8 أبريل، 2024 5:38 ص
Search
Close this search box.

على ابواب نهاية العام الدراسي : طرق جديدة للغش يتبعها طلاب الجامعات في الإمتحانات

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – واثق عباس :

قرارات صارمة من عمادة الكليات لكل من تثبت ادانته وتلبس بها

تعددت طرق الغش في حياتنا، حيث يستخدم الغش في الكثير من الامور في العمل وفي التعامل مع الاخرين وفي الدراسة، وفي هذه الايام المباركة، اصبح بعض الافراد متمرس جداً بالغش وخبير والبعض الاخرأدمن على هذه الاعمال واصبح امراً عادياً، والغش في حقيقته هو عملية خداع الاخرين ومخالفة للقانون من اجل تحقيق هدف معين، ولو ان الغش امر صحيح وايجابي لما قام صاحبه بالخفية متوارياً عن انظار الناس، ولكن الغش الاكثر انتشاراً هذه الايام هو الغش في الامتحانات، وتفنن ممارس الغش في هذه الايام، فيتخذ الطريق الاسهل بعيدا عن العلم والتعلم والمذاكرة والاجتهاد.

الغش في الامتحانات يعتبر أحد أبشع الصفات التي قد يتّصف بها الإنسان خلال حياته في مختلف معاملاته وخاصة في الدراسة أو المعاملة وغيرها، ولعلّ الغش في الامتحانات أحد أشهر الظواهر العالميّة في المعاهد، والكليّات، والجامعات المنتشرة عبر العالم، وتعني عدم تحصيل الدرجات أو التفوّق في الدراسة بغير المجهود الشخصي الذاتيّ بعد الدراسة لساعاتٍ للامتحانات المختلفة. ولاهمية هذا الموضوع وخاصة في هذه الايام كانت لنا هذه الجولة في اروقة الجامعات لمناقشة اسباب وانواع الغش ومعالجتها.

طرق الغش الجديدة

الدكتور ايثار العبيدي معاون عميد كلية الاعلام يقول: طرق الغش في الامتحانات تتجدد مع كل امتحان فتظهر لنا وسائل وأدوات جديدة للغش يبتكرها الطلبه، فظهرت لنا الطرق القديمة مثل البرشومة وهي قصاصة الورق الملخصة للمادة الامتحانية، كما ظهرت المسطرة والان ظهرت سماعات الهواتف الخلوية بانواعها، واللقطات الواير واللاسلكية واللحمية والعادية، كما ابتكر الطلبة وسائل أخرى أكثر تكنولوجية ومن هذه الطرائق طباعة المادة الامتحانية بخط صغير وتلصق بلاصق شفاف ومن ثم يقوم بغسلها ويتركها لتنشف ويضعها داخل قلم، كما هناك طريقة اخرى وهي قلم يمكن ان يكتب به ولاتظهر الكتابة الا بتوجية ليزر عليه.

واضاف العبيدي : لقد مرت بعض الحالات علينا خلال الامتحانات هذا العام مثل البرشامة وهي طريقة قديمة وتقليدية والمناديل المكتوب عليها، مع حجم صغير من الخط والكتابة ولقد كشفنا اكثر من حالة منها القديمة التقليدية ومنها الجديدة من لقطات واير لاس بانواعها.

وهي الطريقة الأكثر انتشارا الان وتتميز سماعات البلوتوث بصغر حجمها، ولقد حاولوا بعض من سولت له نفسه الاستفادة من هذه الطريقة، وابتكر البعض منهم طريقة زرع هذه السماعات وتشغيلها، وذلك بمجرد أن يستغل الطالب عدم الانتباه يضع يده على أذنيه يكون حل السؤال قد وصل اليه.
المعالجة تكون بالادب التربوي

الدكتور مثنى نعيم معاون عميد كلية الاداب يقول: ظاهرة الغش للاسف ظاهرة منتشرة كثيرا فى مجتمعنا وبخاصة غش الطلاب وهنا نناقش ظاهرة غش الطلبة والطالبات بوصفها شكلاً من أشكال الخيانة تتعارض مع قيمة الأمانة، والتي هي من الفضائل الإنسانية التي تسعى القيم التربوية إلى تحقيقها لدى الطلبة، ورغم خطورة هذه الظاهرة، إلا أنها لم تحظ بمعالجة كافية في الأدب التربوي في جامعتنا، ولا شك أن التهاون في مكافحة الغش من شأنه انهيار التعليم والذي يلوح بالافق بانهيار مفاهيم الاخلاق والتعليم. يمارس الطلاب الغش في الاختبارات بطرائق مختلفة، وتطورت تقنيات الغش تطوراً كبيراً.

يقوم بعض الطلابه بطبع المواد الدراسية بالطابعة بحجم صغير جداً وفي حدود الصفحة، يمكن للطالب حملها بسهولة قبل الدخول إلى قاعة الامتحانات. وقد تم ضبط حالات غش يستخدم فيها الطلاب أجهزة لاسلكية، وحالات أخرى لطالبات كنَّ يخفين أجهزة ولها سماعات يضعنها في آذانهن، دون أن يسمعهن أحد، وهكذا يتفنن الطلاب في أساليب الغش. وفي اعتقادي هناك غش غير مباشر وهو قيام استاذ المادة بتوجيه الطلاب إلى التركيز على بعض المواد تحديدا من المادة الدراسي على أساس أن أسئلة الامتحانات ستدور حولها، أو قيامه بتقديم عدد من الأسئلة في المادة التي يقوم بتدريسها للطلاب، وإخبارهم أن الاسئلة ستكون منها. كما ان من اهم العوامل المسببة للغش التي تدفع الطلبة إلى القيام بمثل هذا الاعمال هي عدم الاستعداد الكافي للاختبار، مع صعوبة الاسئلة بعض الشيء، والحرص لبعض الطلاب للحصول على درجة النجاح وقد يكون السبب هو عدم استيعاب المادة المقررة، وقد يشجع تهاون الاستاذ المراقب ذلك، ويمكن أن نضيف إلى الأسباب الواردة أسباباً أخرى، بعضها يتعلق بطريقة الاستاذ في التعليم نفسه، بينما يتعلق البعض الآخر بالمجتمع الذي ينتمي إليه الطالب.

العوامل من رآي علم النفس

تحدثت الدكتورة نهى الدرويش استاذ في علم النفس الاجتماعي في ابن رشد عن العوامل التي تكون سبب في توجه الطلاب الى حالات الغش قائلة : تتلخص العوامل بالتركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات والاختبارات الشفهية والواجبت كما ان ضعف المستوى الدراسي للطالب لأسباب عدة منها سوء أداء الاستاذ، أو مشاكل الطلاب في المجتمع، أو مزاولة بعض الطلاب للعمل، او حتى مبالغة بعض الكليات في تقدير مستوى الطالب، مثل رفع الحد الأدنى لعلامة النجاح.

وقد يكون سبب الغش ذلك عدم مراجعة المواد الدراسية والتهيؤ للاختبارات، لما يعانيه الطالب من إرهاق بدني وذهني وتوتر نفسي، وهذا يؤدي الى غياب التعامل بالتساوي من جانب التدريسي فبعض الاساتذة لا يتحلون بأخلاقيات مهنة التدريس كأن يقوم الاستاذ بتمييز الطلاب عن بعضهم البعض، أو قد يتعمد حجب بعض المعلومات عن الطلبة كوسيلة تضطرهم الى البحث عن طريق للنجاح. ناهيك عن استغلال النفوذ، وأخذ الرشوة، واختلاس المال، وتزوير النتائج بأشكال مختلفة.

واهمية تفعيل دور الارشاد التربوي الطلابي الاجتماعي في تهيئة الطلاب نفسياً للامتحان وكيفية التعامل الصحيح مع ورقة الأسئلة، من اجل إزالة الحاجز النفسي لديهم من امتحانات نهاية العام الدراسي.

واضافت درويش مؤكدة ان الإعلام يساعد على الغش احياناُ، فلا شك أن كثيراً من أجهزة الإعلام تقوم بهذه المهمة فيما تنشره أو تبثه من مواد حديثة ومتطورة تساعد في الغش.

لذلك أن ممارسة الطلاب للغش في الامتحانات تُعد مظهراً من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية، وسبباً لتكاسل الطلاب وعزوفهم عن مراجعة المواد الدراسية، كما أن الغش يؤدي إلى قتل روح المنافسة بين الطلاب، ويؤدي إلى إعطاء عائد غير حقيقي وصورة مزيفة لناتج العملية التعليمية تنتهي إلى تخريج أفراد ناقصي الكفاءة وأقل انضباطاً في أعمالهم، وتزداد خطورة الغش عندما تتورط فيه الكلية، وهو ما يهدد قيم المجتمع، فمؤسسة القيم أصبحت تدمر القيم بممارستها غير المسؤولة، إن مضارَّ الغش تمتد إلى ما بعد الدراسة، فالموظف أو المهني الذي اعتاد الغش أثناء تعليمه، قد يستحلُّ المال العام، ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية، وقد يستحل الرشوة وعليه فإن مكافحة الغش تكفل رفع مستوى الكفاءة وتحسين أداء الأفراد بعد تخرجهم في مجالات الحياة العملية.

معالجات للمظاهر السيئة

وذكر الدكتور قتيبة احمد معاون عميد كلية التربية عن الاجراءات الوقائية والعلاجية لمعالجة هذه الظاهرة قائلا : يجب على الجميع توضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الإسلام ومع القيم والغايات التربوية، من خلال الاعلان، اومن خلال المساجد، وأن يتم ذلك في إطار تربية قويمة ترسخ لدى الطلاب قيم وأخلاقيات الاسلام السامية، وكذلك العمل على الفصل بين الامتحانات بفاصل زمني بين المواد كان يكون بين يوم ويوم، فهذا أدعى لتمكين الطالب من التركيز والاستعداد للامتحانات ورفع مستوى جاهزية الطلبة للاداء، والتنويع في أسلوب توصيل المقررات التعليمية للطالب أدعى إلى تحقيق الاستيعاب من الاقتصار على القراءة، لأن الطالب أحياناً يسأم من مطالعة المنهج.

وقد نضيف نقطة اخيرة وهي مهمة والعمل بها واجب وهي تشديد العقوبة على من يمارس الغش من الطلاب أو من يسمح بالغش من الاساتذة، وهنا لا يكفي إلغاء رسوب بمادة واحدة، بل لا بد من عقاب رادع.

وصية طالب

واردف بالقول الطالب اوس فاضل قائلاً: اوصي زملائي الطلابة هناك خياران لا ثالث لهم فأما تتأخذ طريق الغش او ان تجتهد وتكون مخلصاً لنفسك ولدراستك وان تكون مجتهداً تسعى من اجل الحصول على ما تريد من الدرجات، والخيار الاخر هو ان تحصل على درجات بدون تعب اي غش، في مرحلة الدراسة الاولية في الكلية وبعدها ستقع في مطب انك لا تمتلك المقدرة على التعلم لانك تعودت على الغش وتكون ضعيف علمياً ولا يمكنك الاستمرار في حياتك التعليمية والوصول للهدف، وتندم على ما قد قمت به في السابق ومن ضياع السنين، كما انه يمكن ان تتعرض للكشف عما تقوم به من اعمال للغش وهذا سيكون غير مناسب لك ولا لعائلتك خصوصاً انه ستعرف بأنك غشاش امام الجميع، وتتعرض للفصل ايضاً فأنت تتاجر هكذا بمستقبلك مقابل درجات قليلة لاقيمة لها، واتمنى لجميع زملائي اختيار الامر والطريق المناسب في كيفية الحصول على النجاح.

كلمة وزارة التعليم العالي في الغش

قال الدكتور مصطفى حامد مدير العلاقات العامة في وزارة التعلبم العالي: للغش العديد من الطرق وتقف العديد من المسبّبات خلف أسباب الغش في الامتحان منها عدم ثقة الطالب بقدراته العقليّة والذهنية، عدم الدراسة وتضييع الوقت في أمورٍ بعيدة عن جوء العلم والتعلم، كما ان هناك عدم الرغبة في الدراسة والشعور بالضيق والانزعاج منها وضعف التحصيل للطالب مع عدم تحمل المسؤوليّة، اضافة الشعور بالملل، وعدم وجود الأهداف المستقبلية والطموحات ووجود مشكلةٍ فيما يتعلّق بأستاذ المادة أو المادة نفسها، والشعور بالتوتر والقلق من الامتحانات.

واكد حامد : بان هناك وجود الجو المناسب للغش، يعكس نتائج الغش في الامتحانات الإضرار بالمجتمع الذي يعيش فيه الطالب، حيث إنّه عندما يغش في الامتحانات المصيرية والنهائية لمهنةٍ معينةٍ فإنه بذلك لا يستحق المهنة إن نجح في الامتحان، وبالتالي فإنّه يغش أفراد المجتمع ويؤذيهم، نتيجة اعتياد الخمول والكسل والركون إلى الراحة وبالتالي إيجاد أشخاصٍ سلبيين من شأنهم إحباط المجتمع وجره إلى الحضيض وأن يكونوا عبأً على أسرهم وعلى أنفسهم حتى. اما حلول الغش تكمن في عقد الاجتماعات مع الطلابه قبيل الامتحانات وتوعيتهم بخطورة الغش والآثار السلبية البعيدة المدى على حياة الطالب ومستقبله، مع تفعيل دور الاساتذة والتربويين ومحاولة الجلوس مع الطلبة على انفرادٍ وفي مجموعات لفهم مشاكلهم للتوصل لحلول عملية، مع ضرورة توضيح خطورة الغش على الصعيدين الديني والأخلاقي، ومحاسبة التدريسين الذين يتساهلون مع الغش، ويسمحون به في امتحاناتهم، مع ضرورة عقوبة الطلبة الذين يغشون في الامتحانات، واصدارقرارات صارمة من عمادة الكليات لكل من تثبت ادانته وتلبس بها، حتى يكون عبرة لباقي الطلابة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب