19 أبريل، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

على هامش قمة “دول الجوار” .. جولات “ماكرون” في العراق ترسيخ لروابط وأدوار جديدة شبيهة بـ”لبنان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

استغلالاً لوجوده في العاصمة العراقية، “بغداد”، على هامش دعوته لـ”قمة دول الجوار”، أجرى الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، جولة في “العراق”، شملت زيارة مدينة “الموصل”، وتفقد “مسجد النوري” و”كنيسة سيدة الساعة”؛ وزار “جامعة الموصل”، وذلك بعد زيارة لمدينة “أربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان العراق”.

وبدأ جولته بـ”إقليم كُردستان العراق”، وأجرى محادثات مع رئيس إقليم كُردستان العراق، “نيجرفان بارزاني”، وكذلك مع سلفه، “مسعود بارزاني”.

وبعدها توجه الرئيس الفرنسي إلى زيارة القوات الخاصة الفرنسية في معسكر (غرينير).

كما التقى بأسرة مقاتل من (البيشمركة)؛ قُتل على يد تنظيم (داعش)، للإشادة بالإسهام الكُردي في محاربة الجهاديين.

“ماكرون” يتعهد ببقاء قواته في العراق..

وتعهد “ماكرون”، ببقاء القوات الفرنسية في “العراق”، والاستمرار في المساعدة في مكافحة الإرهاب، أثناء زيارته إلى مدينة “الموصل”، معقل تنظيم (داعش) السابق.

زيارة “ماكرون”، إلى “الموصل”، تأتي غداة مشاركته في مؤتمر إقليمي، ضمّ: “مصر والأردن وإيران وتركيا والإمارات والكويت والسعودية”، طغى عليه بروز “تنظيم الدولة” على الساحة، في “أفغانستان”، مع انسحاب القوات الأجنبية وسيطرة حركة (طالبان) على البلاد.

وقال “ماكرون”: “بغض النظر عن الخيارات التي يتخذها الأميركيون؛ سنحافظ على وجودنا في العراق لمحاربة الإرهاب”.

وزار “ماكرون”، “مسجد النوري”، في مدينة “الموصل”، عاصمة محافظة “نينوى” السُنية، الذي كان يُمثل رمزية كبيرة لـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، ومنه أعلن زعيم التنظيم السابق، “أبوبكر البغدادي”، قيام ما سماه: “دولة الخلافة”، في “العراق” و”الشام”، عام 2014.

وفجّر التنظيم، المسجد الشهير، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، في حزيران/يونيو 2017، مع اقتراب القوات العراقية من دخول المدينة واستعادتها بالكامل.

ومن موقع إعادة إعمار “مسجد النوري”، قال “ماكرون”: “حضوري هنا، كرئيس فرنسي؛ هو بمثابة تقديم الاحترام لما مرت به الموصل، والتفريق بين الدين وإيديولوجيا الموت”.

كما زار “كنيسة سيدة الساعة”، التي كان “تنظيم الدولة” قد احتلها ودمرها، والتي زارها بابا الفاتيكان، “فرنسيس الثاني”، وصلى بها قبل ستة أشهر، وذلك في رسالة دعم للمسيحيين والأقليات الأخرى، في “العراق” أيضًا.

وبفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية، أرغم العديد من المسيحيين على مغادرة “العراق”، ولم يبقَ في “العراق”، اليوم؛ سوى: 400 ألف مسيحي من سكانه، البالغ عددهم: 40 مليونًا، بعدما كان عددهم: 1.5 مليون، عام 2003، قبل الاجتياح الأميركي.

وفي كلمة من “كنيسة الساعة” القديمة، التي يُرجح بعض المؤرخين أنها تعود لألف عام، قال “ماكرون”: “نحن هنا للتعبير عن مدى أهمية الموصل؛ وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تُشكل المجتمع العراقي”.

بطء عملية إعادة الإعمار..

مشيرًا إلى أن: “عملية إعادة الإعمار بطيئة، بطيئة جدًا”. وأعلن “ماكرون” عن نية “فرنسا” افتتاح مدارس وقنصلية في المدينة.

تهدف “فرنسا”، التي تمول المدارس المسيحية الناطقة بالفرنسية في المنطقة، إلى زيادة المنح المقدمة للمسيحيين في الشرق الأوسط، فضلاً عن الأقليات الأخرى.

وقال “ماكرون”: “هذه الرسالة حضارية، لكنها جيوسياسية أيضًا. لن يكون هناك توازن في العراق إذا لم يكن هناك احترام لهذه المجتمعات”.

مبادرة “إحياء روح الموصل”..

ويُعتبر “مسجد النوري” و”كنيسة سيدة الساعة”؛ جزء من ثلاثة مشاريع لإعادة الإعمار تقوم بها (اليونيسكو)، بتمويل من “الإمارات العربية المتحدة”، بتكلفة: 50 مليون دولار.

وتتضمن المبادرة، التي تحمل اسم: “إحياء روح الموصل”، وهي الأكبر في تاريخ المنظمة، خططًا لإعادة بناء منازل تراثية على الطراز العثماني؛ كجزء من مشروع بتمويل أوروبي.

رسالة واضحة لدعم الجميع في العراق..

وكان “ماكرون”؛ قد زار يوم السبت، مرقد “الإمام موسى الكاظم” الشيعي، في منطقة “الكاظمية”، شمال “بغداد”، برفقة رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”.

وهذه أول زيارة للمراقد الشيعية يقوم بها رئيس فرنسي في “العراق”، بهذا يكون “ماكرون” قد زار أماكن للسُنة والشيعة والمسيحيين، وكذلك “كُردستان العراق”، في رسالة واضحة لدعم الجميع في “العراق”.

كما التقى “ماكرون” أيضًا بشباب عراقيين، بمن فيهم رواد أعمال وطلاب، في “جامعة الموصل”.

استعادة دور شبيه بما فعلته فرنسا في الملف اللبناني..

وفي تعليقه على زيارات “ماكرون”، قال الباحث العراقي في مركز “فينيسيا” للدراسات، “سِنان الوكيل”، أن: “المحاولة الفرنسية في مرحلة ما بعد هذه القمة، لاستعادة دور شبيه بما فعلته في الملف اللبناني، من خلال السعي للعب دور أكثر حيوية داخل العراق، وملء نوع من الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي من الملف العراقي نسبيًا”.

موضحًا أن: “الأجندة التي تطرحها، فرنسا، من خلال هذا المؤتمر؛ هي التهدئة السياسية في الملفات التفصيلية، مقابل سعي فرنسا لرسم خريطة طريق تعمل على خلق توافقات سياسية داخلية عراقية، تستطيع أن تُهدأ الأوضاع داخل العراق، مستفيدة من مساهمة إعادة الإعمار في خلق إعادة فرصة في تلك التهدئة. فهذا المؤتمر كان أساسًا بدفع ودعم فرنسي، لذا ستحاول الاستفادة منه لخلق مكانتها الإستراتيجية داخل العراق”.

3 روابط أساسية بين فرنسا والعراق..

المعلومات التي تسربت عن أروقة المحادثات “الفرنسية-العراقية”، على هامش القمة، ذكرت أن هناك 03 روابط أساسية تحاول “فرنسا” نسجها مع “العراق”.

فالشركات الفرنسية ستُحصل على عقود كبرى في ملف تأسيس: “مترو بغداد”، وهو المشروع المدني الذي تفوق تكلفته حتى “ميناء الفاو” الإستراتيجي.

كذلك تحرص “فرنسا” على زيادة مبيعاتها من الأسلحة إلى “العراق”، بمقدار 03 أضعاف، خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال بيع طائرات (رافال) العسكرية الفرنسية الشهيرة.

أما الملف الثالث؛ فيتعلق بمزيد من الإنخراط الفرنسي في “قطاع النفط والطاقة” العراقيين.

مساعٍ فرنسية لضبط التدخل العسكري التركي

على المنوال نفسه، أشارت مصادر سياسية عراقية رفيعة إلى مساع فرنسية مستقبلية لضبط التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية، لافتة إلى أنه “تم الخوض في هذا الموضوع مع الجانب التركي”.

جزء من التوجه الأوروبي أم لفرنسا ؟

من جهتها؛ قالت الناشطة والباحثة في المركز الفرنسي للدراسات الشرقية، “رندا نداف”، أن: “الإمكانيات الحقيقية لفرنسا لتنفيذ هذه التوجهات، من حيث الثقل”، مشيرة إلى أنه: “ثمة فارق هائل بين أن تكون هذه مجرد محاولات فرنسية ممثلة لنفسها، أم أنها جزء من التوجه الإستراتيجي الأوروبي، فما يجري في العراق من سوء الاستقرار يمس الأمن القومي الأوروبي بكامله، وسيتضاعف ذلك التأثير فيما لو عزلت الولايات المتحدة نفسها بشكل متزايد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب