24 ديسمبر، 2024 2:18 ص

“علي بیگدلي” : نظرة “إيران” للنظام الدولي تتغيّر !

“علي بیگدلي” : نظرة “إيران” للنظام الدولي تتغيّر !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

عقد الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، أول لقاءاته الإعلامية بحضور أكثر من: (300) مراسل داخلي وخارجي، في قاعة اجتماعات القادة.

وقد أثارت الجلسة وما حدث بين الرئيس والمراسلين، صدى واسع في وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، لدرجة أن وسائل الإعلام الناطقة بالإنكليزية حول العالم، حرصت على تغطية تصريحات الرئيس التاسع لـ”الجمهورية الإيرانية” في هذا اللقاء.

واحتلت أخبار اللقاء صدارة الموقع الإلكتروني الخاص بالرئيس؛ ونقل عنه قوله: “جئنا بهدف القضاء على مشاكل الشعب؛ وليس إخفاء الحقائق”.

وفيما يلي تناقش صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي؛ “علي بیگدلي”، فيما جري بذلك اللقاء…

لقاء ليس في موعده !

“ستاره صبح” : أثار أول لقاء خبري للرئيس مع وسائل الإعلام ردود فعل واسعة؛ ما هو تصور حضرتك عن هذا اللقاء، وهل تمكن الرئيس من الرد على الرأي العام كما ينبغي أم لا ؟

“علي بیگدلي” : التقليد المتبع في النظام الدولي؛ أن تُعقد لقاءات خبرية مع رؤساء الحكومات، بغضون المئة يوم من تولي منصب رئاسة الجمهورية.

وفي رأيي؛ فقد تعجل الرئيس في تنظيم هذا اللقاء مع: (300) مراسل، لأن الرئيس يفتقر للإلمام اللازم للحديث عن الموضوعات الصغيرة والكبيرة بالدولة، وأبدى جهلًا بالكثير من الأسئلة التي طُرحت عليه.

وفي الواقع لم ينفض “بزشكيان”؛ حتى الآن، غبار الانتخابات عن نفسه، وعقد هذا اللقاء وضع رئيس الجمهورية الجديد في زاوية الحلبة، وأُصيب بالحيرة تحت وطأة مئات الأسئلة التي لم يعرف لها إجابة.

والصورة التي قدمها “بزشكيان” عن نفسه في المؤتمر الإخباري، هيمنة شخصيته على منصبه. فقد كان يتمتع بالصدق في أقواله وأفعاله ما أثلج صدر المخاطبين. لم يظهر في المواجهة مع الرئيس أي أثر على التكبر، والغرور، وادعاءات رؤساء الجمهورية السابقين بشأن الشعبية والشعبوية.

فكل ما ظهر هو: “مسعود بزشكيان”؛ دون روتوش. وهو وإن بدا شعبيًا فهذه بالحقيقة ذاته. لم يجب على الكثير من الأسئلة، وتعرض لإشكاليات في الرد على بعض الأسئلة الأخرى. وقد أثارت بعض إجاباته على المراسلين جدلًا كبيرًا في الداخل والخارج.

ويمكنني القول إن “بزشكيان” لم يتقيّد بأساليب السياسيين في الحديث. وقد اقترب موعد زيارة الرئيس إلى “نيويورك”، وعليه لقاء رؤساء الدول الأوروبية المهمة. ومن الواضح أنه سيلتقي نظيره الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية؛ “جوزيب بوريل”.

وقبل هذه المهمة؛ عليه أن يشرح إلى وسائل الإعلام أبعاد هذه الزيارة حتى لا يواجه من الموضوعات الهامشية الداخلية أثناء الزيارة.

ولننّتبه إلى أن “إيران” تواجه اتهامات ببيع صواريخ إلى “روسيا”، وذلك بغرض الضغط على “إيران” في المفاوضات المستقبلية المحتملة. ويمكن الربط بين هذه الاتهامات ولقاء الإثنين الصحافي، لأن على رئيس الجمهورية أن يبدي مزيدًا من المرونة في اللقاءات المستقبلية، وسوف نلمس تغييرًا في نوعية النظرة الإيرانية للنظام الدولي.

زيارة “نيويورك” المرتقبة..

“ستاره صبح” : هل تصريحات رئيس الجمهورية بشأن “الولايات المتحدة”؛ في المؤتمر الصحافي، تُمثل تغييرًا في نوعية النظرة الإيرانية أم لا ؟.. وإلى أي مدى سيفتح “بزشكيان”؛ في زيارته المرتقبة إلى “نيويورك”، للتعبير عن نظرته السياسية ؟

“علي بیگدلي” : طبقًا للتقليد الذي كان موجودًا منذ انتصار الثورة، يلتقي رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية مع مقام المرشد قبل السفر للمشاركة في اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، ويحصلون على التصريح والنهج السياسي.

والأمر لن يختلف هذه المرة؛ ويبدو أن يد الفريق الدبلوماسي ستكون أكثر انفتاحًا من المرات السابقة. إن سلوك وتصريحات “بزشكيان” تثبُت أنه لا يخضع للضغوط مثل: “حسن روحاني”، وإذا ذهب “بزشكيان” بأيدي ممتلئة فسيعود بأيدي ممتلئة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة