17 أبريل، 2024 12:43 ص
Search
Close this search box.

عشر سنوات من غزو العراق .. التدهور بالارقام!!‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما هي التغيرات التي طرأت على العراق بعد انقضاء عشر سنوات على الغزو والاحتلال الامريكي؟ ‏لنلق نظرة على الأرقام والاحصاءات لعلنا نخرج بفكرة عما جرى.‏

‏ العراق ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إذ لا تتفوق عليه في هذا المجال إلا السعودية ‏وروسيا. ومن المتوقع ان يرتفع حجم الصادرات الى 3,6 مليون برميل من النفط يوميا خلال العام ‏الجاري 2013. وكان العراق يصدر قبل الغزو الأمريكي 2.8 مليون برميل من النفط يوميا.‏
وتشير الاحصاءات التي نشرتها وكالة الطاقة الدولية الى أن العراق سيتقاضى 5 ترليونات دولار ‏تقريبا من صادراته النفطية بحلول عام 2035، أي بمعدل 200 مليار دولار سنويا.‏
وتقول الوكالة إن شح الطاقة الكهربائية يعتبر من أهم المعوقات التي تقف في طريق التنمية ‏الاقتصادية والاجتماعية في العراق.‏
فبغداد كانت قبل عام 2003 تتمتع بـ 16 الى 24 ساعة من التيار الكهربائي في اليوم الواحد، بينما ‏كان التيار الكهربائي ينقطع في المحافظات الاخرى لـ 16 الى 20 ساعة.‏
أما الآن، فتحصل الأسرة العراقية العادية على الطاقة الكهربائية لثماني ساعات فقط في اليوم الواحد ‏من خلال شبكة الكهربة الحكومية. وتعتبر الخسائر في توزيع الطاقة الاعلى في منطقة الشرق الأوسط ‏نظرا للدمار الذي أنزله الغربيون بالشبكة في حرب الخليج عام 1991 اضافة الى اعمال التخريب ‏وضعف الصيانة.‏
ورغم ان النفط يعتبر المصدر الرئيسي للدخل ويسهم بحصة الأسد في الناتج المحلي الاجمالي، ما زال ‏العراق يفتقر الى القدرة على تصفية كميات منه تكفي للوفاء بحاجاته من الطاقة الكهربائية.‏
 
وعلاوة على ثرواته النفطية الطائلة، يمتلك العراق ايضا احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي. ومن ‏المخطط له ان يصبح الغاز هو الوقود الرئيسي المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية في المستقبل الا ‏ان هذا الموضوع بحاجة الى استثمارات جديدة في البنى التحتية.‏
وتقدر وكالة الطاقة الدولية ان اكثر من نصف الغاز الذي انتجه العراق عام 2012 قد احرق في الجو، ‏وهو أمر وصفته الوكالة بأنه “تبذير خصوصا في ضوء النقص المزمن في الطاقة الكهربائية في ‏العراق.” وقد انفق العراق والولايات المتحدة 213 مليار دولار تقريبا في أعمال اعادة البناء بعد ‏الحرب، ولكن وكالة الطاقة الدولية تقول إن اولوية الحكومة العراقي ينبغي ان تنحصر في تطوير ‏منشآت جمع وتكرير الغاز وبناء محطات غازية حرارية جديدة.‏
التكنولوجيا
كما في سائر أرجاء العالم، انطلق استخدام الهواتف النقالة والانترنت بشكل كبير في العراق منذ عام ‏‏2003. ويملك 78 بالمئة من العراقيين هواتف نقالة الآن، ولكن عدد مستخدمي الانترنت لم يواكب ‏الارتفاع الذي شهده استخدام الهواتف النقالة، إذ لا يستخدم الى خمسة بالمئة من العراقيين شبكة ‏المعلومات العالمية.‏
وتشير احصائية للحكومة العراقية الى ان ميل العراقيين لاقتناء بعض السلع قد ازداد مقارنة بعام ‏‏2003، فارتفع عدد مستخدمي الدراجات الهوائية والنارية بينما انخفض عدد السيارات الخاصة.‏
 
العنف
واصلت القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها القيام بدور قتالي في العراق حتى عام 2010، حيث ‏جرى تسليم المسؤولية الامنية بشكل تدريجي للقوات العراقية.‏
وقد قتل في العراق منذ انطلاق العملية العسكرية التي اطلق الامريكيون عليها “عملية تحرير العراق” ‏في التاسع عشر من مارس / آذار 2003 4488 عسكري امريكي تقريبا حسب ما تفيد به وزارة ‏الدفاع بواشنطن. وقد خسر البريطانيون 179 من جنودهم في هذه الفترة ايضا. أما العراقيون، فقد قتل ‏من مدنييهم عشرات الآلاف نتيجة العنف الطائفي والحركة المسلحة المناوئة للامريكيين.‏
وتقول منظمة (‏Iraqi Body Count‏) – أي احصاء القتلى العراقيين – التي تتحقق من مطابقة ارقام ‏القتلى الرسمية مع الارقام التي تعلنها وسائل الاعلام إن 4571 مدنيا قتلوا في عام 2012، مما يرفع ‏العدد الاجمالي للقتلى العراقيين منذ 2003 الى ما بين 112 الفا و17 الى 122 الف و438. ويشير ‏ارتفاع عدد القتلى في الحادي والثلاثين من اغسطس / أب 2005 الى الحادثة الشهيرة التي قتل فيها ‏زهاء الف من الزائرين الشيعة غرقا في نهر دجلة بعد ان سرت بين الجموع شائعة تقول إن ثمة ‏انتحاريين على وشك تفجير انفسهم.‏
وتقول المنظمة إن الفترة الواقعة بين مارس / آذار 2006 والشهر نفسه من عام 2008 شهدت سقوط ‏أكبر عدد من الضحايا جراء العنف الطائفي الذي بلغ ذروته في تلك الفترة وأدى الى مقتل 52 الفا من ‏العراقيين.‏
وتقول المنظمة إن “البلاد ما زالت تمر في حالة حرب منخفضة المستوى، ولم يتغير الوضع كثيرا ‏عما كان عليه في عام 2009، إذ ما زال العنف المسلح – تتخلله هجمات أكبر تهدف الى قتل أكبر ‏عدد من الناس – ملازما للحياة اليومية في العراق.”‏
كما أصيبت قوات الأمن العراقية بخسائر فادحة، وما زال رجال الشرطة والعسكريون مستهدفون ‏بالعبوات الناسفة والهجمات.‏
وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان إن أوضاع حقوق الانسان في العراق ما تزال ‏مزرية، وخصوصا بالنسبة للمعتقلين والصحفيين و الناشطين والنسوة والفتيات. وتقول ووتش إن ‏العديد من النسوة العراقيات اللواتي ترملن نتيجة الحرب والعنف الطائفي يجري استهدافهن ‏واستغلالهن جنسيا واجبارهن على ممارسة البغاء. وتقول ناشطات في مجال حقوق المرأة إن النساء ‏مستهدفات بشكل خاص من جانب المتشددين دينيا الذي يستهدفون ايضا السياسيات والموظفات ‏والصحفيات. وما زالت جرائم ما يسمى “بغسل العار” تمثل تهديدا ماثلا للنساء والفتيات.‏
ويعتبر العراق بلدا خطرا للاعلاميين والصحفيين، إذ تقول لجنة حماية الصحفيين إن 151 صحفيا ‏قتلوا هناك منذ 2003، بينما تقول (‏Iraqi Body Count‏) إن عددهم تجاوز 288 مقارنة بـ 265 ‏طبيبا ومزظفا صحيا. والعراق يأتي على رأس قائمة الدول الأكثر خطورة بالنسبة للصحفيين، حيث ‏قتل فيه ضعف عدد الصحفيين الذين قتلوا في البلد الذي حل ثانيا في التسلسل وهو الفلبين.‏
الفساد
ولم ينخفض مستوى الفساد في العراق بشكل ملحوظ منذ 2003.‏
ووفقا لمسح أجرته منظمة الشفافية الدولية المعنية بمراقبة الفساد، أقر 56 في المئة ممن جرى مقابلتهم ‏بأنهم دفعوا رشوة في عام 2010.‏
 
بينما يرى غالبية هؤلاء وتقدر نسبتهم بنحو ” 63 في المئة” بأن جهود الحكومة العراقية لمكافحة ‏الفساد غير فعالة. ويرى نحو 77 في المئة أن الفساد ازداد منذ عام 2007.‏
اللاجئون والنازحون
يقدر عدد العراقيين الذين أجبروا على النزوح سواء بسبب العنف أو الاضطرابات بنحو 2.7 مليون ‏شخص لجأ نصفهم إلى دول أخرى بينما هجر النصف الآخر منازلهم ونزحوا في مناطق أخرى داخل ‏العراق.‏
وتسبب الصراع في سوريا المجاورة إلى عودة الآلاف من العراقيين إلى ديارهم وبصحبتهم آلاف ‏السوريين الفارين من العنف الدائر في بلادهم، يعيش معظم هؤلاء في مخيمات ويعتمدون بشكل ‏أساسي على المعونات الإنسانية.‏
ولا يزال العراقيون يسعون بعشرات الآلاف إلى اللجوء لدول أخرى معظمها أوروبية. وقدم نحو 23 ‏ألف عراقي طلبا للجوء خلال عام 2011.‏
 
الغذاء
شهد عدد الأشخاص الذين يكافحون من أجل الحصول على الغذاء في العراق انخفاضا في الأعوام ‏الماضية. وبحسب برنامج الغذاء العالمي، انخفضت نسبة من يعانون من سوء التغذية بسبب عدم ‏حصولهم على المواد الغذائية الأساسية لضمان حياة صحية إلى 5.7 في المئة عام 2011 بعد أن كانت ‏سجلت نحو 7.5 في المئة عام 2007.‏
لايزال نظام ” توزيع الحصة التموينية” الخاص بتوزيع مواد الغذاء الأساسية، مثل الدقيق والأرز ‏والسكر وزيت الطعام، متبعا في العراق منذ تسعينيات القرن الماضي لمساعدة الأسر الفقيرة خلال ‏سنوات الحرب والعقوبات. وتراجعت الحكومة العام الماضي عن قرار إلغاء هذا النظام الذي يكلف ‏الدولة 5 مليارات دولار سنويا بسبب الغضب الشعبي.‏
 
التنمية البشرية
وفقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، شغل العراق مركزا متأخرا في قائمة الدول ‏العربية مقارنة بدول مماثلة في عدد السكان والمساحة في عدة مجالات.‏
وازداد متوسط عمر الفرد في العراق من 58.8 سنة إلى 69.6 سنة في الفترة ما بين عامي ‏‏2000و2005 إلا أن المتوسط يقل عن دول عربية أخرى مثل الجزائر والسعودية الذي بلغ متوسط ‏عمر الفرد فيهما 73.4 و74.1 على التوالي.‏
أما عن سنوات التعليم للفرد، فقد بلغت 10 سنوات-وهو المعدل السائد في الدول العربية- إلا أنه يقل ‏بثلاث أو أربع سنوات عن الجزائر والسعودية.‏
وفيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، جاء العراق في المركز الـ120 من أصل 148 دولة. وتشغل ‏المرأة نسبة 25.2 في المئة من مقاعد البرلمان بينما بلغت نسبة المرأة العراقية من التعليم سواء ‏الثانوي أو الجامعي 22 في المئة مقارنة بـ42.7 للرجال.‏
وفي سوق العمل، بلغت نسبة مشاركة المرأة 14.5 في المئة مقارنة بنحو 69.3 في المئة للرجال.‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب