عملية “المخلب” .. إنتهاك تركي جديد للسيادة العراقية وسط ضعف حكومي !

عملية “المخلب” .. إنتهاك تركي جديد للسيادة العراقية وسط ضعف حكومي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إنتهاك جديدة للسيادة العراقية، أعلنت “وزارة الدفاع التركية” عن إطلاق عملية عسكرية أطلقت عليها اسم، “المخلب”، تستهدف مقاتلي “حزب العمال الكوردستاني”، (PKK)، في منطقة “خواكورك” الجبلية الحدودية داخل “إقليم كُردستان”.

يشرف عليها وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، بنفسه، بالزامن مع وجود الرئيس العراقي، “برهم صالح”، في “تركيا”، الذي أكد لإردوغان “رفض العراق أي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز حدود بلاده”.

وبحسب بيان من الوزارة، أكد على أن قوات خاصة تركية تنفذ العملية بدعم من المدفعية والطيران.

وكثيرًا ما تنفذ “تركيا” ضربات جوية، وأحيانًا بالمدفعية، تقول إنها تهدف لملاحقة “حزب العمال الكُردستاني”؛ في المنطقة الحدودية داخل “إقليم كُردستان”. وشنت من قبل غارات جوية؛ وكذلك اخترقت أراضي “إقليم كُردستان” بقوات عسكرية برية ووصلت إلى عمق 30 كيلومترًا في بعض المناطق.

وبحسب الوزراة؛ إن “عملية المخلب”، التي إنطلقت، في 27 أيار/مايو الجاري، بمنطقة “خواكورك”، مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها. موضحة أن العملية مستمرة بدعم من المدفعية الأرضية والمروحيات الهجومية وغارات القوات الجوية، مشيرًة إلى “تحييد” 15 من مقاتلي “العمال الكُردستاني”، في إشارة إلى مقتل أو إصابة أو أسر هؤلاء.

وكثيرًا ما يسفر القصف والهجمات المتبادلة بين الأتراك ومقاتلي “حزب العمال”، (PKK)، عن سقوط مدنيين ممن يقطنون في قرى حدودية نائية.

وأشارت “وزارة الدفاع التركية”، إلى مواصلة وحدات “الكوماندوز” عملياتها في تحديد مخابيء ومغارات ومواقع أسلحة “العمال الكُردستاني”، وتدميرها.

وصباح أمس؛ تعرضت مناطق جبلية في ناحية “شيلادزي”، التابعة لقضاء “آميدي”، (العمادية)، ضمن حدود محافظة “دهوك”، لقصف جوي تركي استهدف مقرات ومعاقل مفترضة لـ”العمال الكُردستاني”.

واستهدفت غارة تركية موقعًا لا يُبعد عن مركز ناحية “شيلادزي” سوى كيلومترين إثنين فقط. موضحًا إن القصف خلق جوًا من الهلع والخوف لدى سكان المنطقة.

مباركة للعملية من جانب “إردوغان”..

وبارك الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، العملية الجديدة، معربًا عن تمنياته بالتوفيق للجيش التركي.

ومنذ العام الماضي وحتى اليوم؛ أودى القصف الجوي التركي بحياة 18 مدنيًا من القرويين ضمن حدود قضاء “آميدي”.

رفض عراقي لأي عمل عسكري أحادي..

من جانبه؛ أكد الرئيس العراقي، “برهم صالح”، رفض “العراق” أي عمل عسكري أحادي الجانب من قِبل “تركيا”، وذلك خلال لقاء جمعه مع “إردوغان”، في القصر الجمهوري، بـ”إسطنبول”، وفقًا لقناة (السومرية نيوز).

وأكد الرئيس العراقي: “ناقشنا التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة مؤخرًا”، موضحًا أنه: “تم تأكيد أهمية التعاون وإعتماد الحوار البناء بين جميع الأطراف للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الراهنة والإبتعاد عن لغة التهديدات والإستفزاز، وبما يحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي”.

وشدد “صالح” على: “ضرورة حماية السيادة العراقية ورفض أي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز الحدود العراقية”، مضيفًا أن ضمان الأمن المشترك يأتي من خلال التنسيق بين البلدين وبلدان المنطقة.

لإزالة التهديد الإرهابي الموجه ضد تركيا..

وهو ما جعل وزير وزير الدفاع التركي يدافع عن العملية، أمس، ويقول إن هدف بلاده من استكمال العملية العسكرية في شمال “العراق”؛ هو إزالة لتهديد الإرهابي الموجه ضد “تركيا”.

وذكر الوزير أن: “جنودنا لن يتركوا مغارة ولا وكرًا للإرهابيين في منطقة هاكورك شمالي العراق، إلا وسيدمرونها”، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الـ (أناضول).

وتابع: “عملية المخلب، في منطقة هاكورك بشمال العراق، تهدف للقضاء بشكل كامل على خطر الإرهاب الذي يهدد بلادنا من تلك المنطقة”.

وأضاف: “لأول مرة يجري ضرب الأهداف المحددة للإرهاب في قنديل وآسوس ومناطق أخرى شمالي العراق، باستخدام أسلحة دعم بري محلية ووطنية بحتة”.

إعتداء على سيادة العراق..

حول أسباب هذه العملية وخلفياتها؛ يرى الخبير الإستراتيجي، “د. أحمد الشريفي”، أن هذه العملية تعتبر إعتداء على سيادة “العراق”، مضيفًا أنه: “في الحقيقة العملية تأتي في إطار ما تصفه تركيا بتهديد لأمنها القومي، ولكن هذه العمليات في كثير من الأحيان تولد ضغطًا كبيرًا لأنها عابرة للحدود، وميدانها إما في سوريا أو العراق”.

ويوضح أن هذه العملية تصنف كعدوان بموجب ميثاق “الأمم المتحدة”، لأنها لا تخضع لضوابط العلاقات الدولية، حيث لا موافقات مسبقة لها، وإن كانت تدعي أحيانًا أن هناك اتفاقيات، لكنها اتفاقيات قديمة وغير ملزمة.

ويعتبر “الشريفي” أن العملية هي إعتداء على سيادة “العراق”، ويقول: “في الحقيقة هي إنتهاك لسياسة العراق، لأن الوجود التركي لا يقتصر على عمليات مطاردة، وإنما وجود عسكري ثابت بقواعد ثابتة، وهي بالحقيقة يجب أن يكون هناك معايير، منها أن يكون هناك اتفاقيات وتنسيق مع الحكومة العراقية وهذا الأمر غير موجود، فلا توجد اتفاقيات حول التواجد الثابت التركي في العراق، وكذلك لا يوجد تنسيق مع الحكومة العراقية”.

رد عراقي ضعيف..

وعلى الرغم من الاعتراض العراقي على العملية؛ يرى “الشريفي” أن هذا الاعتراض غير كافي، ويقول: “الرد العراقي ضعيف، حيث أن تصريحات القائد العام للقوات ورئيس مجلس الوزراء، في وقت الدخول التركي إلى معسكر بعشيقة، إرتقت إلى مستوى التهديد، لكنها لم تصل إلى مستوى الإجراءات، فضلًا عن أن الصمت الحالي لا يخلو من بعد إيديولوجي على اعتبار أن هناك نوع من المتبنيات الفكرية التي تدعمها تركيا تتقارب مع الحكومة الحالية، وبالتالي هناك صمت أو نوع من التعاون الضمني وهو بالحقيقة غير مشروع”.

ويتابع: “الحكومة تظهر معارضتها للعمليات التركية، لكنها لا تتخذ أية إجراءات، والصمت على وجود قوات تركية وإنشاء معسكرات، لم تتم بموجب اتفاقية ما يعني أن هناك تنسيق ضمني أو سري”.

استمرار لإستراتيجية تركيا..

بينما يعتقد الصحافي التركي، “فراس أوغلو”، أن هذه العملية تأتي ضمن العمليات التركية ضد حزب “العمال الكُردستاني”، ويكمل: “هناك عدة أسباب لهذه العملية، أولها التقارب الأمني والسياسي بين العراق وتركيا، خصوصًا بعد الزيارات من قِبل رئيس مجلس الوزراء العراقي واللجنة الأمنية التركية إلى العراق، وآخرها زيارة الرئيس العراقي”.

ويعتقد أن الظروف الآن تساعد “تركيا” أكثر في هذا السياق، ونعلم أن التواجد الأكبر لـ”حزب العمال الكُردستاني” في “العراق”، وكانت “إيران”، قبل ذلك، قد قامت بعملية أمنية مشتركة مع “تركيا” على الحدود بينهما، لذلك هذه العملية هي استمرار للإستراتيجية التي تتبعها “تركيا”، وهي أن تهاجم الإرهابيين في أراضيهم وأماكن تواجدهم، وليس انتظارهم ليأتوا إلى “تركيا”.

بسبب ضعف الجيش العراقي..

وعن سبب وجود الجيش التركي، في “العراق”، أرجعه “أوغلو”؛ إلى ضعف الجيش العراقي، وأن لا إعتداء على أراضي “العراق”، ويبين أن هناك تنسيق بين “العراق” و”تركيا”، والجيش العراقي لا يستطيع أن يفرض سيطرته في الأماكن الشمالية، وهذه النقطة ضعيفة تجاه “العراق”، لذلك “تركيا” أصرت على التواجد التركي في شمال “العراق”، حتى يستعيد الجيش العراقي كامل عافيته.

ويوضح “أوغلو” أن التنسيق بين الحكومتين، العراقية والتركية، موجود. ويكمل أن تصريحات القادة السياسييين العراقيين يطلقون هذه التصريحات بشكل دبلوماسي للداخل العراقي، لكن هناك تنسيق أمني بين الطرفين، وربما هناك بعض الأمور السرية جدًا، مثلًا كمتابعة قيادات خطيرة وإلقاء القبض عليهم أو تصفيتهم دون الإعلام بوقت مسبق، وربما يكون الإعلام في لحظة تنفيذ العملية، حتى لا يكون هناك تسريب، ونحن نذكر في الفترة الماضية قائد الأركان العراقي قد زار “تركيا” في هذا السياق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة