في احتجاج على التدخلات الخارجية في شؤون العراق فقد اكد زعيم سياسي عراقي اليوم رفض جعل بلاده حقلا لتجارب القوى الخارجية داعياً الى كف التدخلات الاقليمية في شؤونه..
وخلال حديثه مع وفد لمعهد السلام الاميركي خلال اجتماعه في بغداد “فقد شدد نائب الرئيس العراقي زعيم حزب الوفاق الوطني على ان العراق لم يعد حقلا للتجارب فهو مفتاح استقرار المنطقة والجسر الرابط بين العالمين العربي والاسلامي”. ودعا إلى “كف التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي والشروع بتحقيق المصالحة الوطنية على الصعيد السياسي لان المجتمع العراقي مجتمع متصالح وكذلك الى مغادرة اساليب الاقصاء والتهميش كعناصر ضامنة للمكتسبات العسكرية ضد تنظيم داعش وبسط الاستقرار في مرحلة مابعد دحر التنظيم الارهابي” كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمت “أيلاف” نسخة منه الاثنين.
وشدد علاوي “على ان الوقت قد حان لمغادرة البلاد منهج الطائفية السياسية وتعديل مسارات العملية السياسية باتجاه تمتين الوحدة المجتمعية وبناء دولة المواطنة ومؤسساتها وتحقيق شروط انتخابات نزيهة والشروع بمرحلة الاعمار والتنمية عبر اقرار جملة من الاجراءات والقوانين المهمة المتعلقة بالنفط والغاز وتوزيع الثروات ومجلس الخدمة الاتحادي”.
ثم تطرق الى تداعيات الوضع الاقتصادي العام وتراجع قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات داعيا الى الانفتاح على الخارج على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المتكافئة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. واهاب علاوي بالمجتمع الدولي مساعدة العراق في حربه على الارهاب مطالبا الوفد الاميركي بنقل معاناة الشعب العراقي الى صناع القرار في الولايات المتحدة والعالم معرباً عن قلقه من التعاون بين تنظيمي داعش والقاعدة ومخاطر ذلك على امن واستقرار المنطقة والعالم .
ويأتي حديث نائب الرئيس العراقي هذا في وقت تراقب القوى العراقية وخاصة الشيعية منها حاليا الكيفية التي ستتعامل فيها ايران مع الادارة الاميركية الجديدة ومدى قوتها في الوقوف بوجه توجهات سلطة الرئيس الاميركي “ترامب” ضد التدخل السافر لايران في شؤون العراق حيث انهم سيحددون بعد ذلك مسارات مواقفهم من ترامب وقرارته ومواقفه التي سيكون للعراق النصيب الاكبر منها .
ثم استمع علاوي من وفد معهد السلام الاميركي الذي ضم “مايكل ياف” نائب رئيس مركز الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المعهد و”ايلي ابو عون” مدير برامج مركز الشرق الاوسط وشمال افريقيا و”سرهنك حمه عزيز” مدير برامج الشرق الاوسط و”اسامة غريزي” مدير برنامج العراق وسوريا الى شرح عن برامج المعهد وطموحاته في ارساء السلام ،وتحقيق المصالحة ،وادارة مبادرات التصالح ودعم الاقليات .. موضحين “ان عمل المعهد يرتكز على المستوى المجتمعي والحوار الوطني في حين توافقت وجهتا نظر الجانبين على اهمية العمل على حل المشاكل الداخلية والحد من التدخلات الخارجية” .
و معهد السلام الاميركي أو USIP هو معهد قومي، غير حزبي، مستقل تم تشكيله في واشنطن عام 1984 وأسسه ويموله الكونغرس الاميركي .. وهو يهدف الى المساعدة على منع وحل صراعات العنف الدولية والعمل على تعزيز التنمية والاستقرار في مرحلة ما بعد الصراعات وزيادة القدرة على إدارة الصراع ، والأدوات ، ورأس المال الفكري في جميع أنحاء العالم.
وقد تم تأسيس المعهد ليكون مستقلا وغير حزبي من اجل انتاج الأبحاث والمشاركة النشطة في مبادرات بناء السلام في انحاء العالم.