

إلهاء للشعب عن سياسات الإدارة الحالية..

وأعلنت عضوات “الكونغرس” الأميركي الأربعة، اللاتي تعرضن للهجوم، رفضهن لما جاء في تلك التصريحات.

ووصفت العضوات الأربعة، “ألكساندريا أوكاسيو”، و”إلهان عمر”، و”أيانا بريسلي”، و”رشيدة طليب”، في مؤتمر صحافي، تغريدات “ترامب” ضدهن؛ بأنها “إلهاء” للشعب الأميركي عن سياسات الإدارة الحالية، ناصحين الشعب الأميركي “بألا يبتلع الطعم”.

وأعلنت النساء الأربعة، اللاتي يُعرفن في الوقت الراهن “بالفرقة”، أن التركيز ينبغي أن يكون على سياسات الرئيس لا كلماته.

وقالت عضوة الكونغرس، “أيانا بريسلي”: “إنه يهدف ببساطة إلى إزعاج وإلهاء الشعب عن الفوضى العارمة وثقافة الفساد التي تتبناها هذه الإدارة على طول الخط”.

وطالبت العضوتان، “إلهان عمر” و”رشيدة طليب”، بعزل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

هجوم ديمقراطي..

وبعد هذه الإدانات، زاد “ترامب” هجومه وهون من شأن المخاوف من أن تكون تصريحاته، “عنصرية”، الأمر الذي أثار غضب الديمقراطيين، الذين تحركوا لإدانته في “مجلس النواب”.

فانتقد أعضاء من “الحزب الديمقراطي” الأميركي، “ترامب”، وكتبت رئيسة “مجلس النواب” الأميركي، “نانسي بيلوسي”، على صفحتها في (تويتر)، أنها: “ترفض التعليقات المعادية للأجانب للرئيس ترامب، والتي قد تؤدي إلى تقسيم الأمة”.

وأعلن عمدة نيويورك، “بيل دي بلازيو”، أن “الولايات المتحدة” هي دولة للجميع، بما في ذلك لمن انتقدهم “ترامب”، فيما وصف المرشح للرئاسة الأميركية، “بيرني ساندرس”، الرئيس “ترامب”، بأنه “شخص عنصري”، داعيًا للتوحد من أجل تحقيق المساواة بالنسبة للجميع.

إدانة من الحزب الجمهوري..

وأنضم عدد من أعضاء “الحزب الجمهوري” إلى الانتقادات الموجهة إلى “ترامب”، فدان السيناتور من الحزب الجمهوري، “ميت رومني”، تصريحات “ترامب”، قائلًا: “إن تعليقات الرئيس مدمرة ومهينة، وهي تحطم الوحدة” في البلاد.

وأضاف: “يمكن أن تختلف مواقف الناس من السياسة، لكن دعوة المواطنين الأميركيين إلى العودة للدول التي أتوا منها تتجاوز كل الحدود الممكنة”.

ودانت نائبة رئيس كتلة “الحزب الجمهوري” في “مجلس الشيوخ” الأميركي، “غودي إيرنست”، تصريحات “ترامب” أيضًا. وردًا على سؤال فيما إذا تُعتبر هذه التصريحات “عنصرية”؛ قالت: “نعم، هذا ما أعتقده”.

تمهد الطريق لبقاؤه في البيت الأبيض..

تعليقًا على التصريحات العنصرية لـ”ترامب”، قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية في تحليل لها؛ إنه رغم الجدل الواسع الذي تسبب فيه تصريح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشأن عودة نائبات “الكونغرس” الملونين إلى موطنهن الذي جئن منه، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات؛ ووصفه بالتعصب والعنصرية، إلا أن هذه النوعية من التصريحات ربما تمهد له الطريق إلى البقاء في “البيت الأبيض” لفترة رئاسة ثانية.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن تصريحات “ترامب”، بشأن أربع نائبات ديمقراطيات، لن تُضر بفرص إعادة انتخابه، بل على العكس من ذلك، يبدو أن الرئيس الأميركي يعتبر الخطاب المثير للانقسام والمناهض للمهاجرين أفضل فرصة للتشبث بـ”البيت الأبيض”، العام المقبل. ويقول المحللون إنه ربما يكون على صواب.

ونقلت الصحيفة عن “بن رودس”، مستشار الأمن القومي السابق لـ”باراك أوباما”، قوله: “أطلق ترامب علامته السياسية منذ 8 سنوات قائلًا؛ إن أول رئيس أميركي من أصل إفريقي ولد في إفريقيا. لقد كان الأمر دائمًا يتعلق بالعنصرية، وحقيقة أن هذا الأمر كان مثيرًا للجدل جزءًا من المشكلة”.

وأوضحت (الغارديان) أن “ترامب” يُعد رئيس أقلية بعد فوزه بنسبة 46% من الأصوات الشعبية، في عام 2016، أي أقل من نسبة “هيلاري كلينتون”، البالغة 48%، لكنه فاز بالانتخابات بأصوات المجمع الانتخابي. تشير جميع الدلائل على حملة إعادة انتخابه الوليدة حتى الآن؛ إلا أنه يأمل في تكرار الحيلة في ولايات “ميشيغان وبنسلفانيا ويسكونسن”، والتي تضم جميعها الأغلبية من البيض.

تصويت على قرار إدانة رسمي..

وكانت مجلة (نيوزويك) الأميركية قد قالت إن “مجلس النواب” الأميركي سيجري تصويتًا، الثلاثاء، على قرار رسمي لتوجيه إدانة رسمية لتغريدات “ترامب” الأخيرة، التي استهدفت أربعة من نائبات “الكونغرس” الديمقراطيات، والتي اعتبرت على نطاق واسع “عنصرية” وتعبر عن كراهية للأجانب، وذلك بحسب ما قالت رئيسة مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”، لزملائها في خطاب، أمس الأول الإثنين.

وكشفت “بيلوسي” أنه سيكون هناك قرار قادم برعاية النائب، “توم مالينوسكي”، المولود في “بولندا” إبان الحرب الباردة، والنائب، “غامي راسكين”، إلى جانب عدد من النواب الديمقراطيون الذين ولدوا خارج “أميركا”.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الخطوة التي تهدف إلى توجيه إدانة رسمية لتصريحات الرئيس الأخيرة؛ ستجبر الجمهوريين على الاختيار ما بين انتقاد تصريحات “ترامب” على (تويتر) من عدمه.

القرار يحمل عنوان: (إدانة تصريحات الرئيس ترامب العنصرية الموجهة إلى عضوات الكونغرس)، قد تقدم به بشكل رسمي، “ماليونوسكي”، مساء أمس الأول، وتم وضعه على جدول أعمال “مجلس النواب” للتصويت عليه، أمس.

مواطنة أميركية قبل زوجته !

وبحسب صحيفة (إندبندنت)؛ أشار معلقون سياسيون أيضًا إلى شيء آخر، إذ قال “جيك تابر”، من (سي. إن. إن)، إن “إلهان عمر”؛ كانت مواطنة أميركية منذ مدة أطول من السيدة الأولى، “ميلانيا ترامب”.

و”إلهان عمر”؛ هي عضوة “الكونغرس” الوحيدة التي ولدت خارج “الولايات المتحدة”، في “مقديشو” بـ”الصومال”، وانتقلت إلى “أميركا”، في عام 1992، وأصبحت مواطنة أميركية، في عام 2000.

وفي الوقت نفسه؛ أصبحت “ميلانيا ترامب”، مواطنة أميركية، في عام 2006، عن عمر يناهز 36 عامًا، بعد عام واحد من زواجها من قطب العقارات في ذلك الوقت.

خطاب سياسي إعلامي موظف لحسابات انتخابية..

ورأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بـ”القاهرة”، الدكتور “طارق فهمي”، إن التصريحات غير المسبوقة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في حق النائبات الديمقراطيات، يجب أن تفهم في سياق الخطاب السياسي والإعلامي تجاه الأقليات في “الولايات المتحدة” وليس لشريحة معينة.

موضحًا أن ما خرج أخيرًا من الرئيس الأميركي؛ ليست “ذلة لسان”، فهو يعلم جيدًا كيف يوجه الخطابات.

ولفت “طارق فهمي” إلى أن النسق الفكري العقائدي لـ”ترامب” يؤكد على عنصريته، وأنه يريد في هذا التوقيت توظيف هذا الملف لحسابات انتخابية، متحدثًا عن رغبته في إعادة “أميركا” للأميركيين فقط.

وأكد على أن تصريحات “ترامب” تمس القواعد والقيم الراسخة في النظام الفيدرالي الأميركي؛ عندما مس بها عددًا من النواب، ويقترب من مقدسات النظام السياسي الأميركي وتجاوز الخطوط الحمراء.

وتابع: “الأمر ليس قضية حزبية أو انتخابية، ولكنها ترتبط بالقيم الحاكمة بالنظام السياسي الأميركي”.

ولدى “ترامب” سجل حافل من التصريحات العنصرية، منها :

الحملة ضد “أوباما”..

عمد “ترامب”، قبل سنوات من خوض حملة انتخابات 2016، إلى مهاجمة الرئيس السابق، “باراك أوباما”، أول رئيس أسود لـ”الولايات المتحدة”، مستهدفًا تحديدًا أصوله “الإفريقية-الأميركية”، فاتهمه بأنه لم يولد على الأراضي الأميركية؛ وطالب بوثيقة ولادته.

وفي 2011، ألمح إلى أن “أوباما”، مسلم، علمًا أن المسلمين من المجموعات التي يستهدفها بشكل منتظم.

“المجرمون” المكسيكيون..

جعل “ترامب”، من مكافحة الهجرة، ركيزة أساسية في برنامجه الانتخابي، وردد لمؤيديه خلال خطاباته أن المهاجرين القادمين، من “المكسيك”، إلى “الولايات المتحدة”؛ هم “مهربو مخدرات ومغتصبون”.

وأفتتح حملته بالقول، لدى إعلان ترشيحه: “يأتون بالمخدرات، يأتون بالجريمة، إنهم مغتصبون، وبعضهم أشخاص طيبون على ما أفترض”.

وبعد وصوله إلى “البيت الأبيض”، استخدم الحجج نفسها للدفاع عن سياسته الخاصة بالحدود.

وقال متحدثًا عن المهاجرين: “لن تصدقوا كم أنّ هؤلاء الناس أشرار، ليسوا بشرًا، إنهم حيوانات”.

حظر على المسلمين..

روج “ترامب”، كذلك، لحظر دخول المسلمين إلى “الولايات المتحدة”، وذلك ضمن سجل حافل بالهجمات على الإسلام والمسلمين.

ففي 2015؛ إدّعى أن “آلاف وآلاف” المسلمين في “نيوغرسي” احتفلوا فرحًا بعد إعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في “نيويورك”.

وخلال حملته الانتخابية عام 2016، هاجم عائلة الكابتن، “هومايون خان”، وهو جندي أميركي مسلم قُتل في “العراق”، بعدما انتقد والد “خان” المرشح الجمهوري.

وقال آنذاك: “إن نظرتم إلى زوجته، وقفت هناك، لم يكن لديها ما تقوله.. ربما لم يكن يسمح لها بقول شيء”.

وتعهد خلال الحملة الانتخابية؛ بفرض “حظر تام وكامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة”.

وبعد فوزه بالرئاسة، حظر “ترامب” سفر مواطني عدد من الدول، ذات الغالبية المسلمة، إلى “الولايات المتحدة”، وخفض بشكل كبير عدد اللاجئين الذين تستقبلهم “الولايات المتحدة”، وخصوصًا اللاجئين القادمين من “سوريا”.

“دول حثالة” !

قال “ترامب”، بوضوح خلال حفل خاص في “البيت الأبيض”، في كانون ثان/يناير 2018، إنه يفضل استقبال مهاجرين بيض من دول “أوروبا الغربية” على سواهم.

وقال: “لماذا يأتينا كل هؤلاء الأشخاص من دول حثالة ؟”، مشيرًا إلى دول إفريقية و”هايتي” و”السلفادور”.

وتابع: “ما حاجتنا إلى المزيد من الهايتيين ؟.. أخرجوهم”.

وأضاف: “يجدر بنا استقبال أشخاص من دول مثل النروج”.

“أشخاص طيبون جدًا”..

نظمت مجموعات من دعاة تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد، والمعادين لليهود، تجمعًا، في آب/أغسطس 2018، في “شارلوتسفيل” بولاية “فرغينيا”، وقد لمسوا في مواقف “ترامب” دعمًا ضمنيًا حفزهم على المجاهرة بمواقفهم.

ونزلت تظاهرات مضادة بوجههم ووقعت اشتباكات، قام خلالها أحد النازيين الجدد بصدم حشد بسيارته، ما أدى إلى سقوط قتيل و29 جريحًا.

وعلق “ترامب” على أعمال العنف؛ فقال إنه كان هناك “أشخاص طيبون جدًا من الجانبين”، ووصف الأحداث بأنها: “عرض مشين للحقد والتعصب والعنف من عدة أطراف”، مساويًا بذلك المجموعات العنصرية بالمعارضين لها.

سكان تكساس جيدون.. سكان بورتوريكو سيئون !

اعتمد “ترامب” موقفين متباينين في إغاثة كل من “تكساس” و”بورتوريكو”، بعد تعرضهما لعواصف مدمرة، عام 2017.

فكتب في تغريدة، في أيلول/سبتمبر 2017: “تكساس، نحن معكم اليوم، معكم غدًا، وسنكون معكم في كل يوم قادم حتى نرمم ونصلح ونعيد البناء !”.

أما بالنسبة لـ”بورتوريكو”، وهي أرض أميركية، فكتب: “كل ما يقوم به سياسيّوهم المحليون هو التذمر وطلب المزيد من المال … السياسيون عديمو الكفاءة تمامًا، ينفقون المال بشكل أحمق أو فاسد، وكل ما يفعلونه هو أخذ، (المال)، من الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب