وكالات – كتابات :
اعتبر موقع (المونيتور) الأميركي أن عملية (المخلب-القفل)؛ التي تُشّنها “تركيا” في شمال “العراق وسوريا”، تُمثل مرحلة جديدة في إستراتيجية “أنقرة” لمواجهة حزب (العمال الكُردستاني) و”وحدات حماية الشعب”.
وبينما لفت التقرير الأميركي؛ إلى أن الحملة العسكرية التركية وصّفت بأنها انتقام تركي بعد التفجير الذي وقع في “شارع الاستقلال”؛ في “إسطنبول”، يوم 13 تشرين ثان/نوفمبر 2022، والذي أدى إلى مقتل: 06 أشخاص وجرح العشرات، رأى أن العملية العسكرية التركية، أكثر من مجرد رد فعل؛ حيث يُشير توقيتها ونطاقها وأهدافها ومنهجيتها، إلى وجود: “تحول نموذجي في إستراتيجية تركيا لمواجهة حزب (العمال الكُردستاني) وفرعه السوري المتمثل بوحدات حماية الشعب”.
إستراتيجية جديدة..
وفي حين أشار التقرير إلى أن “وزارة الدفاع” التركية تحدثت عن تدمير: 89 هدفًا في “العراق وسوريا”، وضربت مواقع بالطائرات والمُسيّرات والمدفعية في كلا البلدين، لفت إلى أن الطائرات الحربية التقليدية لم تدخل المجال الجوي السوري، لأن الجيش التركي اعتمد بدلاً من ذلك على صواريخ (جو-أرض) تعمل بأنظمة توجيه دقيقة، بينما لعبت المُسيّرات دورًا مهمًا في عمليات المراقبة المستمرة والاشتباك الفوري ضد الأهداف الحيوية، ولم يُجازف سلاح الجو التركي باستخدام طائرات (إف-16).
وفي المقابل؛ لفت التقرير إلى أن طائرات (إف-16) التركية حّلقت في سماء “العراق”، مضيفًا أن الفرق بين الضربات الروتينية لـ”تركيا”؛ في شمال “العراق”، والحملة الأخيرة كان حدتها بالإضافة إلى تزامنها مع الهجوم على الشمال السوري.
الانخراط العدواني..
وبحسب التقرير الأميركي، فإن عملية (المخلب-القفل) تكشف عن نموذج جديد في إستراتيجية “تركيا” ضد حزب (العمال الكُردستاني) و”وحدات حماية الشعب”، وهو ما بالإمكان ملاحظته على المستويات الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية.
وأوضح التقرير أنه بالنسبة إلى المستوى الإستراتيجي، فإنه يشمل الاشتباك المتزامن في شمال “العراق” وشمال “سوريا”، بالاعتماد على الضربات الجوية والمدفعية، وهو ما يعكس أن “أنقرة” تُنسّق حركتها ضد التهديد الكُردي المفترض في كلا البلدين.
أما على مستوى العمليات، فقد أشار التقرير إلى النموذج الجديد المتمثل باستئناف الحملة التركية من أجل إقتلاع “وحدات حماية الشعب”؛ من شمال “سوريا”، وهي عملية تعتمد على تطويع الأوضاع المحلية والإقليمية والدولي لمصلحة هذا الهدف، موضحًا أن “تركيا” كادت أن تٌنجّز أهدافها من خلال عمليتها العسكرية التي أطلقتها؛ في نيسان/إبريل الماضي، مستهدفة مواقع حزب (العمال الكُردستاني) في الشمال العراقي، ويبدو أنها الآن تسعى إلى توسيع مفهوم: “المخلب” في “سوريا”، في محاولة لزعزعة الجماعات الكُردية المسلحة.
المستوى التكتيكي..
أما على المستوى التكتيكي؛ فقد أوضح التقرير الأميركي؛ أن الإستراتيجية الجديدة تتضمن استخدام الأسلحة المتنوعة من أجل ضرب كلا الهدفين على الحدود المحاذية، إلى جانب أهداف إستراتيجية حساسة في العمق العراقي والسوري، بينما يُعزز الجيش التركي من أساليب اشتباكه ضد الجماعات المسلحة الكُردية؛ وإنما من دون هجوم بري كامل.
ورجّح التقرير أن يُهيّمن أسلوب الانخراط الهجومي هذا على بيئة وشكل الصراع في شمال “سوريا” وشمال “العراق” إلى أن يتم إطلاق عملية جديدة وشاملة وعابرة للحدود في شمال “سوريا”.
وأعرب التقرير عن الاعتقاد بأن عملية (المخلب-القفل) ستتواصل وبحدة متباينة في كل من “العراق وسوريا” إلى أن تلوّح فرصة أفضل لشن هجوم عسكري جديد عابر الحدود، مضيفًا أن التفجير في “إسطنبول” لم يكن وحده السبب الكافي لشن مثل هذه العملية العسكرية، معتبرًا أن العملية كانت ستُشن بكل الأحوال.
إلا أن التقرير الأميركي؛ ختم بالإشارة إلى أن تفجير “إسطنبول” ربما يكون قد دفع “تركيا” إلى الكشف عن إستراتيجيتها القتالية الجديدة في وقتٍ أبكر مما كانت تُخطط له، في حين أن العملية العسكرية الحالية، تصوغ شكل الصراع في العمليات البرية التي ستجري مستقبلاً.