خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
باستثناء عدد محدود من عسكريين سابقين وباحثين أكاديميين، لم تتخذ السلطات الرسمية الإسرائيلية أي رد فعل رسمي إزاء الأحداث الأخيرة على المشهد العالمي؛ والمتعلقة بالتطورات الأفغانية الخطيرة وغير المتوقعة.
ووفق الموقع الإلكتروني (بریکینگ دیفنس)؛ يتابع المسؤولون في “إسرائيل” التطورات الأفغانية بقلق، ولا يستبعدون تهيئة الأجواء لاسئتناف نشاط تنظيم (القاعدة) وغيرها من التنظيمات الأخرى المعادية لـ”الولايات المتحدة” و”إسرائيل”؛ مع توقعات بتعرض أهداف الجانبين للضربات القوية.
ووصف الموقع، على لسان مسؤول عسكري رفيع المستوى، أحداث الأحد الأفغانية: بـ”اليوم الأسود” على كل دول المنطقة، ناهيك عن تأثيرها على الوعود والتهديدات الأميركية.
وقال مصدر عسكري آخر: “انسحاب الولايات المتحدة وإلقاء أفغانستان في أحضان التنظيم الإرهابي، هو مؤشر سيء للعديد من دول المنطقة، وسيترتب عليه تداعيات رئيسة”.
ونقل الموقع، على لسان عسكريين آخرين؛ قولهم: “قد تتحول أفغانستان إلى معبر للعناصر الإرهابية ومهاجمة مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها”. ولم يستبعد هؤلاء؛ استغلال تنظيم (القاعدة)، للأجواء الأفغانية، في تجنيد عناصر جديدة للاستفادة منها في العمليات المقبلة.
وتوقعوا أن تعيش “الأردن” و”العراق” نفس المصير الأفغاني؛ حال نجحت العناصر الجهادية في تنفيذ مخططاتها بدقة. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
قلق متصاعد..
وفي نفس يوم هروب الرئيس، “أشرف غني”، من “أفغانستان”، غرّد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، “موشه يعلون”؛ البعيد عن المشهد السياسي منذ فترة؛ قائلًا: “رغم المسافة البعيدة بين أفغانستان وإسرائيل، لكن الانسحاب الأميركي من هذا البلد؛ وصعود حركة (طالبان) إلى السلطة؛ سوف يؤثر على المواقف الأميركي في المنطقة وقد يُهدد الأمن الإسرائيلي”.
وأضاف: “للأفضل للمصالح الإسرائيلية أن يواجه الآخرون مخاطر الأحداث الجارية في أفغانستان، لكن على إسرائيل أيضًا الاستعداد للمواجهة المحتملة ضد تبعات وتهديدات هذا التحول”.
ووصف رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، “عاموس يادلين”، ومدير أحد مراكز الدراسات الإسرائيلية المهمة، الأحداث الأفغانية؛ بصب النفط على الشعلة المتقدة في المنطقة، وقال: “تنطوي على تبعات سلبية بالنسبة لذلكم الجزء من المنطقة”.
على حلفاء أميركا الاتجاه للشرق..
بدوره؛ تطرق الجنرال “ذخيره يادلين”، لتأثير الأحداث الأفغانية على: “مصر والسعودية والبحرين”، وقال: “كل حكومة تعتبر نفسها حليف للولايات المتحدة، سوف تقتنع بعد هذه الأحداث بضرورة عدم الاعتماد على الولايات المتحدة عند مواجهة أزمة عسكرية”.
ووفق تقييم الجنرال “يادلين”؛ فالدول التي تعتبر حليفًا تقليديًا لـ”الولايات المتحدة” في المنطقة، سوف تعمل على تطوير علاقاتها مع: “روسيا” و”الصين”؛ نتيجة الأزمة الراهنة في “أفغانستان”.
واستبعد متفائلًا تجاه مصالح “إسرائيل”، أن تُفضي أجواء سقوط “أفغانستان” بأيدي (طالبان) إلى بلورة أجواء الشراكة مع حلفاء المنطقة. ولم يسمي الحلفاء، لكن الشواهد تُثبت أنه يُشير إلى دول: كـ”السعودية ومصر والبحرين والأردن”.
بدوره؛ ينظر “مردخاي كيدار”، المحلل الاستخباراتي والعسكري بمركز أبحاث (بيغين-السادات) في “القدس”، إلى الأحداث الأفغانية من منظور الإجراءات الإيرانية المحتملة، وقال: “رغم عدم التحالف بين إيران و(طالبان)، لكن تود قواسم مشتركة بين بعض الفصائل الإسلامية، وتبعات التعاون المحتمل بينهم “سيئة جدًا”.
تحديات جديدة أمام أميركا وإسرائيل..
وقال اللواء احتياط، “يوسي كوبرفاسر”، الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي: “إن (الضعف) الأميركي؛ وعدم رغبة واشنطن دفع تكلفة باهظة في المواجهة ضد جماعات الإسلام السياسي يفرض تحديات جديدة بالنسبة لأميركا وإسرائيل”.
ونوه “نوعام عامير”، في مقالة بصحيفة (مكور ريشون)؛ إلى ضرورة أن تعتمد “إسرائيل” على نفسها في تنفيذ إستراتيجياتها، وقال: “أحد تبعات الأحداث الأفغانية؛ أنه سيتم ترسيم إيران ككيان معتدل، ولكن من جهة أخرى، ستبدو إسرائيل من منظور بعض حكومات المنطقة: “متكأ أكثر ثباتًا من الولايات المتحدة”.
وتأتي سلسلة الأحداث الأفغانية؛ بداية من هروب “أشرف غني” وتسليم قصر الرئاسة الأفغانية إلى (طالبان)، بعد أيام على زيارة، “ويليام بيرنز”، رئيس الوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية، الرسمية إلى “إسرائيل”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية؛ إن لقاء “بيرنز” ورئيس الوزراء، “نفتالي بينيت”، وعدد من المسؤولين، تناولت الملف النووي الإيراني والتطورات الإقليمية، بعد فوز “إبراهيم رئيسي” بالسلطة.
