14 أبريل، 2024 3:18 ص
Search
Close this search box.

عندما كانت السيدات رائدات في “علم البرمجة” .. لماذا احتل الرجال برمجة الحاسوب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عندما نذكر مصطلح “برمجة” يكون من السهل على الدماغ استدعاء مجموعة أسماء مبرمجين مشهورين من الذاكرة، أغلبهم من الرجال، وقد تتذكر اسم سيدة واحدة أو إثنتين على الأكثر، إذ تحاول قلة من السيدات الدخول إلى المنافسة وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا المجال الذي أصبح محتلًا من قِبل الرجال.

لم يكن الأمر كذلك قبل عدة عقود؛ إذ كانت صاحبات الجنس اللطيف هن الرائدات في مجال برمجة الحاسوب في بداية ظهوره وانتشاره، لكن سرعان ما تمكن مبرمجون رجال من القفز إلى منتصفه وإقصاء المبرمجات.

مهنة النساء..

حققت السيدات إنجازات كبيرة في الخطوات الأولى لعلم البرمجة، واستمر هذا الدور حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، في حين لم يقبل كثير من الرجال خلال الستينيات على دخول مجال البرمجة مثلما فعلت النساء، ويرجع أحد أسباب هذا الأمر إلى أنهم إنشغلوا بالجانب الأكثر إثارة وربحًا في ذلك الوقت وهو عتاد الحاسوب، (هاردوير)؛ إذ كانت الحكومات تستثمر في هذا المجال أموالًا طائلة، بينما كانت البرمجة تعتبر نقطة وصل بين الهندسة والإدارة.

كانت عالمة الحاسوب الأميركية، “غريس هوبر”، أحد الرواد في علم البرمجة، وعملت في شركة “إينياك”، وهي الشركة التي اخترعت أول حاسوب، وفي حوار لمجلة (كوزموبوليتان) النسائية الأميركية؛ قالت إن: “البرمجة تشبه إعداد وجبة عشاء”، وأوضحت أن أهم شيء في هذا العمل هو القدرة على ترتيب البيانات بصبر، مشيرًة إلى أن السيدات خلقن من أجل أن يصبحن مبرمجات.

وذكر كتاب، صدر عام 1968؛ أن من يستمتعون بتعلم الطبخ من خلال الكتب قد يكون لديهم ميل فطري للبرمجة، وكان هذا أغرب تعليق على عمل النساء في البرمجة، وشُبهت قدرة السيدات على حياكة الملابس أيضًا بالبرمجة، إذ كان الجميع يرون أن هذا العمل يعتمد على القيام بمهام روتينية والإنتباه للتفاصيل، ولم يعرف أحد حتى تلك الفترة ما الذي يعنيه هذا العلم الهائل على وجه الدقة.

ونشرت مجلة (كوزموبوليتان)، في نسيان/أبريل عام 1967؛ تقريرًا مصورًا بعنوان: “سيدات تكنولوجيا المعلومات”، ظهرت في الصور مبرمجة سيدة تعمل بشركة “إي. بي. إم”، محاطة بعدد من المهندسين الرجال، وذكر التقرير أنه: “منذ 20 عامًا، (1947)، باتت الفتاة تعمل سكرتيرة ومعلمة وأمينة مكتبة، أو ممرضة”، وأضاف: “وإذا كانت طموحة بالفعل يمكنها الدخول في منافسة مع الرجال، وغالبًا تعمل السيدات لساعات أطول ويتقاضين أجورًا أقل، لكنهن الآن وصلن إلى مستويات عالية وباتت هناك وظيفة جديدة للنساء كي يعملن مبرمجات”، وكان يصل راتب المبرمج في “الولايات المتحدة”، في عام 1967، إلى ما يزيد عن 20 ألف دولار.

ووصل عمل السيدات في البرمجة إلى ذروته، وبحلول عام 1984 كان 37.1% من طلاب علوم الحاسوب في “الولايات المتحدة” من الفتيات، لكن بعد ما يقرب من 3 عقود انخفضت النسبة بشكل كبير لتصل إلى 17% فقط، بحلول عام 2012، بينما ارتفعت نسب الطالبات في مجالات أخرى مثل: الطب والحقوق، من أقل من 10% إلى ما يقارب 50% في غضون عدة سنوات.

تصور خاطيء رجح كفة الرجال..

إذاً ما الذي أدى إلى تراجع اهتمام السيدات بعلم البرمجة ومكن للرجال من احتلال مكانهن ؟.. أجريت حول هذا الموضوع الكثير من الدراسات والأبحاث، ومن بين الأسباب المثبتة علميًا أنه منذ وصول الحواسيب إلى المنازل، وخلال التسعينيات، كانت إحتمالية أن يهدي الآباء لابناءهم من الذكور حاسوبًا ضعف الإناث، لذا فإن الذكور تمكنوا من التعرف على تلك الأجهزة وبرمجياتها عن قرب في سن صغيرة.

لعبت ألعاب الفيديو دورًا مهمًا لصالح الرجال، أذ أدت إلى تشكيل تصور خاطيء عن تلك المهنة من خلال صورة المبرمج الرجل الذي لا يتعامل مع العالم المحيط به ويقضي طوال يومه أمام الآلة، وهي صورة كانت منفرة للفتيات.

الأرباح أيضًا من الأمور المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار، لأنه عندما تنشأ وظيفة مستقرة جديدة فإن من يعمل بها يحصل على استقرار مالي، وهو ما يسعى إليه الرجال عمومًا لذا فهم عملوا على إبعاد النساء عن تلك النقطة المربحة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب