6 أبريل، 2024 11:12 م
Search
Close this search box.

على غرار “كُردستان العراق” .. محاولات أميركية لإنشاء كيان كُردي مستقل عن “دمشق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بسبب النوايا الأميركية الغير معلنة مع ما تتخذه من خطوات تشير إلى نيتها نحو فصل الشمال السوري وإقامة إقليم على غرار “إقليم كُردستان العراق”، اتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال “فاليري غيراسيموف”، الأربعاء الماضي، “الولايات المتحدة” بمحاولة إنشاء كيان كُردي مستقل عن “دمشق” شمال “سوريا”.

وقال “غيراسيموف” للملحقين العسكريين الأجانب: “الوضع شرقي الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقلة عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفيدرالية شمال سوريا الديمقراطية”.​​​

وذكر أن: “الأميركيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية”.

“داعش” يتمركز في المناطق الخاضعة لسيطرة واشنطن..

وقال “غيراسيموف”، إن مسلحي (داعش) متواجدون في “شرق الفرات” فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة “الولايات المتحدة”، مضيفًا: “في كانون أول/ديسمبر من العام الماضي؛ إنتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا.​ وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو (داعش) في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة (جبهة النصرة) داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب”.

مؤكدًا أن الخلايا النائمة لتنظيم (داعش) بدأت بالنشاط وتوسيع مناطق نفوذها “شرق الفرات”.

وقال: “في غرب سوريا كانت هناك كذلك مجموعات متفرقة من المسلحين، كما كانت هناك خلايا نائمة لـ (داعش)، إلا أن القوات السورية، والأجهزة الأمنية تمكنت من تصفيتها والسيطرة على الوضع بشكل كامل”.

وتابع: “إلا أنه لم يتم إتخاذ تدابير مماثلة شرق البلاد”، مشيرًا إلى أن: “التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، التابعة له، غير قادرين على إحكام السيطرة على تشكيلات (داعش) في بلدة هجين”.

وأشار إلى أن “روسيا” عرضت على “الولايات المتحدة” إزالة القاعدة في “التنف”، وفرض سيطرة مشتركة هناك، لكن “الولايات المتحدة” لم تستجب.

وأضاف: “خلال هذا العام، نجحت القوات الحكومية السورية، التي حصلت على خبرة قتالية كبيرة تحت قيادة المستشارين العسكريين الروس، في إجراء عمليات للسيطرة على مناطق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية والجنوبية وحمص​​​. في الوقت نفسه، تم القضاء على أكثر من 23 ألف مسلح وتحرير 387 حي سكني من أيدي المتطرفين”.

الغرب يعرقل العملية الإنسانية..

كما اتهم الغرب بعرقلة إجراء العملية الإنسانية، خلال المرحلة الأخيرة من تحرير “ريف دمشق” من الإرهابيين.

وتابع أن: “الخوذ البيضاء”، التي وصفها “غيراسيموف” بـ”منظمة إنسانية زائفة”، قامت يوم 7 نيسان/أبريل 2018، بتصوير مشهد عن “استعمال القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية في دوما”، ما أدى إلى استفزاز “واشنطن” وحلفائها لشن ضربة ضد “سوريا”، مضيفًا: “تم استعمال 105 صواريخ مجنحة. القوات السورية استطاعت صد الهجمات الصاروخية بنجاح”.

وأفاد برصد الاستخبارات الروسية، بشكل دوري، دخول قافلات نفط من شرق “سوريا” إلى أراضي “تركيا” و”العراق”: “تسجل وسائل الاستطلاع الروسية قوافل تنقل النفط، قادمة من المناطق الشرقية من سوريا، التي يسيطر عليها التحالف، متوجهة إلى أراضي تركيا والعراق​​​. في الوقت نفسه، الأموال الآتية من بيع المنتجات النفطية، تذهب إلى تمويل إرهابيي (داعش)”.

تجديد التعاقد مع “قسد” لمدة عامين..

وكانت “الولايات المتحدة الأميركية” قد جددت “تحالف واشنطن” مع “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد)، لمدة عامين على الرغم من تأكيد الحكومة السورية بأن وجهتها ستكون “شرق الفرات” بعد السيطرة على محافظة “إدلب”.

جريدة (الوطن) السورية؛ قالت أن تقارير إعلامية تابعة لجهات معارضة نشرت خبر تجديد العقد بين كل من “تحالف واشنطن” و”قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على مناطق واسعة شرقي “نهر الفرات”.

وذكرت المصادر أنه جرت عدة اجتماعات مكثفة بين قيادات (قسد) و”تحالف واشنطن” نتج عنها الاتفاق على خطة عمل مشتركة يتم من خلالها تزويد (قسد) بالمساعدات والتجهيزات العسكرية طيلة عقد كامل.

وينص العقد على تأسيس برنامج كامل لـ”التحالف” ويوّصف آلية تطبيقه على أن يتم تجديده كل عامين.

يذكر أن وزير الخارجية السورية، “وليد المعلم”، قد أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي، “إبراهيم الجعفري”، في 15 تشرين أول/أكتوبر من العام الجاري، أن “شرق الفرات” هي الوجهة التي سيتقدم إليها الجيش السوري، وذلك بعد القضاء على الجماعات المسلحة المتواجدة في محافظة “إدلب” وإعادتها لحضن الدولة تاركًا الأمر سواء للعشائر والأكراد أن يقرروا ماذا يريدون في المستقبل.

إقامة نقاط مراقبة..

ليس هذا فقط؛ وإنما، قال الكولونيل “شون رايان”، المتحدث باسم “التحالف الدولي” بقيادة “الولايات المتحدة”، إن القوات الأميركية تعتزم إقامة نقاط مراقبة في شمال سوريا “لمنع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، (داعش)، من الفرار من وسط وادي نهر الفرات إلى تركيا الواقعة شمال البلاد”؛ وذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لـ”وزارة الدفاع الأميركية”.

وذكرت وكالة (بلومبرغ) الأميركية للأنباء؛ أن “رايان” قال إن هذه النقاط سوف توفر المزيد من الشفافية، وسوف تمكن “تركيا” من حماية نفسها بشكل أفضل من عناصر (داعش).

مضيفًا أن هذه الخطوة جاءت بعد التشاور الوثيق والتعاون مع “تركيا” على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.

رفض تركي لنقاط المراقبة الأميركية..

إلا أن “تركيا” أعلنت رفضها لذلك، حيث قال وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، إنه يجب على “واشنطن” إنهاء علاقتها بوحدات “حماية الشعب” الكُردية و”حزب العمال الكُردستاني”، والتخلي عن نقاط المراقبة شمالي “سوريا”.

ووفقًا لبيان نشرته “وزارة الدفاع التركية”، فقد تناول “أكار”، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، “جيمس غيفري”، في مقر الوزارة بـ”أنقرة”، الأزمة السورية، وتبادل الآراء حول التطورات الأخيرة في “شرق الفرات وإدلب ومنبج”.

وأشار “أكار”، إلى عزم “تركيا” على حماية حقوقها ومصالحها النابعة من القانون والاتفاقيات الدوليين، مؤكدًا على أن “تركيا” تنتظر من “الولايات المتحدة” أن تنهي علاقتها مع التنظيمات الكُردية التي تعتبرها “تركيا” إرهابية، والتخلي عن نقاط المراقبة.

وشدّد “أكار”، للمبعوث الأميركي إلى سوريا، على أنه “لن يُسمح على الإطلاق بتشكيل ممر إرهابي على حدود تركيا الجنوبية”.

تستهدف إنشاء دولة كُردية مستقلة بشكل عام..

وحول الأهداف الأميركية من محاولة إنشاء كيان كُردي مستقل عن “دمشق”، “شمال سوريا”، يقول المحلل السياسي، “أندريه أونتيكوف” أن: “الولايات المتحدة لا تهدف إلى إنشاء كيان كُردي مستقل، بل إلى إنشاء دولة كُردية مستقلة بشكل عام، وتقع على الأراضي السورية والعراقية والإيرانية والتركية، وهذا أحد المباديء الرئيسة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط. لكننا نشاهد تنفيذ هذه المباديء تحديدًا على الأراضي السورية، وهناك العديد من الأدلة التي تشير إلى ذلك”.

ويشير “أونتيكوف” إلى أنه كما هو معلوم، تم إنشاء الكيان الفيدرالي الكُردي عام 2016، وتلى ذلك، إتخاذ عدة خطوات من قِبل الأكراد. كان أولها: إجراء سلسلة انتخابات محلية. كما كان من المفترض إجراء انتخابات للبرلمان الفيدرالي، لكن العملية العسكرية التركية حالت دون ذلك. ناهيك عن التعزيزات العسكرية الأميركية في “شرق الفرات”، حيث توجد العديد من القواعد العسكرية الأميركية.

وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، كان قد أعلن عن نية بلاده زيادة عدد الدبلوماسيين الأميركيين في تلك المناطق، وبالتالي هناك خطوات معينة للإعتراف بهذا الكيان حتى بشكل رسمي خارج “سوريا”، وهذا شيء خطير جدًا، في ظل وجود دعم سياسي ومعنوي وبالأسلحة، وهناك خطورة في محاولة تفكيك الدولة السورية نتيجة هذه الخطوات الأميركية.

إستبعاد تطبيق نموذج “إقليم كُردستان العراق”..

وأستبعد محللون سياسيون سوريون أن تسعى “الولايات المتحدة الأميركية” لتطبيق نموذج “إقليم كُردستان العراق” في المناطق التي يسيطر عليها “حزب الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السياسي لـ”وحدات الحماية الكُردية”، في شمال، وشمال شرق “سوريا”.

وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، “جيمس غيفري”، قد لمح؛ بعد اجتماع لدول “المجموعة الصغيرة”، التي تضم ممثلي “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر”، إلى احتمال تطبيق “واشنطن”، “نموذج شمال العراق”، في إشارة إلى “إقليم كُردستان العراق”، في شمال شرق “سوريا”.

وفي هذا الصدد؛ أستبعد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، “مضر حماد الأسعد”، أن تسعى “أميركا”، في الوقت الراهن، لتطبيق نموذج “إقليم كُردستان العراق” في شمال “سوريا”، من خلال دعمها لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي الكُردستاني”.

تحالف عسكري خدماتي قائم على البزنس..

ووفق نظرية “الأسعد”؛ فإن “التحالف الأميركي الكُردي” في “سوريا” هو تحالف عسكري خدماتي، (بزنس)، وليس سياسيًا، حيث تقوم بموجبه ميليشيا “حزب الاتحاد الديمقراطي الكُردستاني”، (الوحدات الكُردية)، بمحاربة الإرهاب على الأرض مقابل المال والدعم العسكري والذخيرة وبعض الإمتيازات الأخرى، وليس بإعطائهم أرضًا وجغرافية ووطنًا.

معتبرًا أن: “حُلم قيام دولة كُردية هي كذبة من قيادات تنظيم، (بي. كا. كا)، وحزب الاتحاد الديمقراطي لمناصريه من الأكراد؛ لكي يلتفوا حوله ويقفوا معه، لأن عملهم الأساس هو محاربة الثورة السورية والضغط على تركيا من خلال العمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة لمناطق جنوب تركيا لإبقائها بحالة الدفاع عن النفس دون التدخل المباشر في سوريا إرضاءً لأميركا وبعض الدول الأوروبية والعربية، ممن يقدمون المساعدة لتنظيم، (بي. كا. كا)، للضغط على تركيا، وليس حبًا بهذا التنظيم”.

أسباب عدم وجود مساع أميركية..

وحول أسباب إستبعاد “الأسعد” وجود مساعي أميركية لتطبيق نموذج “إقليم العراق” في “شمال سوريا”، أرجع ذلك لعدة أسباب أهمها؛ أن “أميركا” تعلم أن الأكراد يشكلون أقل من 25 بالمئة من المنطقة الشرقية، إضافة إلى أن نسبتهم في “منطقة الجزيرة” و”الفرات” حوالي 7 بالمئة، وبالتالي فإن “أميركا” لا تستطيع إعطاء الأكراد أي إمتيازات أكثر من أصحاب الأرض، وخاصة أن تنظيم (بي. كا. كا) موجود على لوائح الإرهاب الدولي.

وأضاف “الأسعد” أن: “الدول الكبرى لا يمكن أن توافق على تقسيم سوريا وغير مهيأة لذلك الحل، (الأميركي الكُردي)، ومنها روسيا والصين وحتى جامعة الدول العربية رغم سباتها، وبالتالي فإن من المُستبعد تطبيق نموذج إقليم العراق في سوريا، لأن الجوار الإقليمي، (تركيا والعراق وإيران)، يرفض  رفضًا قاطعًا تقسيم سوريا أو إعطاء حزب العمال الكُردستاني أو غيره أي إمتيازات بسوريا”.

تحاول إنشاء مؤسسات حكومية بديلة..

من جهته؛ ذهب المحلل السياسي السوري، “محمد خليفة”، إلى أن ما تشهده المنطقة في “شمال سوريا” في الآونة الأخيرة يشير إلى أن ما تقوم به “أميركا” من دعم بالسلاح لـ”وحدات الحماية الكُردية” يؤكد أن دعمها ليس فقط عسكريًا، وإنما يذهب بإتجاه عدة أصعدة، حيث إن فتح النظام قنصلية له في “الحسكة” يؤكد ذلك.

معربًا عن إعتقاده أن تشهد المنطقة الشرقية من “سوريا”، خلال الفترة المقبلة، تطورات سياسية جديدة، وذلك تحت الرعاية الأميركية لتلك المنطقة، معتبرًا أن الموقف التركي سيكون صعبًا إذا ما فعلتها “أميركا” بإقامة كيان “كُردي” على شاكلة “كُردستان العراق”.

يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، كان قد اتهم قبل أيام “الولايات المتحدة الأميركية” بأنها تلعب بـ”الورقة الكُردية” في “سوريا”، حسب قوله، واصفًا إياها بـ”اللُعبة الخطيرة”، لافتًا إلى أن “أميركا” تحاول أن تنشيء هناك “مؤسسات حكومية بديلة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب