25 أبريل، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

علم وهندسة المواد .. مجال حي برع فيه النساء إلى جانب الرجال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يعتقد كثيرون أن علم وهندسة المواد من التخصصات الجديدة التي لا يُعرف عنها الكثير، ذلك لأنه أصبح يدرس في الجامعات منذ وقت قصير نسبيًا، لكن هذا الإعتقاد خاطيء، إذ قدم العلماء القدامى كثير من الإسهامات كانت أساسًا للاختراعات الحديثة وإرتبط هذا العلم بتطور الحضارات.

ورغم وجود إعتقاد سائد بأن الرجال هم من يقفون دائمًا في مقدمة صفوف العلماء، إلا أن العالمات هن أكثر من برع في علم وهندسة المواد، وبحسب بيانات “المجلس الأعلى للأبحاث العلمية” في “إسبانيا”، فإن عدد النساء العالمات في مجال اختراع المواد الجديدة ارتفع ليصل إلى 40% من العدد الإجمالي للعلماء خلال عام 2018، أي نسبة أكبر من 2005؛ بواقع 7%.

كاثرين بور بلودغيت..

على مر التاريخ، تمكنت عدد من السيدات الرائدات من المضي قدمًا في مجال علم وهندسة المواد وحققن نجاحات كبيرة وقدمن إسهامات في غاية الأهمية، ومن الجدير بالاهتمام التعرف عليهن وعلى ما قدموه للبشرية وكيف أنجزوه، من أجل تشجيع نساء أكثر على دخول هذا المجال الحي، ومن بينهن؛ “كاثرين بور بلودغيت”، التي ولدت في “نيويورك” عام 1898، لأب قُتل على يد سارق قبل مولدها بشهر واحد، وكان قبل وفاته يعمل محاميًا في شركة “غنرال إلكتريك” الصناعية، وظهرت ميول “كاثرين” إلى العلوم منذ صغرها؛ إذ كانت مفتونة بالرياضيات والفيزياء، حتى تفرغت منذ وقت مبكر للأبحاث، وعملت في نفس الشركة.

وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، درست التركيب الكيميائي لأقنعة الغاز، ودخلت من خلاله إلى عالم المواد، وأصبحت أول إمرأة تحصل على لقب الدكتوراه في “علم الفيزياء” من جامعة “كامبريدغ” عام 1962، وعلى مدار حياتها سجلت عدة براءات اختراع، لكن كان أبرز اختراعاتها، “الزجاج غير العاكس”، الذي يُستخدم اليوم في “التليسكوبات، والكاميرات، والزجاج الأمامي للحافلات والدراجات وشاشات التلفاز والحواسيب”.

روث آر بينيريتو..

كما قدمت الكيميائية الأميركية، “روث آر بينيريتو”، إسهامًا شديد الأهمية، إذ تمكنت من اختراع نوع من القماش يقاوم النار، والأوساخ، بعد قيامها بمعالجة القطن، ثم جاءت بعدها الأميركية، “ستيفاني كووليك”، التي اخترعت “الكيفلار”، وهو عبارة عن ألياف خفيفة ذات مقاومة استثنائية، استخدمت فيما بعد في تصنيع الإطارات غير القابلة للثقب والكابلات البحرية وأشرعة القوارب والسترات المقاومة لطلقات الرصاص.

وكانت “كووليك”؛ موظفة في شركة “دي بونت”، وفي عام 1965 ترأست الفريق الذي كُلف بالبحث عن نوع جديد من الآلياف أكثر خفة وأكبر مقاومة من “النايلون”، وكان حينها الحل الوحيد هو استخدام الآلياف الصناعية، فغامرت حتى تمكنت من التوصل إلى مادة تُعتبر درجة قوتها 5 أضعاف مقاومة الصلب.

ستيفاني كووليك كانت قائدة للباحثات..

على مدار حياتها؛ حققت “كووليك” الكثير من الإنجازات وسجلت 17 براءة اختراع، واعتبرت قائدة لعدد من الباحثات، شجعتهن وحثتهن على البحث والتجربة والتخلص من الخوف من التفكير بشكل مختلف أو الطموح فيما هو أعلى وأكبر، ومن أقوالها: “لا يمكنني تخيل فخر أكبر من الفخر الذي يشعر به من أخترع شيئًا جديدًا”.

وتعتبر هؤلاءِ العالمات الثلاث مجرد أمثلة لقائمة طويلة من السيدات اللاتي دخلن حقل العلوم وحققن فيه إساهامات مهمة، وتمكن من اكتشاف أو اختراع أو تصنيع مواد جديدة بتطبيقات لم يكن ليصدقها أحد قبلهن، ولا ينتهي التاريخ عند هذا الحد، فحتى الآن رغم أن مراكز الأبحاث والجامعات باتت تستخدم الميكروسكوبات الإلكترونية والطابعات ثلاثية الأبعاد لا يزال هناك من يفكر ويبحث ويخترع مواد جديدة من أجل التماشي مع احتياجات المجتمعات؛ كما لا يزال هناك سيدات وفتيات يطمحن في التأثير في المستقبل وتغيير الواقع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب