خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تٌصارع “الولايات المتحدة”؛ قبيل (09) أشهر تقريبًا على انتخابات الرئاسية، مسّتنقع الشرق الأوسط؛ وهو ما لم يكن يرغب فيه؛ “جو بايدن”، والديمقراطيين، لكن مقتل ثلاثة جنود في “الأردن” واتهام الفصائل الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”، إنما يعني أن رد فعل “الولايات المتحدة” هذه المرة لا مفر منه.
ولمناقشة أهم التطورات المترتبة على التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ الحوار التالي مع؛ “علي بیگدلي”، محلل العلاقات الدولية، على النحو التالي…
“بايدن” لن يقدم على مغامرة مهاجمة “إيران”..
“آرمان ملي” : تصاعدت وتيرة التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة” على خلفية مقتل ثلاثة جنود أميركيين، إلى أي مدى يمكن تحول هذا التوتر إلى موجهة عسكرية متبادلة ؟
“علي بیگدلي” : احتمالات الهجوم العسكري الأميركي على “إيران” ضعيفة. وفي ظل الأوضاع الراهنة يوجه “بايدن” تحديات هامة، مثل التحدي الانتخابي وتعقيد الأوضاع، وارتفاع أسعار النفط.
لذلك لن يُقّدم على مخاطرة الهجوم على “إيران” أو تصعيد التوتر إلى مواجهة عسكرية. لا سيما مع ازدياد احتمالات تورط الدول العربية في هذه الحرب.
في ظل الأوضاع الراهنة تُصارع الدول الأوروبية أزمة جادة مع الطاقة؛ خاصة بعد التهديدات الروسية. واليوم ارتفعت أسعار البنزين بالنسّبة لـ”الولايات المتحدة”، فإذا طرح موضوع البنزين في المنافسات الانتخابية؛ فقد يُمثل نقطة ضعف لإدارة “بايدن”. لذلك لا أعتقد أن “الولايات المتحدة” قد تُهاجم “إيران” بشكلٍ مباشر، وإنما قد تسّتعرض قوتها على فصائل المقاومة في “سورية والعراق”.
حان وقت بدء “الدبلوماسية السرية”..
“آرمان ملي” : كيف سيكون شكل هذا الاستعراض ؟
“علي بیگدلي” : الرئيس الأميركي مجبر على استعراض القوة تحت وطأة التيار الجمهوري المتشّدد. ومن المحتمل أن تُهاجم “الولايات المتحدة” السفن الإيرانية في “البحر الأحمر”.
لا أحد حتى الآن يعلم شكل رد الفعل الأميركي على “إيران”. وأوصي أن تسّتأنف “الجمهورية الإيرانية”؛ في ضوء الأوضاع الراهنة، الدبلوماسية السّرية، كما حدث في الماضي عبر الدخول في مفاوضات عن طريق وسّطاء مثل: “قطر وعّمان”، حتى تستطيع بهذه الطريقة خفض مستويات التوتر بين البلدين.
على كل حال؛ يجب أن نقبل بحقيقة أن استمرار هذا الوضع قد يُزيد من صعوبة الأجواء.
من جهة أخرى؛ لو تُريد “الولايات المتحدة” القيام برد فعل شديد حيال “إيران”، فثمة احتمال باستمرار سلسلة التوترات، وهذا يعني أن تقوم “الولايات المتحدة” بعمل عسكري ضد “إيران”، وربما تدخل البلدان حرب شاملة، وهذا سوف يُمثل خطورة على المنطقة. لذلك فإن هجوم “أميركا” المباشر على “إيران” غير ممكن تقريبًا.
حال فوز “ترامب” بمقعد البيت الأبيض..
“آرمان ملي” : بالنظر إلى أنشطة “دونالد ترامب” الانتخابية؛ إلى أي اتجاه سوف تنحو الأوضاع بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، حال فوزه المحتمل في الانتخابات المقبلة ؟
“علي بیگدلي” : الحقيقة أن مستوى التوتر الحالي في المنطقة غير مسّبوق على مدار الخمسين عامًا الماضية، لذلك إذا يُحقق “ترامب” الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإننا سنكون في وضع حسّاس.
أضف إلى ذلك تنامي قوة اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية مثل: “ألمانيا وفرنسا”، وهذه المسألة أيضًا قد تُزيد من تعقيّد الأوضاع.
وقبل ذلك كنت قد عبرت عن اعتقادي بعد فوز “بايدن” بالانتخابات، في ضرورة اغتنام هذه الفرصة في الحد من مستويات التوتر بين البلدين. في غضون ذلك انهار “الاتفاق النووي”، و”إيران” استشعرت هذا الموضوع.
وأعتقد في ظل الظروف الراهنة أنه يتعين على “إيران” النظر بذكاء للتطورات الإقليمية والعالمية.
