على حساب جثث الليبيين.. تصاعد التلاسن “الفرنسي-التركي” يفضح أطماعهما في النفط الليبي !

على حساب جثث الليبيين.. تصاعد التلاسن “الفرنسي-التركي” يفضح أطماعهما في النفط الليبي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

اندلعت حرب كلامية جديدة بين “فرنسا” و”تركيا”؛ على حساب “ليبيا”، فقد اتهمت “تركيا”، “فرنسا”، بتأزيم الوضع في “ليبيا”، من خلال دعمها للجيش الوطني بقيادة، المشير “خليفة حفتر”، واعتبر المتحدث باسم “الخارجية التركية”، أن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، يحاول “خلق مزاعم” بعيدة عن الحقيقة ضد “تركيا”.

ثم راح المسؤول التركي يوغل كالعادة بعيدًا في التاريخ، وأعاد التذكير بما وصفه: “بالماضي المظلم” لفرنسا، وأشار إلى تاريخها الاستعماري في “إفريقيا” بشكل عام، و”الجزائر” خاصة.

واتهمت “الخارجية التركية”، الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، بمحاولة قلب الحقائق مرة أخرى عبر توجيه اتهامات لـ”أنقرة” ليس لها أساس من الصحة.

جاء ذلك في بيان أصدره، “حامي أقصوي”، المتحدث باسم الخارجية التركية، رد فيه على تصريحات “ماكرون” ضد “تركيا” قبل ساعات.

ووجه “ماكرون” انتقادات حادة، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء اليونان، “كيرياكوس ميتسوتاكيس”، في “باريس”، الأربعاء، لمذكرة التفاهم بين “تركيا” و”ليبيا” حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

فرنسا مسؤولة بشكل رئيس عما تعيشه ليبيا..

لكن “أقصوي” قال في رده؛ إن “ماكرون” حاول “مجددًا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، قلب الحقائق، عبر إطلاق مزاعم بعيدة عن الحقيقة ضد بلدنا”.

وأضاف أن: “استمرار هجمات حفتر ضد حكومة الوفاق – المعترف بها دوليًا – بدعم عسكري من عدة دول، بينها فرنسا هو أكبر تهديد لوحدة أراضي ليبيا وسيادتها”.

وقال “أقصوي”: “إذا كانت فرنسا تريد المساهمة في تنفيذ قرارات مؤتمر برلين؛ فعليها أولاً إنهاء دعمها لحفتر”.

وأضاف في البيان أن: “فرنسا لمسؤولة بشكل رئيس عن المشاكل التي تعيشها ليبيا، منذ بدء الأزمة في 2011”.

وتابع: “لم يُعد سرًا أن فرنسا تقدم دعمًا غير مشروط لحفتر؛ بحيث تكون صاحبة الكلمة في موارد ليبيا الطبيعية”.

وذكر البيان: “بالماضي المظلم لفرنسا في إفريقيا، والمذابح التي وقعت في الجزائر ولاتزال في الأذهان”.

وطالب “أقصوي”، في بيانه؛ فرنسا “بلعب دور إيجابي لتوفير الأمن والاستقرار في ليبيا بدلًا من إلقاء اللوم على تركيا”.

اتهامات بالإخلال بتعهدات “برلين”..

الرد التركي جاء بسبب توجيه “ماكرون” اتهامات لـ”تركيا”؛ بينها الإخلال بتعهدات “اتفاق برلين”، مشيرًا إلى أن باريس “رصدت سفنًا تركية تنقل مرتزقة سوريين إلى ليبيا مؤخرًا”.

واعتبر “ماكرون” أن: “إخلال تركيا بوعودها يُعد إنتهاكًا للسيادة الليبية وأمن أوروبا ودول ساحل البحر الأبيض المتوسط”.

كما اتهم “ماكرون”، نظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”؛ “بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها بشأن إنهاء التدخل في الأزمة الليبية، وذلك بعد وصول سفن تركية إلى ليبيا”.

وقال “ماكرون”: “أود أن أعبر عن قلقي فيما يتعلق بسلوك تركيا في الوقت الحالي، والذي يتناقض تمامًا مع ما إلتزم به الرئيس إردوغان في مؤتمر برلين”.

وأضاف: “شاهدنا في الأيام الأخيرة سفنًا تركية تقلّ مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضي الليبية، هذا إنتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين”.

مضيفًا أنه: “يُدين بشدة الاتفاق الأخير المبرم”؛ بين “حكومة الوفاق الوطني” الليبية و”تركيا”، حول إرسال قوات تركية إلى “ليبيا”.

ويخوض اللواء السابق في جيش القذافي، “خليفة حفتر”، صراعًا ضد “حكومة الوفاق الوطني” في العاصمة، “طرابلس”، برئاسة “فايز السراج”، والمُعترف بها دوليًا.

وتدعم “تركيا”، “حكومة الوفاق الوطني”، في حين أن “فرنسا” تربطها علاقات جيدة بـ”حفتر”.

تركيا تنقل أسلحة جديدة لطرابلس..

وتزامن حديث الرئيس الفرنسي عن عدم الإلتزام التركي بوقف إطلاق النار، مع تقارير إعلامية، عن وصول سفن ومسلحين إلى “طرابلس”، وأشارت التقارير إلى رسو بارجتين حربيتين تركيتين في “ميناء طرابلس”.

وأعادت “فرنسا” التأكيد على ما ذكرته عن تهريب “أنقرة” لأسلحة ومرتزقة إلى “ليبيا”، وكشفت عن أدلة جديدة.

وكانت حاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول) قد رصدت، قبل يومين، فرقاطة تركية، تتولى حراسة سفينة نقلت آليات مدرعة ورست في “ميناء طرابلس”، حيث تم تفريغ حمولتها.

سيؤثر على الدول المجاورة..

ودعت مندوبة “فرنسا” في “مجلس الأمن”، إلى وقف التدخلات التركية في “ليبيا”، وقالت: “أخص بالذكر، تركيا، التي أشار إليها الرئيس الفرنسي، قلقون بشأن تصاعد وتيرة حضور المرتزقة الأجانب، وهو أمر يخالف مخرجات مؤتمر برلين؛ التطورات الأخيرة في ليبيا ستؤثر على الدول المجاورة كدول الساحل وشمال إفريقيا وأوروبا”.

فرنسا ترسل سفن حربية لشرق البحر المتوسط..

في السياق ذاته؛ رحب رئيس الوزراء اليوناني، “كيبرياكوس ميتسوتاكيس”، بقرار “فرنسا” إرسال سفن حربية إلى شرق البحر المتوسط مع تصاعد المواجهة مع “تركيا” بشأن احتياطي الطاقة الإقليمي.

وقالت صحيفة (الغارديان) البريطانية أنه مع تزايد التوتر بين “آثينا” و”أنقرة”؛ وتسببه في حالة من القلق الدولي، وصف رئيس الوزراء اليوناني، السفن، بأنها ضامنة للسلام.

وقال “ميتسوتاكيس”، بعد أن أجرى محادثات في “باريس” مع الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”؛ إن السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات في “شرق البحر المتوسط” هو من خلال العدالة الدولية، مضيفًا أن “اليونان” و”فرنسا” تنتهجان إطارًا جديدًا للدفاع الإستراتيجي.

يسعى لحشد الدعم الأوروبي ضد تركيا..

وكان رئيس الوزراء اليوناني، في العاصمة الفرنسية، في زيارة تهدف إلى حشد الدعم من “الاتحاد الأوروبي”، في الوقت الذي تغلبت فيه العلاقات العدائية مع “تركيا” على جميع القضايا الأخرى؛ على جدول أعمال حكومته التي تولت قبل نحو سبعة أشهر.

وكان “ماكرون” قد تعهد بأن تعزز “فرنسا” صلاتها الإستراتيجية مع “اليونان”، واتهم “تركيا” ليس فقط بدعم التوترات الإقليمية، ولكن بالفشل في إلتزام المسار الذي وعدت به في “ليبيا”، التي تمزقها الحرب.

دفعة دبلوماسية..

وقالت (الغارديان) إن التحالف “اليوناني-الفرنسي” يُعزز ما يسميه المسؤولون في “آثينا” بالدفعة الدبلوماسية لمواجهة العداء التركي في “البحر المتوسط”.

وكان وزير الدفاع اليوناني، “نيكوس باناغيوتوبولوس”، قد حذر مؤخرًا من أن القوات المسلحة تدرس كل السيناريوهات حتى التدخل العسكري في وجه العدوان القادم من “أنقرة”.

تلاسن مسبق بسبب عملية “نبع السلام”..

الصراع بين “إردوغان” و”ماكرون” ليس بالجديد، فمنذ فترة وجه “إردوغان” عبارات قاسية وخارجة عن العرف الدبلوماسي إلى “ماكرون”.

ووصفه بالمبتدأ، وأنه في حالة موت دماغي، وذلك ردًا على انتقاد “ماكرون” لعملية “نبع السلام” في “سوريا”.

التلاسن الحاد بين “إردوغان” و”ماكرون”؛ بين فترة وأخرى، يبدو إنعكاسًا لعلاقة ليست على ما يرام بين “فرنسا” و”تركيا”: تتهم “فرنسا”، “تركيا”، بإرتكاب جرائم إبادة جماعية ضد “الأرمن”، فترد “أنقرة” بتذكير “باريس” بتاريخها الاستعماري.

كما أن مواقف “فرنسا” الرافضة للحاق “تركيا” بركب “الاتحاد الأوروبي”، تظل غُصة دائمة في حلق المسؤولين في “أنقرة”.

لطالما لاحت هذه الخلافات التاريخية الطويلة في كل واقعة تُعارض مصالح بين الدولتين، أما هذه المرة فالخلافات تلقي بظلالها على الساحة الليبية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة