20 أبريل، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

على غير رغبة “بايدن” ونجوم “هوليوود” .. كيف يحمي “الوقود الأحفوري” حياة سكان العالم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشر موقع (أوراسيا ريفيو) مقال رأي؛ لـ”رونالد شتاين”، مؤسس وسفير الطاقة والبنية التحتية لشركة (بي. تي. إس أدفانس-PTS Advance)، وهي شركة توظيف في مجال “النفط” والطاقة مقرها مدينة “إيرفين”؛ بولاية “كاليفورنيا”، حول الدعوات الآخذة في التزايد للتخلي على “الوقود الأحفوري”، ويرى الكاتب أن “الوقود الأحفوري” أحدث ثورةً في العالم منذ بدء استخدامه في كل شيء، وأن الاستغناء عنه يمكن أن يقضي على مليارات من البشر.

ويستهل “شتاين”؛ مقاله بالقول: لقد غيرت التطورات الاقتصادية والتكنولوجية؛ على مدى المئتي عامٍ الماضية، طريقة إنتاجنا للطاقة واستهلاكها، ومنذ القرن التاسع عشر، أصبح “الوقود الأحفوري”؛ من “الفحم والنفط والغاز الطبيعي”؛ يدعمون الآن أكثر من: 80% من إمدادات الطاقة في العالم لتلبية متطلبات سكان العالم من أكثر من: 06 آلاف مُنتج في حياتنا اليومية، مصنوعة من المشتقات النفطية المصنعة من “النفط الخام”، التي لم تكن موجودة قبل القرن العشرين، وأنواع الوقود لنقل الاحتياجات الثقيلة وبعيدة المدى لأكثر من: 50 ألف طائرة، وأكثر من: 50 ألف سفينة تجارية، والبرامج العسكرية والفضائية.

احتياجات الطاقة العالمية في ارتفاع..

ترسم التوقعات الأخيرة التي نشرتها “وكالة الطاقة الدولية”؛ (IEA)، و”إدارة معلومات الطاقة”؛ (EIA)، صورةً واضحة بأن احتياجات الطاقة العالمية سترتفع ارتفاعًا كبيرًا في العقود القادمة، مما يعكس النمو السكاني، وخروج المزيد من الدول من دائرة الفقر، والتوسع في أنظمة النقل والتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وستستمر المنتجات المشتقة من “النفط الخام” في تلبية حصة كبيرة من هذا الطلب المتزايد.

وكما هو متوقع، خلال الاحتفال مؤخرًا بـ”يوم الأرض”، طالب نجوم هوليوود: “ليوناردو دي كابريو” و”جين فوندا” و”مات ديمون” وعديد من كبار المشاهير؛ الذين يقودون الهجوم على تغير المناخ، بتخليص المجتمع من “النفط الخام”، وقد يظن المرء أن نجوم السينما هؤلاء لديهم الذكاء لمعرفة أن “النفط الخام” عديم الفائدة فعليًّا ما لم يتم تصنيعه إلى شيء قابل للاستخدام، لتلبية مطالبهم الشخصية ومتطلبات المجتمع، عبر المصافي، وتتمتع صناعة معالجة “الهيدروكربونات”، أي تلك المصافي، بتاريخ غني من الاكتشافات والتحديات والاختراقات والتجربة والخطأ والتعاون والنجاح.

وإذا نظرنا إلى الوراء لما يزيد قليلًا عن 100 عام، فمن السهل أن نرى كيف استفادت الحضارة من أكثر من: 250 تقنية تكرير مرخَّصة ومتقدمة لمعالجة “الهيدروكربونات” تستخدمها أكثر من: 700 مصفاة في جميع أنحاء العالم؛ والتي توفر المنتجات النفطية لتلبية متطلبات: 08 مليارات من البشر الذين يعيشون على الأرض مع أكثر من ستة آلاف منتج مصنوع من المشتقات النفطية المصنعة من “النفط الخام” في المصافي، ولم يكن أيٌّ من هذه المنتجات والبنى التحتية اللاحقة متاحًا للمجتمع؛ قبل عام 1900.

“توربينات الرياح” و”الألواح الشمسية” ليست مثل “النفط”..

ويمضي “شتاين” إلى أن “توربينات الرياح” و”الألواح الشمسية” قد تكون قادرةً على توليد كهرباء متقطعة من نسمات الريح وأشعة الشمس، لكنها لا تستطيع تصنيع أي شيء؛ وبالمناسبة، جميع المنتجات اللازمة لصنع قطع غيار المركبات و”توربينات الرياح” و”الألواح الشمسية” والطائرات والسفن والمستلزمات الطبية وإطارات السيارات والأسفلت والأسمدة مصنوعة من مشتقات “النفط” المصنعة من “النفط الخام”، والتخلص من “النفط الخام” سيقضي فعليًّا على كل شيء في حياتنا اليومية واقتصاداتنا.

وبعد “الفحم والنفط والغاز الطبيعي”، أنشأنا طرقًا مختلفة للنقل، وصناعةً طبية، وأنظمةً إلكترونية واتصالات، وقلَّل “النفط” معدل وفيات الرضَّع، وزاد من طول العمر الافتراضي للإنسان من أكثر من: 40 إلى أكثر من: 80 عامًا، ومنح الجمهور القدرة على التحرك في أي مكان في العالم من خلال الطائرات والقطارات والسفن والمركبات، كما أنه قضي فعليًّا على الوفيات الناجمة عن معظم الأمراض وعن جميع الأشكال في حالة الطقس، ويمكن أن يُعزى كل هذا “التقدم” الواضح إلى استخدام “الفحم والنفط والغاز الطبيعي” في المجتمع.

وقادة العالم وحركة البيئة والمجتمع والحوكمة؛ (ESG)، التي تضع سياسات لتخليص العالم من “الوقود الأحفوري”، لديهم ذكريات قصيرة عن كون المنتجات “البتروكيماوية” والبراعة البشرية هي الأسباب في زيادة سكان العالم من مليار إلى: 08 مليار نسمة في أقل من مئتي عام.

إن المناخ يتغير، كما كان عليه الحال منذ: 04 مليارات سنة، وسيستمر في التغير؛ نعم ستكون هناك وفيات من التغيرات المناخية القادمة، لكن تلك الوفيات ستكون صغيرةً مقارنةً بعالم خالٍ من “الوقود الأحفوري”، والذي سيرجع إلى وضعه الخالي من “الكربون” في أوائل القرن التاسع عشر وما قبله.

250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام..

ويوضح الكاتب أنه من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث ما يقرب من: 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويًّا، بين عامي: 2030 و2050، بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والضغط الحراري، لكن الجهود المبذولة لوقف استخدام “النفط الخام” يمكن أن تكون أكبر تهديدًا للثمانية مليارات نسمة الذين يعيشون في هذه الحضارة، وقد يُنتج عن ذلك مليارات، وليس ملايين، الوفيات الناجمة عن الأمراض وسوء التغذية والوفيات المرتبطة بالطقس في محاولة للعيش من دون “الوقود الأحفوري” الذي يُفيد المجتمع.

وقبل بضع مئات من السنين، قبل “النفط”، كان العالم غير ملوث، منزوع “الكربون”، وتُهيمن عليه الطبيعة الأم ومملكة الحيوانات البرية، ولم تكن هناك محطات طاقة تعمل بـ”الفحم”، ولا محطات لتوليد الطاقة بـ”الغاز الطبيعي”، وكان هناك عدد أقل من البشر الذين يتنافسون مع الحيوانات بسبب قدرة البشرية المحدودة على البقاء على قيد الحياة بما تُقدمه الطبيعة الأم، وقبل “النفط”، كانت الحياة صعبة وملوثة، مع عديد من الوفيات المرتبطة بالطقس والأمراض.

ويخلص الكاتب إلى أنه يوجد الآن ثمانية مليارات منَّا، ويعيش معظم الناس حياةً أطول بكثير وأكثر ازدهارًا من مليار شخص كانوا موجودين عندما بدأ استخدام “الوقود الأحفوري”؛ بعد منتصف القرن التاسع عشر؛ وعلاوةً على ذلك، كلما زاد ثراؤنا، أصبحت معظم أجزاء الكوكب أكثر اخضرارًا.

وسيناقش المفكرون ومؤرخو المستقبل تأثير الأعمار الأطول لعقود قادمة، وزاد عدد سكان العالم زيادة كبيرة بعد استخدام “الوقود الأحفوري”؛ وأصبح السكان يعتمدون على “الوقود الأحفوري” نفسه؛ لإطعام العالم عن طريق نقل المواد الغذائية والمنتجات في جميع أنحاء العالم لإطعام هؤلاء الثمانية مليارات على هذه الأرض التي يزداد الضغط على مواردها الشحيحة ويتزايد ازدحامها بالبشر.

ولفهم العالم “البِكر” قبل استخدام “النفط”، يمكننا بسهولة مراقبة أفقر دول العالم لنرى كيف تبدو أنماط الحياة مع وجود الطبيعة الأم ومملكة الحيوانات التي يجب مواجهتها، وهذه البلدان النامية تعيش في بيئة خالية من “الكربون” ولم تدخل بعد إلى مرحلة ثورة صناعية.

واليوم؛ لمواصلة دعم الثمانية مليارات على وجه الأرض، نحتاج إلى أكثر من: 53 ألف سفينة تجارية تنقل ستة آلاف منتج في جميع أنحاء العالم، و50 ألف طائرة تنقل الآن أربعة مليارات شخص حول العالم.

ويختتم “شتاين” مقاله بالقول: ومع عدم وجود خطة احتياطية لاستبدال المنتجات المصنعة من “النفط”، فإن جهود “ليوناردو دي كابريو” و”جين فوندا” و”مات ديمون”؛ والرئيس “جو بايدن”، لوقف استخدام “النفط الخام” قد تكون أكبر تهديد للحضارة، وليس تغير المناخ، وتخليص العالم من “الوقود الأحفوري”، يمكن أن يؤدي إلى مليارات الوفيات بسبب الأمراض وسوء التغذية والوفيات المرتبطة بالطقس، تخيل البرد والبؤس وفقدان الأرواح في ظل سيناريو يُحاول فيه ثمانية مليارات، هم سكان اليوم، العيش في عالم منزوع “الكربون” في أوائل القرن التاسع عشر من دون منتجات ووقود وسائل النقل المتاحة اليوم ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب