على خطى ترامب .. “غونسون” يتجنب الصحافة وحكومته تسييء معاملتهم !

على خطى ترامب .. “غونسون” يتجنب الصحافة وحكومته تسييء معاملتهم !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يبدو أن روح السياسة الأميركية في ظل الرئيس، “دونالد ترامب”، قد انتقلت إلى “بريطانيا”، مجسدة في شخص رئيس الوزراء، “بوريس غونسون”، ولم تصل هذه الروح إلى “غونسون” فقط، لكن يمكن تشبيه شخصيات بارزة في الحكومة البريطانية بمسؤولين في إدارة “ترامب” مثل؛ “دومينيك كامنغز” بـ”ستيف بانون”، وكذلك الصحافي، “لي كاين”، الذي يشغل منصب مدير الاتصالات في “داونينغ ستريت”، الذي قسم الصحافيين إلى قسمين؛ الأول يضم أولائك الذين يبلون بلاءً حسنًا، والثاني ينضم إليه من يسيؤون التصرف، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، على الأقل، لم يصل “غونسون”، الصحافي قبل أن يكون سياسيًا، إلى حد وصف وسائل الإعلام بأنها: “أعداء الشعب”، كما فعل الرئيس الأميركي، لكنه قام بتصرفات تدعو للقلق؛ بداية من منع مراسل صحيفة (الديلي ميرور-Daily Mirror)، المحسوبة على (حزب العمال)، من السفر رفقة باقي الصحافيين على متن الحافلة المخصصة لحملة (حزب المحافظين) الانتخابية، وإختباءه من كاميرات قناة (آي. تي. في) داخل ثلاجة، وأخيرًا وصفه لشبكة (بي. بي. سي) بأنها: “هيئة ضرب بريكسيت”.

استيراد طريقة “ترامب” !

ذكرت (الموندو) أن هناك مسؤولين بارزين في حكومة “غونسون” ذهبوا إلى أبعد من إعداد “قائمة سوداء” للصحافيين؛ ودون إنذار مُسبق، تم فصل مراسلي 6 هيئات إعلامية وصحافية هي؛ (ديلي ميريور، ذي إندبندنت، إفينينغ ستاندرد، هافبوست يو كيه، بوليتيكس هوم، إل دياريو آي)؛ عن باقي المراسلين قبل مؤتمر صحافي لكبير مستشاري الشؤون الأوروبية بالحكومة البريطانية، “ديفيد فروست”، إذ أوصلهم مدير الاتصالات إلى الباب مباشرة وقال لهم: “نرحب بأسئلة من نحب وفي الوقت الذي نريده”.

لكن “كاين” لم يتوقع رد الفعل الثوري من جانب بعض المراسلين، الذين إنضم إليهم ممثلون من صحف أخرى مثل: (الديلي تليغراف) و(الديلي ميل) و(ذا صن)، ما أدى إلى إلغاء المؤتمر.

وتسبب هذا التصرف في موجة كبيرة من الغضب، وقالت النائب العمالية، “تراسي برابين”، بأنه من المُقلق للغاية أن يلجأ “بوريس غونسون” إلى تكتيكات يُصَدرها “ترامب” إلى “بريطانيا” من أجل الإختباء من الصحافة، وأضافت أن: “حرية الصحافة أحد أركان الديموقراطية؛ وداوننغ ستريت لا يمكنه اختيار وسائل الإعلام التي يسمح لها بالحضور”.

وصرح المسؤول بـ (الحزب القومي الإسكتلندي)، “جن نيكلسون”، بأن: “بوريس غونسون استعار طريقة ترامب في التعامل مع الصحافيين”، مشيرًا إلى أنه” “منذ وقت طويل يختبأ من الصحافيين الذين قد يراهم أقوياء”.

“غونسون” يتخطى الصحافة..

تتابع الصحيفة الإسبانية أنه عقب فوزه في الانتخابات، انتقد “غونسون” طريقة تمويل “هيئة الإذاعة البريطانية”، (بي. بي. سي)، المعتمدة على أموال الضرائب، بينما اعتبرت استقالة المدير العام للهيئة، “توني هول”، أول إشارة على هجوم رئيس الوزراء على التليفزيون الحكومي، وفي سياق متصل يأتي رفض “غونسون” الحضور إلى برنامج (صباح الخير أميركا)؛ الذي يقدمه، “بيرس مورغان”، وكذلك رفضه للظهور أمام كاميرات القناة (الرابعة) ضمن الإستراتيجية نفسها، كما أن قرار تسجيل خطاب (بريكسيت) مع فريق من “داونينغ ستريت”، بدلًا من الاتفاق مع إحدى الشبكات التليفزيونية الكبرى، أشار إلى محاولة السيطرة الكاملة على صورة رئيس الوزراء أمام الشعب، كما قام “غونسون” بضم متخصصين في الإنتاج والتصوير وإدارة منصات التواصل الاجتماعي إلى فريقه الصحافي.

ومنذ فوزه، في 12 كانون أول/ديسمبر الماضي، يتفادى “غونسون”، بشكل منظم، التواصل مع وسائل الإعلام، وخلال تلك الفترة أجرى مؤتمرين صحافيين فقط، وفي محاولة جديدة لتخطي وسائل الإعلام وفي نفس الوقت إظهار قدرته على التواصل مع الناس وقربه منهم، أطلق برنامج (Peoples PMQs)، ويقوم أسبوعيًا باختيار مجموعة من أسئلة المواطنين والإجابة عليها.

شبكة للتجسس على المسؤولين !

يُشير محللون، بحسب (الموندو)؛ إلى أن مستشار رئيس الوزراء، ومهندس حملة الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، “دومينيك كامينغز”، له يد في إتخاذ الحكومة الحالية نهج التمييز والتفريق بين وسائل الإعلام، وكان “كامينغز”؛ قد صرح عام 2004، بأن التليفزيون الرسمي تحول إلى “العدو القاتل” للمحافظين.

وكشفت (الغارديان) أنه أصدر أوامر للوزراء والمسؤولين بعدم عمل لقاءات غداء عمل مع صحافيين، وأن “دومينيك” زرع شبكة من الجواسيس لضبط من يختلط بوسائل الإعلام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة