24 أبريل، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

عزوف الشباب عن الوظائف الحكومية .. صداع في رأس إسرائيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

يشهد المجتمع الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة عزوفاً من جيل الشباب عن الالتحاق بالوظائف الحكومية في مقابل سعيهم الحثيث للحصول على فرصة عمل داخل القطاع الخاص. ولقد باتت هذه القضية تؤرق المسؤولين في ديوان الوظائف الحكومية في إسرائيل، مما جعل المراكز البحثية هناك تدرس أسباب هذه المشكلة لوضع الحلول المناسبة لها.

ينفرون من الوظائف الحكومية لتدني المرتبات

نشر موقع القناة السابعة باللغة العبرية هذا الأسبوع أحدث الدراسات التي أجراها “مركز ليـﭫ الأكاديمي الإسرائيلي” في القدس, حيث أظهرت أن الشباب عموماً وشباب الصهيونية الدينية خصوصاً، لا يحبذون شغل الوظائف الحكومية. وبحسب الدراسة التي ركزت على الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينات، فإن الأغلبية الساحقة من بينهم (بنسبة 87٪) لا يرغبون في شغل تلك الوظائف. كما تشير النتائج إلى أن هؤلاء الشباب ممن ولدوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قلقون من تدني المرتبات الحكومية وعدم كفايتها لمتطلباتهم المعيشية.

وأظهرت الدراسة عن وجود علاقة عكسية بين أعمار الشباب وبين الحاجة لإشباع رغبتهم بالوظيفة، أي كلما كبر سن الشخص كلما تراجعت أهمية رضاه عن وظيفته. بالإضافة إلى وجود علاقة طردية بين زيادة العمر وأهمية قيمة الراتب، أي أن الاهتمام بقيمة الراتب يزداد كلما كبر سن الفرد. والمثير للدهشة أن الدراسة كشفت أن بيروقراطية المؤسسات الحكومية وسوء سمعة القطاع العام ليسا هما السبب في عزوف الشباب عن الوظائف الحكومية.

ديوان الوظائف عاجز عن التواصل مع الشباب

وزير العمل الإسرائيلي حاييم كاتس

وتوصي الدراسة بأن يأخذ “ديوان الوظائف الحكومية” في الحسبان حقيقة أن الشباب باتوا يفضلون الوظائف التي تحقق طموحاتهم وتشبع رغباتهم، وهو ما يجب مراعاته في الإعلانات العامة التي ينبغي ألا تركز على الصحافة والمراكز الحكومية, بل تركز على شبكات المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي. حيث يقول مُعدو الدراسة، إن “ديوان الوظائف الحكومية, عاجز عن ملاحقة ركب الشباب الذين يتواصلون الآن عبر “فيس بوك” و”إنستغرام”، ولا يتصفحون المواقع الحكومية. وهؤلاء الشباب سيكونون أكثر اهتماماً لو وصلتهم الإعلانات عبر هواتفهم المحمولة، فهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث في المواقع الخاصة, لأن جيل الألفية الثالثة أقل حلماً وأناة من الأجيال السابقة”.

كما قدمت الدراسة توصية إلى ديوان الوظائف الحكومية في إسرائيل، بوجوب التفكير في استخدام “فيديوهات قصيرة” تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعرض التجارب الشخصية للشباب العاملين في المؤسسات الحكومية، وكيف أنهم يستمتعون كثيراً بأداء وظائفهم.

ويشير موقع القناة السابعة أن مدير التوجيه والعلاقات الخارجية بديوان الوظائف الحكومية “علينا إدلر”، قد اضطلعت على نتائج الدراسة وأكدت أنها تتفق إلى حد كبير مع القضية التي يناقشها الديوان حالياً، وهي “كيفية جعل العمل في القطاع الحكومي أكثر جذباً لجيل الشباب”. مضيفة إدلر: “إننا الآن في ديوان الوظائف بتنا نعتقد أننا نسير, ليس فقط في الاتجاه الصحيح، بل إننا حصلنا على معلومات وإحصاءات سيمكننا الاعتماد عليها مستقبلاً، وهي تؤكد ضرورة  التركيز في عملنا على شبكات التواصل الاجتماعي”.

وختاماً أعلن “مركز ليـﭫ الأكاديمي الإسرائيلي”، أن تلك الدراسة, شأنها شأن دراسات أخرى عديدة, تقدم لديوان الوظائف الحكومية ومؤسسات أخرى وجهة نظر الجمهور، ولذلك فإن “المركز يأمل أن يوضح لتلك الجهات الأسلوب الأمثل لمخاطبة القطاع الجماهيري المُستهدف, المتمثل في شباب الألفية الثالثة. كما يتطلع المركز إلى أن يقوم الديوان بتعديل آليات الإعلان لديه وفقاً للتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي أصبحت من سمات العصر الذي نعيشه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب