“علي بيگدلي” : لا بد من تفاوض إيران بشكلٍ مباشر مع إدارة “ترمب” !

“علي بيگدلي” : لا بد من تفاوض إيران بشكلٍ مباشر مع إدارة “ترمب” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بالنظر إلى تطورات الأشهر الأخيرة على الصعيدين الإقليمي وفوق الإقليمي، مع بداية العام الميلادي الجديد، فقد اختلف ميدان صناعة واتخاذ القرارات بالنسبة لاستراتيجيات السياسة الخارجية الإيرانية.

وفي آتون التطورات الأخيرة، سوف يتسلم “دونالد ترمب”؛ مهام منصبه كرئيس لـ”الولايات المتحدة الأميركية” لفترة جديدة بعد عشرين يومًا. بالتوازي مع هذه التطورات، شاهدنا على مدار الأيام القليلة الماضية، تحركات محمومة من جانب جهاز الخارجية الإيرانية؛ من ذلك إعلان؛ “كاظم غريب آبادي”، المساعد القانوني والدولي لوزير الخارجية، عن إجراء جولة جديدة من المفاوضات المرتقبة مع الدول الأوروبية الثلاث أعضاء “الاتفاق النووي”؛ (بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا)، بتاريخ 13 كانون ثان/يناير 2025م، أي قبل نحو أسبوع من عودة “ترمب”؛ إلى “البيت الأبيض”.

والسؤال الأهم في مثل هذه الأجواء؛ يتعلق بطبيعة أهداف مفاوضات الوفد الإيراني مع مندوبي “الترويكا الأوروبية” ؟.. وما هي طبيعة الاستراتيجية التي يتعين على “إيران” اتخاذها تجاه عودة “ترمب” إلى السلطة في “الولايات المتحدة” ؟.. وللبحث عن إجابات أجرت صحيفة (تجارت) الإيرانية حوارًا مع الأستاذ الدكتور “علي بيگدلي”؛ خبير الشأن الدولي…

وساطة “أوروبا” بين إيران وأميركا أنسب من عُمان وغيرها..

يقول “بيگدلي”؛ تعليقًا على أهداف وأهمية اجتماع “إيران” الجديد مع الدول الأوروبية الثلاث: “هذا اللقاء قد يكون هامًا وإيجابيًا، فالحوار مع الأوروبيين أقرب مسّار يمكن أن يُفضي بنا إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية”.

موضحًا: “ومشاركة أوروبا كوسيط بين إيران والولايات المتحدة؛ أنسب من عُمان أو قطر أو أي طرف إقليمي آخر”.

على المستوى الثاني؛ تُجدر الإشارة إلى أن لـ”الجمهورية الإيرانية” مشكلتان منفصلتان مع “الاتحاد الأوروبي”، أحدهما المساعدات الإيرانية للجانب الروسي في الحرب على “أوكرانيا”، والأخرى تتعلق بـ”الاتفاق النووي”.

لا يجب السماح لـ”الترويكا الأوروبية” بتفعيل آلية الكماشة..

وأضاف الخبير الدولي: “بقدوم؛ دونالد ترمب، سوف تتغيّر بالتأكيد معادلات الحرب الأوكرانية، وسوف نشهد انحسار مستويات التوتر بين موسكو وواشنطن. وهذا الموضوع نفسه قد يُمثل فرصة أو تهديد بالنسبة للجمهورية الإيرانية”.

فرصة من حيث أن المشكلة الأوكرانية لن تظل سببًا للتوتر بين “إيران” و”أوروبا”، ومن حيث إمكانية تقارب الروس مع موقف الدول الغربية ضد “إيران” في “مجلس الأمن” والملف النووي.

وفي ضوء هذه الأجواء يجب الأخذ في الاعتبار أن دول “ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا”؛ تمتلك حق تفعيل آلية الكماشة ضد “إيران”.

والمقطوع به أنه حال عدم اتفاق “إيران” مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ حتى آذار/مارس المقبل، (أي قبل أن يقدم “رفائي غروسي” تقريره الشامل)، فسوف تفعل “الترويكا الأوروبية” آلية؛ (سناب باك)، أو آلية إعادة فرض العقوبات على “إيران”.

وسوف تعود العقوبات الدولية في حال تفعيل آلية الكماشة، وسوف يواجه الاقتصاد والمواطن الإيراني مشاكل أكثر من ذي قبل.

لا بُدّ من البدء في المفاوضات المباشرة..

وأكد “بيگدلي”؛ في جزء آخر من الحوار: “إجماع الكل على ضرورة أن تبدأ إيران في حل مشكلاتها مع الوكالة الدولية والاتحاد الأوروبي كمرحلة أولى”.

ويجب أن توفر من خلال التعاون مع “غروسي” أجواء تقديم تقرير مناسب لمجلس حكام الوكالة. والأهم ضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة مع إدارة “ترمب”؛ وعلينا الاعتراف بأن طريقة تعاملنا مع إدارته الأولى في الفترة: (2016-2020م)، لم تكن مجدية، وأن الأوضاع تغيّرت تمامًا في الوقت الحالي، حتى أنه ربما يكون الاتفاق مع “ترمب” أسهل من التفاوض مع الديمقراطيين.

نحتاج إلى إعادة النظر في سياستنا الخارجية..

واختمم هذا الأستاذ الجامعي حديثه؛ بالقول: “تكرار الموافق القديمة لا يمكن أن يُلبي المصالح الإيرانية الوطنية. ولإعادة ترميم الداخل وإحياء الوضع الاقتصادي، نحتاج إلى إعادة النظر في سياسات وقرارات سياستنا الخارجية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة