14 أبريل، 2024 10:18 ص
Search
Close this search box.

على هامش استغلال متضرري زلزال إيران .. إنتعاش سوق إيجار الخيام بالمناطق المنكوبة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قضت هزة أرضية على حياة الكثيرين من قاطني المناطق الغربية من إيران، وأفقدتهم في ليلة واحدة كل ما يملكون. لكن المواطنون في مختلف المناطق الإيرانية لم يتركوا النساء والرجال والأطفال وحدهم، وإنما سارعوا إلى نجدتهم. واليوم مرت عشرين يوماً على الزلزال الذي ضرب غرب إيران، وما تزال الكثير من الأسر تعيش في الخيام، وبدأت “الكارفانات” تظهر في المناطق المنكوية تدريجياً، وتزداد بمرور الوقت مخاوف واضطرابات المواطنيين، ويصارعون يومياً المشاكل والتحديات الجديدة.

تأثير المساعدات المؤقتة يشبه المسكنات..

أحد هذه المشكلات ظهور مجهولين في المناطق المنكوبة غرضهم الحصول على المساعدات.

يقول “مجيد أبهري”، عالم سلوكيات (قضى عدة أيام في المناطق المنكوبة)، في حوار إلى صحيفة (آفتاب يزد- شمس يزد) الإيرانية: “عادة ما تتبع الكوارث الطبيعية الأعراض الجانبية التي تستدعي إهتماماً خاصاً، لأن تدمير المنازل والبيوت ليس هو فقط ما يلحق الضرر بالمواطنيين وإنما، الأعراض النفسية والروحية والاجتماعية تبعث على المشكلات بشكل أكبر من العوامل الفيزيائية”. مضيفاً: “لا يمكن السيطرة على الكوارث الطبيعية. لكن يمكننا بخفض مضاعفات الهزات الأرضية علاج المتضررين. والزالزل الذي ضرب البلاد مؤخراً كان ذا آثار تخريبية كبيرة على القرى، بل إن بعض القرى تدمرت بشكل كامل. ورغم أن الشعب الإيراني الرحيم أبى أن يعاني المتضريين من الزلازال صعوبات أكثر، فيما يتعلق بالماديات والغذاء، وسارع إلى تقديم المساعدات، لكن لابد من استمرار هذه المساعدات حتى تسكين المتضررين لأن تأثير المساعدات المؤقتة يشبه المسكنات. وقلما رأيت شعبنا الرحيم يسارع إلى تقديم المساعدات للمواطنيين المتضررين المختلفين معهم في القومية. وما معاناة مشاكل المرور للوصول إلى المتضررين إلا مؤشر آخر على صحة هذه المسألة. وهذا التحرك المفهوم ينطوي على عدد من المؤشرات بالنسبة لنا وللمسؤولين، أولها إستعداد الشعب باستمرار لمساعدة شركاءهم في الوطن. ثانيها عجز المنظمات الشعبية، (المؤسسات الخيرية)، عن تحقيق المكانة بين الشعب، وإلا لما سافر مواطن في أقصى البلاد إلى المناطق المنكوبة بغرض تقديم البطانيات وبعض الطعام إلى المتضررين من الزلزال”.

وينتقد “أبهري” تجاهل المسؤولين لأوضاع المنكوبين، ويقول: “البرد في هذه المناطق يضاعف من مشكلات المنكوبين ويفاجئ المسؤولين عن الأزمة. ولا أدري لو حذفنا كلمة (يفاجئ) من قاموسنا كيف ستكون حجة المسؤولين ؟.. فالأصل أن الزلازال والسيول لا تعلن عن حدوثها مسبقاً، وبالتالي يتعين على الجهات المعنية إتخاذ التدابير والإستعدادت اللازمة وتقديم المساعدات للمواطنيين وإنقاذ المتضررين من تحت الأنقاض وتسكينهم ونصب الخيام وتوصيل المياه وتركيب الحمامات… إلخ، ولكن للأسف ما يزال المتضررين يواجهون المشكلات مع مثل هذه المتطلبات”.

عملية “إدارة الأزمة” تعاني في حد ذاتها أزمة الإدارة..

يؤكد خبير العلوم السلوكية على تفاقم مخاوف المتضررين، وأردف في حواره مع صحيفة (آفتاب يزد): “الناس يقولون سوف يطوي النسيان بعد أيام قضيتنا، كيف سيكون مستقبلنا ومستقبل أولادنا ؟.. هل سنرى مجدداً سقف فوق رؤوسنا. وهل تتحقق وعود المسؤولين ؟.. ولذا يتعين على علماء النفس والمسعفين البقاء مدة أطول. لكن أهم مشكلة تواجه المتضررين وسكان هذه المناطق ظهور المجهولين الذين يندسون بين المتضررين بغرض الحصول على المساعدات. وهنا لابد من الفصل بين المتضررين ومن جاوؤا للحصول على المساعدات”.

وعن إستغلال البعض لأوضاع المتضررين، يقول: “ينتشر باعة الخيام في المناطق المنكوبة، ويبيعون خيامهم إلى المتضررين أو يؤجرونها لهم مقابل الحصول على المال. وكان يجب تحديد أماكن توطين ولا تُترك مسألة الخيام للأفراد، وإنما كان على قوات الإغاثة بناء الخيام للمتضررين. لقد كشفت لنا الهزة الرضية، التي ضربت مناطق غرب البلاد، عن حقيقة أن عملية إدارة الأزمة تعاني في حد ذاتها أزمة الإدارة. والسؤال: ما هي إستعدادات المسؤولين عن إدارة الأزمة في بلد يقوم على صدع زلزالي ومهدد بالهزات الأرضية في أي وقت ؟.. بل إن بعض ممن قدموا المساعدات للمناطق المنكوبة كانوا يقومون بإلقاء هذه المساعدات فوق رؤوس المتضررين، وبالتالي لو كان لعناصر الإغاثة أماكن دائمة؛ لكان من السهل على الناس مراجعة هذه المراكز والحصول على إحتياجاتهم. وكان من الأفضل أن تحصل قوات الإغاثة على المساعدات الشعبية وتقوم بتوزيعها داخل أماكن تمركزها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب