“عصر إيرانيان” تقرأ .. ما يحدث في “غزة”

“عصر إيرانيان” تقرأ .. ما يحدث في “غزة”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تعيش “فلسطين وغزة” حاليًا أوضاعًا غير مناسبة، ترقى لـ”الإبادة الجماعية” بحسّب اعتراف المحافل الدولية، والمصادر المطلعة على الأوضاع في “غزة”، وكذلك الأدلة الرسمية المتداولة، ولذلك لجأت صحيفة (عصر إيرانيان) الإيرانية إلى الخبير في شؤون غرب آسيا؛ “علي عبدي”، للحديث عن آخر التطورات في القطاع. وبدأ بالحديث عن المقاومة الشعبية…

نجاح “محور المقاومة” في غزة..

“علي عبدي”: لا بُدّ من الاعتراف بأن (محور المقاومة) في “غزة” من أفضل وأنجح أجزاء المقاومة في المنطقة حتى الآن.

وهذا المحور لا يعمل فقط بنشاط وفاعلية، وإنما استطاع بمبادراته، مفاجأة جيش الكيان الصهيوني غير مرة.

على سبيل المثال؛ التقارير المنشورة اليوم تتحدث عن تعرض القوات الإسرائيلية إلى خسائر فادحة، وهو ما يعكس استمرار القدرات العملياتية للمقاومة.

لا تزال مقاومة “غزة” ماضية في طريقها بقوة، الأمر الذي لا يترك مجالًا للشك في نجاح أداء المقاومة.

استراتيجية السيطرة على جغرافية “غزة”..

لكن ما رأيكم في استراتيجية الكيان الصهيوني العسكرية بـ”قطاع غزة” ؟

“علي عبدي”: استعرض الكيان الصهيوني عدة محاور عملياتية بهدف السيّطرة على القطاع وتقسيّمه، أحدها محور (سا)؛ المَّصمم لتسهيل عودة المستوطنين الصهاينة، والتحكم بحركة التنقل بين شمال وجنوب القطاع، ومنع عودة السكان إلى المناطق الشمالية، وزيادة الضغط في مفاوضات تبادل الأسرى.

كذلك جرى إنشاء محور (فيلادلفيا)؛ بغرض استكمال حصار “غزة” من ناحية الجنوب وقطع الارتباط مع “مصر”.

كذلك روعي إخلاء المحور الشمالي وتحويله إلى منطقة عسكرية للكيان. بالإضافة إلى المحور المعروف باسم (إيصال المساعدات)، والذي يهدف بالحقيقة إلى فصل “رفح وخان يونس” في الجنوب عن “غزة”. ووفق التقارير المنشورة يحتل الكيان الصهيوني نحو: (40-60%) من “قطاع غزة”.

أكثر الفظائع الإنسانية في وضع “غزة”..

من الموضوعات المؤلمة والمقلقة حاليًا؛ القحط والجوع في “غزة”، ما رأيكم ؟

“علي عبدي”: للأسف من المشاكل المؤلمة حاليًا في القطاع، استخدام الكيان الصهيوني، الجوع كأداة ضد الغزاويين.

والحيلولة دون حصول الناس على المواد الغذائية الأولية، وتحويل توزيع الغذاء إلى وسيلة عسكرية للضغط على المدنيين، يجعل الأوضاع الإنسانية في القطاع كارثية. وهذه المشكلة تُعدّ حاليًا أحد أكثر الجوانب المأساوية في وضع “غزة”.

عجز المجتمع الدولي..

بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في “غزة”، ما هي الإجراءات التي يمكن للمنظمات الدولية اتخاذها بغرض تحسيّن الأوضاع ؟

“علي عبدي”: حاليًا تُعدّ الدبلوماسية العامة واستخدام إمكانيات شبكات التواصل الاجتماعي لتوعية العالم حول أوضاع “غزة” من أهم الأدوات للضغط على الكيان الصهيوني.

للأسف، لم تظهر المؤسسات الدولية أداءً فعالًا حتى الآن، كما قصّرت بعض حكومات المنطقة في هذا المجال. لذا، فإن التركيز على الأنشطة الشعبية، والتوعية الواسعة، والضغط الدبلوماسي عبر المحافل العالمية يمكن أن يساهم في تخفيف الضغط عن أهالي “غزة”.

كما أن مطالبة المنظمات الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية وإزالة العقبات أمام توزيع الغذاء في “غزة” مسألة ضرورية.

قنابل تأزم أوضاع الداخل الإسرائيلي..

فضلًا دعنا نناقش قضايا نظام الاحتلال الصهيوني الداخلية. ففي ضوء الوضع السياسي لـ”نتانياهو”؛ الذي يُقال إنه يتعرض للضغوط لأسباب مختلفة، بما في ذلك القضايا القضائية والمرض، وكذلك الانتخابات المقبلة في “إسرائيل”، هل يمكن لهذه القضايا أن تؤثر على أداء نظام الاحتلال في “غزة” ؟

“علي عبدي”: في رأيي، لن يؤثر الوضع الداخلي في “إسرائيل” بشكلٍ كبير على سياسات هذا النظام تجاه “غزة”؛ إذ لا يوجد خلال بين النخب السياسية الصهيونية، حول استمرار السياسات العدوانية والمجازر في “غزة”، ولكن تدور الخلافات في الغالب حول قضايا داخلية وشخصية، مثل مكانة “نتانياهو” السياسية، وليس حول جوهر السياسات العسكرية في “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة