7 مارس، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

عصائب أهل الحق تعلن ألقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد اربع سنوات من انشقاقها عن التيار الصدري ورحيل زعيمها قيس الخزعلي الى ايران التي دعمت عملياتها المسلحة ضد القوات الاميركية في العراق تعود جماعة “عصائب أهل الحق اليوم” لتعلن انتهاء واجبها التكليفي الشرعي بالنجاح في مقاومة الاحتلال والانخراط بالعملية السياسية .. فيما لم يعرف بعد موقف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من هذا التطور حيث سبق وان اكد انه سيمنع انخراط العصائب في العملية السياسية متهما اياها بارتكاب جرائم ضد العراقيين.

 فقد قررت جماعة “عصائب اهل الحق” الشيعية المسلحة التي تتهمها واشنطن بتلقي دعم من طهران، الانخراط بالعملية السياسية، بحسب ما اعلن الامين العام للجماعة اليوم الاثنين. وقال الخزعلي زعيم الجماعة خلال كلمة القاها بمؤتمر نادر في النجف (150 كلم جنوب بغداد) “ان ابناء المقاومة ادوا تكليفهم بنجاح يشهده العدو قبل الصديق وهم مستعدون للتضحية والمشاركة بالعملية السياسية وتصحيح ما يمكن تصحيحه”. واضاف “نشهد اياما عظيمة وهي لحظات تاريخية يشهدها تاريخ العراق بانتصاره على القطب الاوحد في العالم الولايات المتحدة”، في اشارة الى الانسحاب العسكري الاميركي الذي اكتمل قبل اسبوع.

وتابع الخزعلي الذي اعتقل لعدة سنوات لدى القوات الاميركية ان “العراق انتصرعلى الولايات المتحدة معنويا وسياسيا وعسكريا وانهزمت المرجعيات الاميركية ومراكز صناعة القرار امام المرجعية الدينية والمراجع العراقية”.

واعلن المتحدث باسم هيئة المصالحة الوطنية محمد الحمد انه “جرى اتفاق بعد لقاء بين مستشار رئسيس الوزراء عامر الخزاعي ومسؤول المكتب السياسي لاهل الحق”.

واضاف ان الجماعة كانت تخشى في السابق ان “يكون الانسحاب غير حقيقي لكن بعد ان شعروا بحقيقة الانسحاب، انتفت الحاجة الى حمل السلاح وتم الاتفاق بين الطرفين على دعم العلمية السياسية والمشاركة الفاعلة فيها”.

وبرز اسم العصائب بعدما خطفت خبير المعلومات البريطاني بيتر مور وحراسه الاربعة الذين يحملون جنسيات غربية في ايار/مايو 2007 من مكتب تابع لوزارة المالية.

واحتجزت العصائب مور عامين ونصف العام قبل ان تفرج عنه في كانون الاول/ديسمبر 2009 مع جثث ثلاثة من حراسه، بينما ابقت الرهينة الخامس لديها. وقد اشترطت للافراج عنه ان تطلق القوات الاميركية سراح عدد من قادتها.

وكانت السلطات العراقية اطلقت سراح قائد عصائب اهل الحق قيس الخزعلي مع عدد كبير من افراد منظمته، مقابل الافراج عن مور والجثث الثلاث المذكورة.

واتهم الجيش الاميركي طهران بدعمها ثلاثة فصائل شيعية مسلحة هي عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود الذي يقوده مقتدى الصدر.

والعلاقة بين العصائب والزعيم الشيعي مقتدى الصدر متوترة جدا. وقد اتهمهم عدة مرات باثارة الفتنة وقتل مئات العراقيين الابرياء.

وتؤكد مصادر عراقية ان عناصر عصائب اهل الحق الذين انشقوا عن الصدر عام 2006 اصبحوا يشكلون كابوسا له خاصة وانهم نجحوا في كسب العشرات من انصاره الى صفوفهم اضافة الى قيامهم بنشاطات سياسية وعمليات ضد تياره واثارة المتاعب لانصاره . وجاء الانشقاق اثر معركة النجف آنذاك بين جيش المهدي والقوات العراقية والاميركية لتتبنى العمل العسكري ضد القواتين في مناطق وسط وجنوبي العراق وفق بياناتها إلا أن الصدر تبرأ من الجماعة وأعمالها ودعا عناصرها الى التوبة . 

وكان الخزعلي من الكوادر القيادية في “جيش المهدي” وأحد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك التي دارت بين القوات الأميركية و”جيش المهدي” التابع للتيار الصدري في آب (أغسطس) عام 2004 وانشق مع مجموعة من أنصاره عن التيار الصدري وشكل مجموعة اسماها “عصائب أعل الحق” يقال إنها مدعومة من إيران، وقامت بتنفيذ عدة عمليات ضد قوات التحالف في العراق بينها عملية خطف البريطانيين الخمسة من وزارة المالية وقتل ستة جنود أميركيين في مدينة كربلاء.
يذكر أن الأجهزة الأمنية العراقية اعتقلت في عامي 2007 و2008 المئات من قيادات وعناصر مليشيا جيش المهدي خلال عمليات عسكرية على خلفية اتهامات لهذه العناصر بتنفيذ عمليات عنف ضد الأجهزة الأمنية والمدنيين في بعض المحافظات الجنوبية مثل البصرة وميسان وذي قار  وكربلاء واتهامها أيضا بقتل عدد كبير من النساء في محافظة الديوانية واغتيال محافظها خليل جليل حمزة وقائد شرطة المحافظة خالد حسن في الحادي عشر من آب عام 2007.
وذاع صيت “عصائب أهل الحق” في صيف عام 2007 بعد قيامها بخطف المستشار البريطاني بيتر مور برفقة أربعة من حراسه الشخصيين في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد إلا أن الجماعة قامت بتسليم جثث الحراس الأربعة قبل أن يتم الإفراج عن المستشار البريطاني وفق صفقة مع السلطات العراقية قضت باطلاق مجموعة من عناصرها المعتقلين .

وكان المتحدث باسم جماعة “عصائب أهل الحق” سلام المالكي قد اكد في وقت سابق ان الجماعة مستقلة عن التيار السياسي الذي يقوده مقتدى الصدر .. موضحا أن المرجعية الدينية للعصائب مرتبطة بالمرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى الذي اغتاله النظام السابق عام 1999) أما من ناحية المرجعية السياسية فهي غير مرتبطة بالخط السياسي للتيار الصدري الخاص بمقتدى الصدر.

ومقاتلو العصائب كما يعبرون عن أنفسهم هم نخب المقاتلين المحترفين من الصدريين الذين قاتلوا القوات الأميركية والبريطانية في وسط العراق وجنوبه. وقتل لعصائب أهل الحق المئات وأعتقل الكثير من قادتها . وقد صدر عن مركز الاعلام الحربي التابع للجماعة العديد من الاصدارت التي ضمت مئات العمليات المصورة لعملياتها في العديد من مناطق العراق ضد القوات الأجنبية .

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب