على طريق الخروج من تحت المظلة “الأميركية” .. دول تتجه نحو “بريكس” لصنع نظام عالمي جديد !

على طريق الخروج من تحت المظلة “الأميركية” .. دول تتجه نحو “بريكس” لصنع نظام عالمي جديد !

وكالات – كتابات :

يجتمع قادة دول (بريكس)؛ ذات الاقتصادات الناشّئة، والتي تُمثّل نحو رُبع ثروة العالم، اعتبارًا من الثلاثاء في “جوهانسبرغ” في قمّة ترمي لتوسّيع نفوذ التكتّل والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية.

ويستضيف رئيس جنوب إفريقيا؛ “سيريل رامابوزا”، كلاً من الرئيس الصيني؛ “شي جين بينغ”، ورئيس الوزراء الهندي؛ “ناريندرا مودي”، والرئيس البرازيلي؛ “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا”، في القمة السنوية للتكتّل والتي تستمر ثلاثة أيام.

أما الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، فسيُشارك في القمّة عبر الفيديو. وسيتوجّه وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، إلى “جوهانسبرغ” بدلاً منه.

نهاية للنظام “الأميركي-الغربي” العالمي..

وتُمثّل دول (بريكس) مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، لكنّها تتشارك أمرًا واحدًا: “إزدراء نظام عالمي” تقول إنّه يخدم مصالح القوى الغربية الغنية.

وخلال القمّة سيُشارك مسؤولون من حوالى: 50 دولة أخرى في برنامج (أصدقاء بريكس) الذي سيُعقد في مركز للمؤتمرات في “ساندتون”؛ بـ”جوهانسبرغ”.

وتُعقد قمة (بريكس) هذا العام؛ تحت عنوان: “بريكس وإفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسّارع والتنمية المسّتدامة والتعددية الشاملة”.

وتضم المجموعة حاليًا الاقتصادات الناشئة الكبرى، ويشّتق اسمها من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنكليزية، وهي: “البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا”.

وأعلنت “جنوب إفريقيا” أن أكثر من: 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، فيما قدّمت: 23 دولة طلبات رسّمية لذلك.

وتُمثّل (بريكس) الآن: 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي؛ و42 بالمئة من سكّان العالم، وأكثر من: 16 في المئة من التجارة العالمية، وتُعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية، بحسّب (فرانس برس).

دول عربية يتجهون نحو “بريكس”..

وأبدت دول عربية اهتمامًا بالانضمام إلى المجموعة؛ وقدّمت: “الجزائر ومصر والسعودية والإمارات”؛ إضافة إلى “البحرين والكويت والسلطة الفلسطينية”، طلبات رسّمية للانضمام إلى مجموعة (بريكس)، فيما نفت “المغرب” من جهتها تقديم طلب.

وقد أدى دعم “جنوب إفريقيا” الدبلوماسي؛ لجبهة (البوليساريو)، المدعومة من “الجزائر”، والتي تسّعى إلى إقامة دولة مستقلة في “الصحراء الغربية”، وهي منطقة يعتبرها “المغرب” ملكًا له، إلى توتر العلاقات بين البلدين.

اهتمام سعودي وإماراتي..

من المتوقع أن تُقرر قمة (بريكس) الحالية، معايير توسّع المجموعة، وإدخال أعضاء جدد، سيحضرون بصفتهم الجديدة في قمة 2024، المقرر عقدها في “روسيا”.

ومن المُرجّح أن توافق المجموعة على انضمام: “السعودية والإمارات والجزائر ومصر”، من بين الدول العربية التي قدّمت طلبات حتى الآن.

وفي حزيران/يونيو الماضي؛ قال وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، إن: “انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر إلى (بريكس)، سيُثري المجموعة بسبب ما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي”.

وحظيت “السعودية والإمارات” بدعم الرئيس البرازيلي؛ “لولا دا سيلفا”، الذي قال إنه: “من المهم للغاية”، لـ”السعودية”، الانضمام إلى مجموعة (بريكس)، إضافة إلى “الأرجنتين والإمارات”، إذا رغبتا بذلك.

وتُشير تقارير تداولتها وسائل إعلام؛ إلى أن انضمام “السعودية” إلى (بريكس) قد يرفع حجم اقتصاد المجموعة بأكثر من: 1.1 تريليون دولار.

رئاسة “جنوب إفريقيا”: “بوتين لن يحضر قمة بريكس”..

وكانت “السعودية” من بين عشر دول شاركت في محادثات (أصدقاء بريكس) السنة الماضية، إذ حضر وزير خارجية السعودية؛ “فيصل بن فرحان”، اجتماع “كيب تاون”، في حزيران/يونيو الماضي.

بدورها، شاركت “الإمارات” في اجتماع “كيب تاون”، عبر وزير الخارجية؛ “عبدالله بن زايد”.

وتحدثت تقارير عن الأهمية التي يكتسّبها انضمام: “السعودية والإمارات” إلى مجموعة (بريكس)، إذ أن البلدين منتجان رئيسان لـ”النفط”، وسوف يسّتفيدان من تحسّين العلاقات الاقتصادية مع “الصين والهند” – وهما مسّتهلكان رئيسان لـ”النفط”.

ورجّحت تحليلات أن فتور العلاقات “الأميركية-السعودية”؛ دفع “الرياض”، إلى الاقتراب أكثر من “الصين وروسيا”، من خلال طلب الانضمام إلى المجموعة السّاعية إلى كسّر القطبية الأحادية في العالم، وقبلها انضمامها لمنظمة (شنغهاي) بصفة: “شريك حوار”.

كذلك؛ يُعد انسّحاب “الإمارات” من قوة بحرية تقودها “الولايات المتحدة” في الخليج، في آيار/مايو الماضي، ومشاركتها بمناورات عسكرية مع القوات الجوية الصينية، انطلقت في 09 آب/أغسطس الجاري، دلالة مهمة على تراجع العلاقات بين الدولة الخليجية و”واشنطن”.

كذلك تُعدّ “الإمارات” من أوائل المسّاهمين، من خارج دول (بريكس)؛ في “بنك التنمية الجديد”، الذي يسّعى لمنافسة “صندوق النقد الدولي” و”البنك الدولي” في تمويل المشاريع التنموية.

كسر هيمنة الدولار..

ويُشارك الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، في قمة “جوهانسبرغ”، فيما يُمثل وزير المالية الجزائري؛ “لعزيز فايد”، رئيس الجزائر؛ “عبدالمجيد تبون”.

وجاء الإعلان عن توجه وزير في الحكومة الجزائرية إلى قمة (بريكس) مخالفًا لتوقعات كانت تُرجح مشاركة الرئيس الجزائري، باعتبار ذلك فرصة لتعّزيز طلب “الجزائر” الانضمام إلى المجموعة.

وإضافة إلى طلب الانضمام إلى المجموعة، كان “تبون” قد أعلن عن طلب بلاده الانضمام بصفة مسّاهم في بنك (بريكس) بقيمة: 1.5 مليار دولار.

وتسّعى الدولة الإفريقية الغنية بموارد “النفط والغاز” إلى تنويع اقتصادها وتعّزيز الشراكات مع “الصين” ودول أخرى.

من جهتها؛ تعوّل “مصر” على دعم “روسيا” طلب انضمامها إلى مجموعة (بريكس)، حسّبما قال “محمد العرابي”، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، لوكالة (تاس) الروسية.

وتسّعى “مصر”؛ عبر هذه الخطوة، إلى تخفيف الضغط على النقد الأجنبي في البلاد، نظرًا إلى تراجع قيمة عُملتها الوطنية مقابل الدولار الأميركي بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.

وتنامى الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال إنشاء مجموعة (بريكس) عُملتها الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يُقلّل من الطلب على الدولار الأميركي، وبالتالي سيضّعف موقف الدولار الأميركي كعُملة احتياطية عالمية.

ويُمثّل انضمام دول عربية إلى المجموعة محطة مهمة في تحوّل موازين القوى الاقتصادية العالمية. فـ”الجزائر ومصر والسعودية والإمارات”، مرشحة لتكون دولاً رائدة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة خلال العقود القليلة المقبلة، على غرار (الهيدروجين الأخضر) و(الأمونيا الخضراء)، والتي من المتوقع أن تُنافس “الوقود الأحفوري”.

ويكمن جزء من أهمية مجموعة (بريكس) في امتلاكها “النفط والقمح والمعادن” واسّعة الاستخدام مثل: “الحديد”، أو المعادن النادرة المسّتخدمة في الصناعات التكنولوجية، في حين تسّتمد “الولايات المتحدة” قوتها من قوة الدولار وامتلاكها احتياطيات ضخمة من الذهب، تُعادل نحو ضعف ما تمتلكه “روسيا والصين” مجتمعتين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة