كتبت – آية حسين علي :
على مر العصور كان لكل شعب طرق مستحدثة لمهاجمة سياسات الحكام الذين يرونهم مستبدين أو أن قراراتهم ليست فعالة ولا تصب في مصلحة البلاد.
بعض هذه الطرق كان إبداعياً يتطلب مهارة كبيرة، بعيداً عن التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، مثل فن “الغرافيتي” أو الرسم على الجدران، وهو فن ظهر كثيراً فيما يعرف بثورات الربيع العربي.
ومن بين طرق التعبير عن رفض السياسات أيضاً، “العزف”، وهي طريقة يراها العازفون مثلى للتعبير عما يرفضونه.
واستخدم البريطانيون طريقة الغناء من أجل الاحتجاج على سياسات رئيس الوزراء، “تيريزا ماي”، حيث ألف فريق “كابتن سكا” أغنية بعنوان “إنها كاذبة”، في إشارة إلى “ماي”.
وتضمنت الأغنية عرض أجزاء من خطابات سابقة لماي، دُمجت بشكل فني مع كلمات الأغنية التي تقول بأنها “كاذبة ولا يمكن الوثوق بها.. كلنا نعلم أن السياسيين يحبون إطلاق الأكاذيب الصغيرة والكبيرة.. يحبون القول بأنهم أقوياء ومستقرين.. لكن عندما تعاني الممرضات من الجوع.. وتتدهور أحوال المدارس.. لا اعترف بأن هذه البلد المترهلة بلدي.. إنهم يضحكون علينا.. استقطعوا من أموال الأغنياء لا تستقطعوا من أموال الفقراء”.
3.7 ملايين طفل فقير..
بدأت الأغنية بعرض إحصاءات لعدد الأطفال الفقراء في المملكة المتحدة، حيث يوجد بها 3.7 ملايين طفل يعانون الفقر، ومن المتوقع أن يزيد عددهم بواقع أكثر من مليون بحلول عام 2020.
إذاعات الراديو ترفض بث الأغنية..
رفضت إذاعات الراديو بث الأغنية بداعي أنها لا تتفق مع معايير النزاهة في الحملات الانتخابية، خاصة وقد تم إصدارها قبل أسبوع من إجراء الانتخابات العامة البريطانية.
في صدارة التحميلات..
احتلت الأغنية الصدارة في قوائم تحميلات الأغاني، كما تم تشغيلها أكثر من مليون مرة على الـ”يوتيوب”، وتعتبر “ريمكس” أو “إعادة توزيع” لأغنية من موسيقى الريغي التي تتميز بالإيقاع الثقيل.
وأعلن الفريق أنه سوف يتم التبرع بالأرباح التي يحصلون عليها من وراء تحميل الأغنية لبنوك الطعام البريطانية و”جمعية الشعب” المناهضة لسياسات التقشف، التي تأمل في ضم جميع الأطياف لمحاربة التقشف، دون الارتباط بأي من الأحزاب السياسية.
وتضمنت الأغنية انتقاد إدارة الحكومة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية وقطاع التعليم وقرارات عدم المساواة.
وعقب النجاح الهائل الذي حققته الأغنية بسبب رسالتها السياسية، قدم الفريق الشكر لمن قاموا بتحميل الأغنية، وأكد على سعادته بالمبالغ التي تم تجميعها والتي ستذهب إلى بنوك الطعام والجمعية المناهضة للتقشف.
تراجع شعبية حزب المحافظين..
تأتي الأغنية في وقت تشهد فيه شعبية “حزب المحافظين”، الذي تنتمي إليه رئيس الوزراء انخفاضاً كبيراً، خاصة بعد “تفجير مانشستر” الذي وقع يوم 22 آيار/مايو الماضي وراح ضحيته 19 شخصاً وأصيب 50 آخرون، وفقاً لما أفادت به مجلة “نيوزويك” الأميركية.
وأظهر مسح حول شعبية حزب “ماي” تراجع شعبيته بمقدار 4 نقاط عن مستويات الأسبوع الماضي بعدما كان متصدراً بـ9 نقاط.
كما أظهرت استطلاعات للرأي أجريت خلال الأسبوع الماضي، تراجع احتمالية فوز “حزب المحافظين” في الانتخابات العامة المقرر انعقادها الخميس 8 حزيران/يونيو الجاري، فيما من المتوقع تقدم “حزب العمال” المعارض، وفقاً لاستطلاعات نشرتها صحيفة “الصنداي” البريطانية.
رابط الاغنية:
