15 نوفمبر، 2024 9:43 ص
Search
Close this search box.

عقوبات واشنطن وتحذيرات أنقرة .. تُهدد مصير “إردوغان” ومستقبل حلف “الناتو” !

عقوبات واشنطن وتحذيرات أنقرة .. تُهدد مصير “إردوغان” ومستقبل حلف “الناتو” !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

أصبحت العلاقات بين أكبر دولتين في (الناتو)، “تركيا” و”الولايات المتحدة”، متوترة على نحو متزايد، جراء عدد من القضايا كالغزو التركي لشمال “سوريا” والصفقة التي أبرمتها “أنقرة” مع “موسكو” لشراء المنظومة الدفاعي الروسية، (إس-400)، والمذكرة الدفاعية بين “تركيا” و”حكومة الوفاق” الليبية، وغير ذلك من قضايا تتعلق بحلف (الناتو).

تهديدات تركية !

في ظل التوتر القائم بين البلدين، تعهد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أول أمس الأحد، بالرد على أية عقوبات قد تفرضها “الولايات المتحدة” على بلاده، وقال إنه قد يغلق قاعدة “إنغرليك” العسكرية الجوية التي تستخدمها “الولايات المتحدة”، حال اعتبرت بلاده ذلك خطوة ضرورية، مشيرًا إلى إمكانية إتخاذ نفس الإجراء بحق قاعدة “كوراغيك”، حيث تتمركز عناصر من نظام الدرع الصاروخية الأوروبية.

فيما أدلى وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، بتصريح شديد اللهجة؛ عبر قناة (هابر) التليفزيونية الوطنية، توعّد فيه بإجراءات للرد على تلك العقوبات المزمعة، قائلًا: “إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، فربما تبرز قضية قاعدتي، إنغرليك وكيورغيك، على جدول الأعمال”، وقال إن “أنقرة” تعتبر المقاتلات الروسية بديلًا عن (إف-35) الأميركية إذا ما رفضت “واشنطن” بيعها لـ”تركيا”.

ردًا على المواقف الأميركية..

يأتي التهديد التركي ردًا على مصادقة لجنة العلاقات الخارجية في “مجلس الشيوخ” الأميركي، الأربعاء الماضي، على مشروع قانون ينُص على فرض عقوبات على “تركيا” وقطاعها المالي، على خلفية شرائها منظومات (إس-400) الروسية وإطلاقها، في التاسع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، عملية “نبع السلام” العسكرية شمال شرق “سوريا” ضد “وحدات حماية الشعب” الكُردية.

كما سبق أن صادق “الكونغرس” الأميركي على مشروع قرار يعترف بحصول إبادة الأرمن، عام 1915، في الدولة العثمانية، الأمر الذي أثار استياءً كبيرًا من قِبل السلطات التركية. وعلق “إردوغان”، على ذلك القرار؛ قائلًا: إنه “يمثل خطوة سياسية بحتة لا وزن لها”.

من دق الباب يسمع الجواب !

وفي إشارة إلى رد فعل “أنقرة” على “العقوبات الأميركية” الجديدة على “تركيا”، قال المحلل السياسي التركي، “يوسف كاتب أوغلو”: “من دق الباب يسمع الجواب، هذه التصريحات لها دلالات بأن التلويح بالعقوبات الأميركية أصبح أمرًا مثيرًا للإشمئزاز لدى الإدارة التركية، وهنا لا بد أن يكون لدينا معاملة بالمثل، فتركيا ترفض هذا النوع من المعاملة والإملاءات والتهديدات والإبتزازات السياسية”.

“ترامب” يخشى التهديدات التركية..

يقول المحلل الإسرائيلي، “رامي يتسهار”، إن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تملكه الخوف الشديد، بعدما فوجيء بتصريحات “أنقرة” فيما يتعلق بإعتزام، السلطان “إردوغان”، بطرد القوات الأميركية الموجود في “تركيا” داخل أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، ألا وهي قاعدة “إنغرليك”، التي توجد بها قنابل نووية وأسلحة تقليدية.

البنتاغون : تركيا شريك إستراتيجي !

في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين “واشنطن” و”أنقرة”، أعلنت “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، أنها تبذل جهودًا للحفاظ على العلاقات مع “تركيا”، وذلك تعليقًا على تهديد “أنقرة” بإغلاق قاعدتي، “أنغرليك” و”كورغيك”، أمام القوات الأميركية.

وأضاف (البنتاغون): “إننا ننظر إلى تواجد قواتنا في تركيا كرمز على إلتزامنا طويل الأمد بالتعاون وحماية حليف لنا في (الناتو) وشريك إستراتيجي لنا”، ويقصد بذلك “تركيا”.

تركيا صمام أمان لأوروبا !

وفقًا لـ”أوغلو”؛ فإن العلاقات المتوترة بين “أميركا” و”تركيا” سيكون لها تأثير سلبي على مجمل “حلف شمال الأطلسي”، (الناتو)، لكن الحلف يعتبر “تركيا”، “صمام أمان”، ولا يمكن الاستغناء عنه في المنطقة.

مؤكدًا أنه في حال خروج “تركيا” من الحلف “سيكون لذلك تأثيرات سلبية، لأن تركيا عضو أساس، ودولة لها وزنها الإقليمي، وهي صمام أمان أوروبا”.

تهديد حقيقي !

اعتبر خبير مركز الدراسات السياسية في “أنقرة”، “أوركان غافارلي”، أن تهديدات “إردوغان” بإغلاق القاعدة الأميركية في “تركيا” حقيقية للغاية، وأشار إلى أنه، في عام 2017، اضطرت “ألمانيا” – تحت ضغط من السلطات التركية – لسحب قواتها من قاعدة “إنغرليك”، وقال: “حدث ذلك بعد إتخاذ (البوندستاغ) قرارًا بشأن الإبادة الجماعية للأرمن، وبالإضافة إلى ذلك، اتهم، إردوغان، السلطات الألمانية بمنح اللجوء لأفراد الجيش التركي الذين حاولوا تدبير الانقلاب في تركيا، في تموز/يوليو 2016”.

نية “أوروبية-أميركية” للإطاحة بـ”إردوغان” !

وحول سيناريو توتر العلاقات “الأميركية-التركية”؛ قال “سعيد غافوروف”، نائب رئيس تحرير مجلة (في. في. بي): تعاني “الولايات المتحدة الأميركية” و”تركيا”، عضوا حلف (الناتو)، من أزمة شديدة في العلاقات، حيث تدرس “واشنطن” سيناريوهات مختلفة للأحداث، ولا تستبعد معاقبة العناد التركي بشراء منظومات الدفاع الجوي الروسية، (إس-400)، بينما تعلن “أنقرة” أنها على استعداد للرد.

ويرى “غافوروف”؛ أنه يجب التعامل مع هذه الأزمة من وجهة نظر السياسة الداخلية التركية، وليس من منظور العلاقات بين “أنقرة” و”واشنطن”، فالرئيس، “إردوغان”، يشعر أن هناك نية “أوروبية-أميركية” للإطاحة به، وهو يخاف على نفسه من مصير الرئيس الأوكراني الأسبق، “يانوكوفيتش”، لذلك يتسم خطابه بالسعي نحو كسب التأييد الشعبي.

لكن إغلاق القواعد الجوية الأميركية في “تركيا”، سوف يكلفها الكثير فيما يخص المشكلات المتعلقة بالذخيرة والممتلكات، لذلك فالتهديد قد يصبح حقيقة في حالة واحدة فقط، إذا ما بدأ الأميركيون فعليًا في إسقاط “إردوغان”.

أنباء عن نقل أسلحة نووية أمريكية من قاعدة إنجرليك التركية إلى اليونان

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة