12 أبريل، 2024 1:48 ص
Search
Close this search box.

عسكري أميركي : لا ندري ما سنخلفه بعد انسحابنا والعراق منقسم على أسس طائفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين العام 1991 والعام 1998 شاركت في ثلاث عمليات نشر حاملة طائرات تقوم بدوريات في سماء جنوب العراق. تم تصميم عملية المراقبة الجنوبية ، عندما قررت الأمم المتحدة منطقة حظر طيران، لضمان أن قوات صدام حسين لن تستعيد قواها بعد الضربة التي تلقتها خلال عملية عاصفة الصحراء (في حرب الكويت).
وأدت العملية أغراضها. ونتيجة للطلعات الجوية خلال تلك السنوات كنا نعرف الوضع الدقيق للجيش العراقي. كنا نعرف مكان كل مقاتلة من طراز ميج، وطائرات الهليكوبتر والدبابات، وصواريخ أرض جو، وأماكن توجد الحرس الجمهوري. وكانت قوات صدام حسين في حالة رصد.
ولكم أن تتخيلوا دهشتي بعد بضع سنوات عندما وصفت إدارة بوش فجأة عراق صدام حسين بأنه “تهديد وشيك”. فما التهديد الذي ظهر بعد آخر طلعة جوية آمنة لي في جنوب العراق؟
نعلم الآن أن لا تهديد قد حدث فعلا. إن التبرير المعيب لغزو العراق وعدم وجود تخطيط كاف في أعقاب سقوط نظام صدام يعدان من الأوجه المشكوك فيها للتاريخ الأميركي عقب الحادي عشر من أيلول، ومن الأوجه التي يجدر المطالبة بمعرفتها بموجب قانون حرية المعلومات والمذكرات. لم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل. لم يتحسن وضع الشعب العراقي ولم يحصل على الأمن والحكم الخاص به. وتقسمت البلاد على أسس طائفية. ونشأ تمرد استهدف القوات التي كان يفترض أنها قوات محرِرِة.
كانت نتيجة الغزو في العام 2005 موضع شك خطير. وكان القادة العسكريون، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة، على استعداد لخفض خسائرهم (اقرأ “إعلان النصر”) والعودة إلى الوطن بما يحفظ ماء الوجه قدر الإمكان في هذه العملية. ولكن النظرة المتعنتة نفسها التي سمحت لجورج دبليو بوش بجعل البلاد تنخرط في حرب ثانية على أساس معلومات استخبارية رديئة، نقول تلك النظرة جعلته يرى مقترح الجنرال ديفيد بتريوس مقترحا منطقيا. ومفاده انه الوقت حينها لم يكن للكر والفر، بل حان الوقت لحركة التفافية.
كانت خطة بترايوس وما سميت بـ”الفورة” تقوم نظريا على “مكافحة التمرد” باستخدام أقل قدر من الحرب “الحركية” (المعروفة أيضا بالعرف العسكري باسم “باب الركل”)، وكسب مزيد من ثقة زعماء القبائل والاستفادة من تخريجاتهم تجاه نتائج مرغوبة. أما في الممارسة العملية، وبينما كانت الزيادة في عدد القوات الأميركية قد منحت الحكومة المركزية في بغداد فرصة لالتقاط الأنفاس للحصول على مواطئ قدم غير ثابتة، فان الخطة كانت تتعلق بتمويل جميع الأطراف وكسب القلوب والعقول.
وتزامنت زيادة عدد القوات مع “صحوة الأنبار”، في المنطقة الغربية من العراق التي قامت عناصرها بتحويل الدفة ضد التمرد. تحسن الأمن لاحقا، إلى درجة أن أوباما قرر سحب جميع القوات القتالية والإبقاء على 50 ألف جندي لمواجهة أي حالات طارئة قد تنشأ. ومؤخرا أعلن الرئيس اوباما قرار إدارته بانسحاب الجيش الأميركي من العراق، بحلول نهاية العام، وبموافقة الحكومة العراقية.
بعد مقتل نحو4480 جنديا أمريكيا، وأكثر من 32000 جريح ، وإنفاق عدد من التريليونات من الدولارات، بحسب تقديرات بعض الخبراء الماليين، انتهت الحرب على العراق تقريبا. وسيستغرق إصلاح الأضرار التي لحقت الجيش الأمريكي من حيث المعدات والأسلحة سنوات. أما بشان الضرر الروحي، فان الجروح غير المرئية لما شهده أولئك الذين قاتلوا في كل من العراق وأفغانستان من مشاهد وحشية، هي جروح سيعانيها المقاتلون (وأسرهم) لبقية حياتهم.
ومن غير الواضح ما سنخلفه وراءنا حينما نغادر العراق. يدعي منتقدو أوباما أن الانسحاب الكامل يحدث بسرعة كبيرة جدا، وان إيران سوف تكتسح الفراغ الذي تخلفه القوات الأميركية وتقوم بملئه. وهو أمر مبعث سخرية لأن معظم أولئك المنتقدين أنفسهم بدوا غير مبالين بالعواقب غير المقصودة ولكن المتوقعة لغزو العراق في العام 2003.
أيا كانت حصيلة غزو العراق، فان من المشكوك فيه أن المؤرخين العسكريين سوف يصفونها بأنها “انتصار”، إضافة إلى عدد القتلى في الحرب وهي أمور ينبغي أن تكون بمثابة حكاية تحذيرية لنا جميعا.
* وارد كارول، عسكري سابق ومحرر لموقع Military.com.عن صحيفة هافينغتون بوست الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب