24 نوفمبر، 2024 2:53 م
Search
Close this search box.

عملية “سجن الحوت” .. رصاصة ترتد في صدر “البغدادي” وتفقده أهم عناصر التنظيم !

عملية “سجن الحوت” .. رصاصة ترتد في صدر “البغدادي” وتفقده أهم عناصر التنظيم !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

لم يتبقى إلى جانب زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبي بكر البغدادي”، سوى مجموعة قليلة؛ جميعهم من الجيل القديم، حيث أحدث سقوط، “بدر المطلك”، تصدعًا كبيرًا داخل ما يطلق عليه بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، الذي أصبح يعتمد الآن على، “فالح القرغولي”، وهو الوالي الشرعي لـ (داعش) حاليًا، و”عبدالله قرداش”، و”أبومسلم العيثاوي”، الذي كان واليًا لـ”الأنبار”؛ وحاليًا في اللجنة المفوضة التي تشرف على تعيين الولاة وأمراء القواطع.

كما يعتمد، “البغدادي”، على “أبوأحمد الراوي”، و”رشدي الجبوري”،، المكنى بـ”أبي عمر البغدادي”، تيمّنًا بـ”أبي عمر الراوي”، الذي قُتل في منطقة “الثرثار”، عام 2010، وهو والي “كركوك” حاليًا، وكان في وقت سابق واليًا لقاطع “الكرخ” في “بغداد”.

لم يتبقى لـ”داعش” سوى العجائز..

هذا؛ ويشعر “البغدادي” بخلو ساحة المُقربين منه نتيجة صعوبة التواصل معهم، فلم يجد التنظيم من يعوض غياب، “بدر”، الذي كان بمثابة الرئة التي يتنفس منها التنظيم والقلب الذي يضخ له دماء الحياة عبر تهريب عناصر التنظيم في دروب الصحراء من “سوريا” لـ”العراق” والعكس.

وعبر صحراء “الأنبار”؛ حتى إيوائهم في المضافات والأنفاق، التي كان الإرهابي، “بدر فارس المطلك”، أحد المشرفين على إنشائها.

المطلك” خساره كبرى.. فمن هو ؟

وبسقوط الداعشي، “بـــدر المطلك”، راعي الأغنام، يكون “البغدادي”، قد خسر خسارة لم يتمكن من تعويضها فيما بعد، حيث أكتسب ذلك الإرهابي، نحيل الجسـم قـوي البنية؛ بملابسه الرثة وحقيبته البالية، الذي كان على تجوال دائم في الصحراء، الـخـبـرة والدراية بمسالك “الصحراء الغربية” ما جعله الخبير الواسع الخطوات فيها، ثم ترك الصحراء ليقيم بمدينة “الفلوجة”، حيث قُبض عليه من قِبل القوات الأميركية، في عام 2006، بتهمة الإرهاب، وجرى إطلاق سراحه بعد عدة أشهر قضاها في السجن، حيث عاد إلى “الفلوجة” ولبث فيها، حتى عـام 2014، (تـاريـخ احـتـلال عـصـابـات “داعـش” الإرهابية للمدينة ومناطق أخرى) – وخلال تلك الفترة توجه الإرهابي، “بدر”، إلى قضاء “الرطبة”، غربي “الأنبار”.

علاقته بـ”شاكر وهيب” وترقيه..

وتقرب “بدر” من، “شاكر وهيب”، حتى أصبح معاونًا له في القضاء؛ وأثبت جدارته ببناء المعسكرات، وكان أحد المشرفين على معسكرات الأنفاق، ليتم بعد ذلك تنصيبه، “أمـيـرًا، على الرطبة حتى تحريرها، نهاية عام 2016، بعد مقتل “وهيب”؛ عـلـى يـد “خلية الصقور” الاستخبارية في عملية نوعية، بعد أن تعددت روايات قتله من قِبل أجهزة المخابرات الأميركية والروسية.

شارك “بدر” بالعديد من العمليات الإرهابية على أهداف عسكرية ومدنية؛ ونُقل إلى ما يسمى بـ”ولاية الجنوب”، في العام 2017، وتـمـكـن مـن كـسـب ثـقـة الـقـيـادات التنفيذية العليا في (داعـش)، حيث التقى ما يعرف بـ”وزيـر الحرب” المقبور، “إياد حامد”، المكنى بـ”أبويحيى العراقي”، الذي قُتل في عمليات لـ”التحالف الدولي” في “سوريا”.

كل ذلك؛ شجع “البغدادي” على تكليف الإرهابي، “بدر”، للقيام بأخطر عملية لاستهداف “سجن الحوت” ومدينة “الناصرية”، حيث وضـع زعيم (داعش) كل آماله الخائبة لاستعادة هيبة تنظيم (داعش) ومعاونوه، على “بدر المطلك” وعملية “سجن الحوت” و”الناصرية”؛ لاسترجاع بريق العـصابات الإرهابية التي، تعاني الإنـكـسـار والهزيمة النكراء والانشقاقات بين صفوفها، وذلك مـن خـلال مساعدة أشـقـاء الإرهـابـي، “بندر المطلك” والإرهابيين: “أبوهاشم”، وزوج شقيقته، “أبوعبدالعزيز”، عن طريق نقل العجلات المفخخة والانتحاريين عبر الصحراء لتنفيذ عملية “سجن الحوت” ومدينة “الناصرية”.

عمليات نوعية..

وكشف رﺋﻴﺲ “خلية اﻟﺼﻘﻮر” اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرﻳــﺔ وﻣـــﺪﻳـــﺮ ﻋــﺎم اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــﺎب ﻓﻲ “وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ” العراقية، أن: “ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ، وﻓﻖ ﺧﻄﺔ اﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ ﻣُﺤﻜﻤﺔ، ﻣﻼﺣﻘﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺎت الانتحاريين والإنغماسيين اﻟـ 59 اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺴﺤﺒﻮا ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻮت واﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﺑﺄﻣﺮ، اﻟﺒﻐﺪادي، ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻞ القائمين ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ”، ﻣﺆﻛدًا على أﻧﻪ: “ﺗﻢ ﻗﺘﻞ ﻫﺆﻻء الإرهابيين ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻃﺎﺋﺮات القوات اﻟﺠﻮﻳﺔ والتحالفين اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ﺑﺎﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻌﺴﻜﺮاﺗﻬﻢ داﺧﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ”.

أعقب ذلك غرق زعيم عصابات (داعش) الإرهابية، “إبراهيم السامرائي”، المُلقب بـ”أبوبكر البغدادي”، وكبار معاونيه؛ في مستنقع الهزيمة وهروب عـشـرات الإرهابيين إلى مناطق شـرق “سـوريـا” المـجـاورة لـ”العراق” و”تركيا” و”شمال إفريقيا” و”الـسـودان”.

المخطط الإرهابي الكبير، أعـتمـد على القيام باستطلاع طرق سالكة لتأمين دخول 200 عنصر انتحاري وإنغماسي؛ وعدد من العجلات المفخخة والأسلحة المختلفة – أي ما يعادل نقل فوج قتالي بأسلحته لقطع أكثر من 1500 كم داخـل الصحراء كاملًا والأراضي والمدن العراقية.

وأفـاد رئـيـس “خلية الـصـقـور” الاسـتـخـبـاريـة، بـأنـه: “جـرى إعــداد خطة معاكسة للتصدي للعملية الإرهابية تتركز على تنفيذ عمليات قتل مبرمجة بالطائرات والكمائن للعناصر المكلفة بالتنفيذ؛ قبل شروعهم بـمـحـاولات الـتـمـويـه وإرســال مـحـتـويـات مضللة”، مبينًا أن: “اتـفـاقـًا مـا قــاد إلــى قـتـل الإرهــابــي، أبـوهاشم، خلال عملية مشتركة في صحراء الأنبار، في سنة 2018، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، ما ساعد (الصقور) على قتل معاونه، زوج شقيقته المدعو، أبوعبدالعزيز، مع آخرين في الكمين نفسه  في صحراء الأنبار، وهو العمل الإستباقي المزدوج الـذي نُصب أصـلًا وأدى إلـى قتل إثـنـين مـن أهـم القائمين على العملية الإرهابية المستهدفة للناصرية”.

قتل الإرهـابـيـين المـذكـوريـن لـم يـوقـف نـوايـا “الـبـغـدادي” بتنفيذ العملية، ليوغل فـي مخططاته الإرهابية وأحلامه المريضة بقتل المزيد من الأبرياء فـي مدينة “الناصرية” والهجوم على “سجن الحوت” لإطــلاق ســراح الإرهـابـيـين والمـجـرمـين والمحكومين بــالإعــدام، ونـقـلـهـم إلــى صـحـراء “الأنــبــار”.

وقال رئيس “خلية الصقور”، في تصريحات صحافية: إنه “وفقًا للتوقعات؛ فإن القائم على العملية الإرهـابـي، بـدر فـارس المطلك، كان سيخرج حتمًا لمتابعة انتقال فريق الاستطلاع الإرهابي بالهاتف النقال، وتحرك الإرهابي بالفعل إلى منطقة أقرب من مضافة بالصحراء، ومن خلال الاتصال تمكنت عناصر الخلية من تحديد الهدف المتحرك، (فـريـق الاسـتـطـلاع)، وقتلهم جميعًا عند بوابة صحراء النخيب”.

وقد خشي “بدر” العودة إلى “البغدادى”، بعد فشل العملية، ففكر في الهروب إلى الأراضي السورية، لكنه فشل أيضًا في الوصول إلي “سوريا”، نظرًا لأنه كان تحت المراقبة طوال الوقت، لذا فكر في الهروب إلى قرية “كفرى”، التابعة لـ”ديالى”، التي تتبع إداريًا، محافظة “السليمانية”، في شباط/فبراير 2019، حيث فاجأته “خلية الصقور” بالإنقضاض على مكان إختبائه بدعم مـن “جهاز مكافحة الإرهاب”، في محافظة “السليمانية”، وألـقـي الـقـبـض عليه وتــم إيـداعـه في سجن خاص لإكمال التحقيقات معه والإدلاء بإعترافاته.

ويواجه “بدر”؛ أدلة دامغة بمـسؤوليته عن عدة عمليات إرهابية، في سنة 2018، منها نقل وتفجير عجلتين مفخختين في “البصرة” على سيطرة “الرميلة”، وكذلك عـملية “فـــدك”، ونقل 4 انتحاريـين إلــى  “المـشـخـاب” و”عــين الـتـمـر”؛ وتـفـجـيـر عـجـلـة مـفـخـخـة عـلـى معمل أسـمنت “كـربلاء”، وعمليات أخرى في “بغداد”، فضلًا عن المحافظات المحررة، وعمليات قـتل في “القائـم” و”الرطبة”.

وشدد القائد البصري، على أن: “اختراق عصابات (داعـش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى، متـواصل على قدم وساق ويتجدد في كل لحظة بما يضمن تطهير البلاد من تشويه صورة الإسلام السمحاء وتأمين البلاد والمنطقة والعالم من إرهابهما”.

وكانت مصادر مُقربة من “البغدادي”، قد أكدت على أن: “التنظيم كان يتعامل ويتفق مع تجار عراقيين لاستيراد خرائط إلكترونية من دولة الصين؛ ‏لاستخدامها في ربط الهواتف النقالة بالعبوات والعجلات المفخخة، وكان التجار يقومون باستيرادها”.‏

وتضيف المصادر: “بسبب الخلافات ‏كلفنا، مطلع العام 2019، بالانتقال من سوريا والدخول إلى الأرضي العراقية؛ وتكوين مضافات في المدن ‏والعاصمة، بغداد، لتنفيذ عمليات والاستعداد لغزوة رمضان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة