خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بدأ الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، الاثنين الماضي، جولة في دول “أميركا اللاتينية” شملت: “فنزويلا، ونيكارغوا، وكوبا”، حيث التقى قيادات الدول الثلاث.
ويعتقد “علي رضا سلطاني”؛ خبير شؤون أميركا اللاتينية، أن “إيران” بحاجة شديدة؛ في ظل الظروف الراهنة، للديناميكية والتحرك في مجال السياسات الخارجية، لكن الإشكالية في أهداف رئيس الجمهورية من هذه الجولة؛ إذ يتعين على الحكومة الإيرانية إعادة النظر في مسألة أن تكون الأولوية لعلاقاتها السياسة مع دول “أميركا اللاتينية”.. وذلك ضمن حوار صحافي أجرته مع الخبير الإيراني صحيفة (اعتماد) الإيرانية…
أهمية التحرك الدبلوماسي في الظروف الراهنة..
صحيفة “اعتماد” : ما هي في رأيك تداعيات جولة “رئيسي”، في “أميركا اللاتينية”، على “إيران” في هذا التوقيت ؟
“علي رضا سلطاني” : التحرك الدبلوماسي في ظل الأوضاع الراهنة، هو أحد متطلبات الدولة للتخلص من القيود والتحديات السياسة الخارجية. ودون انفتاح في السياسة الخارجية والتحركات الدبلوماسية، لن تحدث إنفراجة في المجالات الأخرى؛ وبخاصة الاقتصاد الذي دخل مرحلة الركود والتوقف والتراجع.
والتحركات الأخيرة على صعيد السياسية الخارجية الإقليمية، وتحسّين العلاقات مع “المملكة العربية السعودية”؛ وغيرها من الدول العربية الأخرى، هي خطوة مؤثرة وبداية جيدة للمسّاعدة على الصعيد الداخلي.
وإحياء العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ قد يكون أكبر انجازات السياسة الخارجية خلال عامين من تقليد السيد “إبراهيم رئيسي” المسؤولية. ويجب سّريان ذلك على الدول والمناطق الأخرى.
ومما لا شك فيه أن “أميركا اللاتينية” قد تكون هامة بالنسبة للسياسة الخارجية الإيرانية.
“أميركا اللاتينية” ليست أولوية..
صحيفة “اعتماد” : هل هذه المنطقة ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ؟.. وهل تدعم هذه الجولة الانفتاح في السياسات الخارجية الإيرانية، أم على العكس قد تقوض الإنجازات الأخيرة على المستوى الإقليمي ؟
“علي رضا سلطاني” : بالنسّبة لدولة مثل “إيران” تُعاني تحديات كثيرة ومتعددة في السياسة الخارجية، وتبحث عن حلول للتخلص من هذه الأزمة، لا يمكن أن تكون “أميركا اللاتينية” أولوية. وحتى لو كانت هذه المنطقة ضمن الأولويات، فالدول التي زارها رئيس الجمهورية لا يمكن أن تكون أولوية للسياسة الخارجية الإيرانية.
فقد تبلورت قبل عدة أشهر توجهات جديدة في السياسة الخارجية الإيرانية للتحرك بحثًا عن حلول للتخلص من التحديات، وهذه مسألة هامة؛ لكن يجب أن تكون هذه التوجهات هادفة ومعّدة مسّبقًا.
ودولة كـ”إيران”؛ في الوقت الراهن، تحتاج للتعامل والتعاون مع فئتين من الدول لخلق فرص وإمكانيات جديدة في السياسة الخارجية، الأولى: الدول التي تتمتع بإمكانيات اقتصادية وتنموية كبيرة. وهذه الدول قد تُمثل من منظور الأولوية الاقتصادية قنوات جديدة للتعاون الاقتصادي والمساعدة نسّبيًا في القضاء على التهديدات الاقتصادية الإيرانية. وبناء قنوات اتصال مستمرة مع هذه الفئة رهن بالتخلص من التحديات السياسية مع الغرب و”الولايات المتحدة الأميركية” وتجاوز مرحلة العقوبات الاقتصادية.
الثانية: الدول ذات القدرات السياسية الجديدة المؤهلة للوسّاطة أو القيام بدور في بناء قنوات اتصال سياسي بين “إيران” والدول المنافسة أو المعادية.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن تطوير العلاقات مع هذه الدول يلعب دورًا كبيرًا جدًا في الحد من ضريبة ومخاطر تحسّين العلاقات مع الدول المنافسة أو المعادية من مثل “الولايات المتحدة الأميركية”.
وفي الوقت الراهن؛ فإن أتباع هذه الرؤية في العلاقات مع دول مثل: “عُمان وقطر” أسفر عن إنجازات جيدة. وفي السابق كانت دول مثل “اليابان” تحظى باهتمام إيراني لتحقيق هكذا أهداف.
ثقل دول “أميركا اللاتينية”..
صحيفة “اعتماد” : هل يمكن تصنيف دول “أميركا اللاتينية” ضمن الفئتين السابقتين ؟.. وكيف جرى اختيار هذه الدول الثلاث لتكون وجهة الرئيس الإيراني ؟
“علي رضا سلطاني” : بالتأكيد دول “أميركا اللاتينية”؛ بما حققت من مكانة اقتصادية وسياسية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، تندرج ضمن الفئتين، لكن ليس كل دول هذه المنطقة.
وحاليًا تعتبر دول: كـ”البرازيل، والمسكيك، وشيلي، والأرجنيتن”، من الدول المؤثرة على الساحة الدولية لاسيما في مجال الاقتصاد.
وتدخل “البرازيل” ضمن زمرة قادة الاقتصاديات الناشئة، والمتوقع بالنظر إلى مكانة “البرازيل” أن تكون ضمن مقاصد الرئيس الإيراني في جولته بدول “أميركا اللاتينية”، لاسيما بعد الإطاحة بحكومة “غايير بولسونارو”؛ اليمينية، وتولى حكومة “لولا ديسلفيا” اليسارية المعتدلة، بما لها من علاقات قديمة جيدة وحسّنة مع “إيران”.
في ضوء هذه الأوضاع لابد أن تكون “البرازيل” أولوية. لكن دول مثل: “المكسيك، وشيلي، والأرجنتين” طواها النسّيان تمامًا. لذلك فإن جعل هذه الدول أولوية إيرانية على مدى العقدين الماضيين على الأقل، كلف “إيران” ضريبة سياسية واقتصادية كبيرة.