5 مايو، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

عمار الحكيم .. مهندس تنفيذ مخططات “إيران” في الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

عاد كغيره من السياسيين العراقيين الذين برزوا فجأة مع الغزو الأميركي البريطاني للعراق في العام 2003، لكنه عاد من إيران التي هرب إليها والده قبلها بـ24 عاماً بسبب تضييق “صدام حسين” على بعض مراجع الشيعة.. قدم نفسه كرجل الدين الشيعي – الواثق في ذاته وسط مؤيديه – أباً عن جد.

خليفة المالكي..

نجح “عمار الحكيم”، المولود في العام 1971، في التغلغل بقوة داخل الأوساط الشيعية بالعراق، وفي أيلول/سبتمبر 2016، جرى اختياره رئيساً لـ”التحالف الوطني العراقي” الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة “نوري المالكي” – أحد أهم الشخصيات التي وفق كثير من المتابعين للشأن العراقي تسببت في إفساد الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية بالعراق -، و”المجلس الأعلى الإسلامي” الذي يترأسه “الحكيم” نفسه، وحزب الإصلاح برئاسة “إبراهيم الجعفري” وزير الخارجية والتيار الصدري برئاسة “مقتدى الصدر”، أي أنه أصبح أهم واجهة للتكتل الشيعي المدعوم من إيران في العراق، وعلى رأس أقوى تكتل في البرلمان العراقي بقدرته صياغة أي قوانين أو تمرير أية مواد قانونية تخدم بالدرجة الأولى أهداف إيران في السيطرة على العراق !

وجه ناعم وأداء صارم..

برز الرجل الذي يتميز بحسب مراقبين عراقيين بوجه ناعم وأداء صارم، في المشهد العراقي بعد احتراق صورة “نوري المالكي” وملاحقة الغضب للجعفري الذي فشل في تنفيذ المطلوب منه عربياً ومحلياً، فجاءت مرحلة الحكيم، إذ كانت رسالة إيران واضحة له بنهاية عام 2016 بضرورة حل الخلافات بين التيارات الشيعية وتوحيد صفوفهم في العراق مع توجيه كل الدعم وتمكين ميليشيات الحشد الشعبي لتصبح نواة الجيش العراقي في المستقبل بعقيدة شيعية طائفية استعدادا لمرحلة ما بعد داعش !

التقريب بين الشيعة والعرب..

أخذ الرجل على عاتقه تنفيذ المهمة الموكلة له.. إذ بحسب خبراء في الشأن العراقي وكل للحكيم إقامة علاقات دولية متوازنة تسمح باختراق الدول العربية وطمأنتها من إرث طالما وضعوه نصب أعينهم وهو التخوف من التمدد الإيراني، وأن العراق الشيعي أقرب للعرب من إيران !

كانت أولى اهتمامات الحكيم ومحطاته الخاصة لزياراته المتكررة ولقاءاته بمسؤولين على أعلى المستويات هي “مصر”، ربما لإدراك إيران الجيد أن القاهرة هي من يمتلك مفاتيح المنطقة وإذا نجحت في جذبها أو على الأقل تحييدها “مؤقتاً” نجحت في فرض النفوذ الإيراني دون عقبات !

استقبال مصري رسمي !

فبعد أن كانت الزيارة مقررة في كانون أول/ديسمبر من عام 2016 عقب زيارته لإيران، أجلت لنحو أربعة أشهر، ليصل الرجل في زيارة مطولة في نيسان/ابريل 2017 إلى القاهرة، إلتقى خلالها الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ورئيس وزرائه ووزير خارجيته، فضلاً عن لقاءه “شيخ الأزهر” و”بابا مصر” و”الأمين العام لجامعة الدول العربية”، جميع هذه اللقاءات جرت والحكيم لا يشغل أي منصب رسمي في العراق !

المعلن بحسب البيانات الرسمية أن الزيارة جاءت لإطلاع مصر على آخر تطورات الأوضاع في العراق وقرب حسم معركة الموصل، فضلاً عن التأكيد على جهود الحكيم ومجلسه الشيعي – مجلس إيران – في حفظ وحدة العراقيين بعيداً عن الطائفية، رغم أن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك !

عصفوران بحجر واحد..

استغلت مصر محاولات الحكيم ومجلسه الشيعي للتقرب إليها في “ضرب عصفورين بحجر واحد”، مثلما يقول المثل الشهير، فمن ناحية أوصلت رسالة بأنها قادرة على المناورة والاستغناء عن النفط السعودي الذي تضغط به “الرياض” على القاهرة، ومن ناحية أثرت على الرجل الشيعي الأبرز في العراق لمنحها تسهيلات اقتصادية وربما ضمان اتفاقات في مجالات كثيرة مقابل مال يحتاج إليه الاقتصاد المصري !

مؤتمر إقليمي يجمع تركيا ومصر..

في المقابل، يحاول الحكيم إقناع مصر بضرورة عقد لقاء إقليمي لضمان استقرار المنطقة – حسبما يزعم – يشمل: “العراق، إيران، تركيا، مصر، والسعودية”، لكن هل تجتمع مصر مع تركيا على طاولة واحدة في ظل الخلافات المعلقة بينهما عقب الإطاحة بنظام الإخوان في 2013 ؟

لقد بين الحكيم، من خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة العراقية بالقاهرة، أنه اقترح عقد المؤتمر الإقليمي بمشاركة القوى المحورية لحاجة المنطقة لحل صراعاتها عبر حوار بين الدول المحورية والكبرى فيها، مؤكداً على أن إيران أبلغته استعدادها الكامل للتحاور مع الخليج !

أحد المتهمين بتوظيف ميليشيات طائفية..

لمن لا يعرف “عمار الحكيم” فهو أحد المُتهمين بصناعة ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية – المتهمة بتنفيذ اعتداءات طائفية بحق سنة العراق – وأكبر الداعمين لإقراره رسمياً كقوات معترف بها في العراق، كما اتهم بالاستيلاء ورجاله على قصور “صدام حسين” ورجاله على نهر دجلة.

وهو مؤسس ما يعرف بالأجنحة العسكرية وعلى رأسها “فيلق بدر”، الذي اتهم أيضاً بتنفيذ ممارسات قمعية وقتل بحق مواطنين سنة على أسس طائفية.

مغازلة مصر بمكافآت اقتصادية !

تغلغل “الحكيم” لم يشمل مصر فقط، بل جاءت الزيارة ضمن جولة تشمل دولًا بالمغرب العربي، لإطلاع قادتها على مجريات العملية السياسية في العراق وآخر تطورات الحرب على “داعش”، لكن مصر هي الزيارة الأبرز نتيجة الاستقبال الرسمي على جميع المستويات رغم أن الرجل لا يشغل أي منصب رسمي في العراق !

الاستقبال المصري الرسمي للرجل، كانت له أسبابه، فقد ذكر الحكيم أن: “إجراءات تزويد مصر بالنفط العراقي قد انتهت”. مؤكداً على أن “أنبوب النفط” سيلحقه “أنبوب غاز” بين مدينتي البصرة والعقبة الأردنية، ومنها لمدينة العريش المصرية، ما سيوفر فرصة استراتيجية لربط مصالح الطاقة بين البلدان الثلاثة”. كما غازل النظام المصري بما وصفه بـ”رغبة عراقية في وجود الشركات المصرية ذات القدرة التنافسية العالية في إعادة إعمار العراق” !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب