20 أبريل، 2024 8:31 ص
Search
Close this search box.

على خلفية مظاهرات إيران .. مواقع التواصل الاجتماعي لاعب أساسي في تنسيق الثورات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي في عالم اليوم جزءاً مهماً من الثورات والحروب.. لأنها في الفترة الأخيرة كانت تعتبر غرف اجتماعات المتظاهرين ووسائل دعاية للمقاتلين غير الشرعيين ومنصة ترويج حملات دعائية لرؤساء دول كبرى.

ومع إندلاع الإحتجاجات في إيران وتقارير الحكومة الإيرانية بإغلاق منصات وسائل الإعلام الاجتماعية، أعادت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية نشر تقرير حول أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الثورات والإحتجاجات، خاصة على موقع (تويتر) للتدوين المصغر خلال أحداث إحتجاجات “فيرغسون” الأميركية عام 2014.

توفير المعلومات الجماعية..

تقول الصحيفة الأميركية أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على قرار الفرد في المشاركة بالإحتجاجات من عدمه. وعندما يفكر علماء السياسة في الإحتجاج، غالباً ما يستخدمون إطار العمل الجماعي، حيث أنها تكون حركة تقودها مجموعة لديها هدف تريد تحقيقه، ولكن المشاركة الفردية في هذا النشاط الجماعي مكلفة. ويشير هذا الإطار إلى أهمية توافر المعلومات: حول الإحتجاج، حول ماهية تكاليف المشاركة في الإحتجاج، حول الفوائد المحتملة للمشاركة، وكلها، بشكل حاسم، تقوم جزئياً على توقعات حول ماذا سيفعل الآخر الذي سيشارك بالتظاهرة.

وبالتالي، يمكن لوسائط التواصل الاجتماعي أن تلعب دوراً هاماً في تيسير الإحتجاج من خلال تسهيل حصول الأفراد على المعلومات. التي تشمل: معلومات عن مكان ووقت قيام المظاهرات، معلومات حول كيفية المشاركة الآمنة، (هل هناك عنف ؟.. حرائق ؟.. غاز مسيل للدموع ؟)، ومعلومات حول عدد الأشخاص الآخرين الذين يشاركون في التظاهرة.

وتوضح (واشنطن بوست)، أن وسائل التواصل الاجتماعي تدعم قرار المتظاهر من خلال المعلومات المقدمة حول الإحتجاجات، حيث تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على دوافع الناس للمشاركة في الإحتجاج من خلال عدة طرق، مثل إثارة مشاعر الهوية الجماعية، (على سبيل المثال، الإشارات العديدة عن وسم: “حياة السود تهم”، الذي أنتشر عبر تغريدات موقع تويتر خلال إحتجاجات فيرغسون)، وأيضاً إثارة مشاعر الظلم والغضب.

سلاح ذو حدين..

بطبيعة الحال، أنه كما تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل الناس أكثر قابلية للمشاركة في الإحتجاج، بالمعلومات والدوافع التي تَرِد من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، فإنها من جانب آخر قد تجعل الناس أقل عرضة للمشاركة في الإحتجاجات. على سبيل المثال، قد تؤدي المعلومات المتعلقة بالعنف في الإحتجاجات من جعل الأشخاص أقل رغبة في الإنضمام أو حتى عدم المشاركة على الإطلاق.

على جانب آخر، قد تستخدم الأطراف الخصوم المعلومات المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي لتثبيط الإحتجاجات. وقد تختار أيضاً تلك الأطراف نشر معلومات مضللة عن الإحتجاجات لتثبيط نسب المشاركة أو التشويش على المتظاهرين في تنسيق النشاط الإحتجاجي.

عوامل أخرى أكثر من توفير المعلومات..

وتطرح الصحيفة الأميركية سؤالاً مهماً حول ما إذا كان لدى وسائل التواصل الاجتماعي ما يسميه علماء الاجتماع “أثر سببي مستقل” – أي أن لتلك الوسائل تأثير منفصل على قرار المشاركة في الإحتجاج ؟ – أم أنها ببساطة توفر نفس النوع من المعلومات والدوافع التي يمكن للمرء أن يحصل عليها من مصادر إعلامية أخرى ؟.. إلا أن إحتجاجات “فيرغسون” في 2014، كشفت عن أن هناك أسباباً للتفكير في أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية له آثار تختلف عن مجرد تلقي المعلومات عبر أشكال أكثر تقليدية من وسائل الإعلام.

أولاً: عامل السرعة الذي توفره وسائل الإعلام الاجتماعية ببث معلومات فورية حول الأحداث الجارية، حيث أن شبكة الأخبار يمكن أن تغطي فقط تطوراً واحداً للأحداث خلال وقت ما؛ لكن وسائل الإعلام الاجتماعية، يمكن أن تغطي في وقت واحد كل منهم فوراً.

ثانياً: تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركين المحتملين بالإحتجاج التخطيط الفعال للأحداث، وهو أمر لا يحدث في نطاق وسائل الإعلام التقليدية.

ثالثاً: تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للناس بالبحث عن معلومات خاصة بإحتياجاتهم الشخصية، حيث تقول الصحيفة أن شبكة (سي. إن. إن) كانت تغطي الأحداث في “فيرغسون”؛ ولكن كان هناك أفراداً يريدون التأكد من وجود إحتجاجات في مدينة “نيويورك”، فمجرد البحث في صفحة (تويتر) عن هذا الأمر، كانت معرفة الإجابة متاحة وبمنتهى السهولة والسرعة.

رابعاً: وسائل الإعلام الاجتماعية تجلب المعلومات التي يتم فحصها مسبقاً من قبل شبكات من الناس إختارهم المستخدم بنفسه في قائمة أصدقائه أو متابعيه.

وأخيراً، تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للمتظاهرين فرصة تبادل المعلومات حول الإحتجاجات التي قد تختار وسائل الإعلام التقليدية عدم تغطيتها. وكان هذا هو الحال بشكل خاص في الأيام الأولى لإحتجاجات “غيزي بارك” التركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب