29 مارس، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

عرش “ترامب” تحميه الحرب .. تقديم تنازلات هذه المرة أمام “روسيا” اتهام بالخيانة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

عادت نبرة التهديدات الأميركية عالية الصوت هذه المرة؛ تستهدف النظام السوري ورئيسه، “بشار الأسد”، في العلن؛ وبين السطور هناك تنافس بات في أقسى مراحله بين حلفين كلاهما يرغب في ثروات “سوريا” وبسط نفوذه وسيطرته على الشرق الأوسط، وإن كان المعلن من أجل تحقيق الديمقراطية في “سوريا” !!

تهديد عسكري هو الأعنف..

هذه المرة جاء التهديد على لسان وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، وليس الرئيس، “دونالد ترامب”، أو أيً من المسؤولين في “البيت الأبيض” أو “الخارجية الأميركية”، بأنه لا مكان للرئيس السوري، “بشار الأسد”، في السلطة الجديدة.. وهو تصريح سياسي لم يكن ليخرج من رجل عسكري إلا إذا أُعطي الضوء الأخضر على التحرك هذه المرة !

ولا ننسى هنا أن النبرة الأميركية علت فجأة بعدما سقط اثنين من رجال “ترامب” في فخ الاعتراف بإدانة الرئيس الأميركي بجرائم قد تستوجب عزله إن مُررت.. فكان لابد من التحرك “الترامبي” كي تهدأ الحملة ضده…

بريطانيا تنضم لأميركا في ملاحقة “الأسد”..

والأبرز في الأحداث المتسارعة، خلال الأسبوع الأخير من شهر آب/أغسطس 2018، خروج مندوبة بريطانيا في “مجلس الأمن” وتصدرها للمشهد بشكل حازم معلنة رفض أي استخدام للأسلحة الكيماوية في “سوريا”، وكأنها تستبق الأحداث بأن لديها معلومات حول استخدام ذاك النوع من الأسلحة مرة أخرى !!

وهنا استبق الغرب أي تحرك تجاه الأزمة السورية بعدما أيقن الأوروبيون نية “سوريا”، ومن ورائها “روسيا”، بمحو أي معارضة لـ”الأسد” في أرض الشام، خاصة بعد أن علا صوت “روسيا” أكثر فأكثر حول ضرورة حسم الوضع في “إدلب” السورية، مركز تجمع المعارضين الرافضين الإذعان لـ”الأسد”، منذ بداية الاحتجاج عليه في عام 2011..

السيناريو الأسوأ في “إدلب”..

الجميع بات يتجهز للسيناريو الأسوأ في معركة “إدلب”؛ هكذا وصفها الإعلام الأميركي.. بأنها معقل المتمردين الأخير، ومعه قد تشتعل الأمور كلها في الشرق الأوسط إذا لم يتفق الكبار على مساحة النفوذ والثروات المتاحة لكل منهم.

باتت النية مؤكدة على التخلص ممن صنفهم المجتمع الدولي إرهابيين، وحتى “تركيا” يبدو أنها قررت التخلي عنهم، بعد تصنيفها “هيئة تحرير الشام”، حركة إرهابية، وفق ما نقلته وسائل الإعلام عن الرئاسة التركية مع إنتهاء آخر ساعات آب/أغسطس 2018.

روسيا تلقي بثقلها في المتوسط.. لا تراجع..

أما “روسيا” فقد فطنت إلى أن هذه المرة لابد من حماية الحدود السورية كاملة، أو على أقل تقدير، كسب مزيد من الأراضي الهامة وإعادة ضمها لسلطة “الأسد” مستخدمة في سبيل ذلك قطعات عسكرية، هي الأضخم في التاريخ الحديث بمنطقة الشرق الأوسط، لقطع الطريق أمام أي محاولات غربية للتدخل وإيقاف ما ترى فيه أطماع غربية في ثروات المنطقة !

ففي شرق المتوسط تستعرض “روسيا” قوتها مرسلة رسائل للشرق والغرب؛ تبعث بها “موسكو” من وراء المناورات التي استدعت لها بوارج من أساطيل بحر الشمال والبلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين، إذ أعلنت “البحرية الروسية” أنه بدءًا من الشهر الحالي أيلول/سبتمبر 2018، وحتى الثامن من ذات الشهر، وللمرة الأولى في تاريخ “روسيا” الحديث ستبدأ القوات البحرية والجوية الفضائية الروسية مناورات في البحر المتوسط تشارك فيها 26 سفينة بحرية ضخمة !

لا تهاون في تصفية “المعارضة المسلحة”..

وهنا لا يخفي الروس الصلة بين مناورات البحر المتوسط ومشاورات التسوية بشأن “إدلب” السورية، فـ”روسيا” تعزز وجودها العسكري على بعد عشرات الكيلومترات من ميدان الحرب الفاصلة شمال غربي “سوريا”، وهي أقرب النقاط الحدودية إلى “تركيا”..

لقد أعلنتها صريحة وواضحة، بأنها لن تتهاون في تصفية الجرح “المتقيح” في “إدلب”، وهو التهديد الذي جاء على لسان وزير خارجية روسيا، “سيرغي لافروف”، لمن يقدرهم بعشرات الآلاف من الإرهابيين في آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة !

الكيماوي الغربي جاهز مع المعارضة..

تبدأ “روسيا” مناوراتها وعينها على الغرب، فوزارة الدفاع الروسية تتوقع ضربات غربية تشنها “واشنطن” و”لندن” و”باريس” على مواقع للجيش السوري بالتزامن مع القتال في “إدلب”.

إذ يتهم الجيش الروسي فصائل المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيميائي في منطقة “إدلب” يمنح الفرصة للغرب لتوظيفه كمبرر لهجمات جوية ضد جيش “بشار الأسد”.

مفاوضات اللحظات الأخيرة لإنقاذ 4 ملايين سوري..

تتزامن مناورات البحر المتوسط الروسية، الأضخم في التاريخ الحديث، مع مفاوضات الفرصة الأخيرة الساعية لتجنيب “إدلب” هجومًا عسكريًا تراه “الأمم المتحدة” كارثيًا على نحو 4 ملايين مدني داخل تلك المحافظة.

ورغم الحديث عن مفاوضات لا تزال مستمرة بين “المخابرات التركية” و”هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة في “إدلب”، وذلك في مسعى لإقناع تلك الجماعات بحل نفسها أو على الأقل تمييز الجماعات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة، يبدو أن الرئيس التركي حسم أمره وأعطى الضوء الأخضر بتصنيف بعضهم إرهابيًا..

فالرجل المحاط بأزمات داخلية خانقة، وعلى رأسها هبوط عملة بلاده أمام “الدولار”، مطالب بتقديم رؤية واضحة بشأن مدى واقعية الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين قبيل السابع من أيلول/سبتمبر 2018، موعد القمة الثلاثية في “طهران” بين قادة “روسيا وتركيا وإيران”، والتي ستناقش فرص التسوية في “إدلب” !

إلى أين المفر ؟!

أما المبعوث الدولي إلى سوريا، “استيفان دي ميستورا”، فبدوره حذر من تصعيد عسكري متسرع شمال غربي “سوريا”، إذ يرى أن الأمور معقدة لتجنب أسوأ السيناريوهات في “إدلب”، داعيًا لمزيد من الوقت للتوصل إلى صيغة لمحاربة الإرهابيين وفي نفس الوقت لحماية المدنيين، إذ إنه وخلال 7 سنوات من الحرب يقول إن “إدلب” اكتسبت خصوصية بأنها ملجأ للمقاتلين والمدنيين اليائسين؛ والآن لا توجد “إدلب” أخرى يمكنهم الفرار إليها، وهو الأمر الذي أعاد التظاهرات من جديد إلى “سوريا” بنحو 30 منطقة بـ”إدلب” وعدد من المناطق في “حلب” ترفض الحرب “الروسية” على “إدلب” !

في النهاية؛ لقد نجحت تهديدات وزير الدفاع الأميركي، بحق “الأسد”، في إبعاد الأنظار، “مؤقتًا”، عن ملاحقات “ترامب”؛ وربما تعطه مساحة من التأييد في انتخابات الكونغرس، المقررة في السادس من تشرين ثان/نوفمبر 2018، التي يخشى أن تأتي نتائجها ضد داعميه، لكن تبقى مواجهة “روسيا” في الشرق الأوسط هي ما يشغله، إذ لابد من صيغة تقبلها جميع الأطراف حول التواجد في “سوريا”، ولم يعد بإمكانه التنازل أو الخضوع لموسكو خشية إلصاق تهمة الخيانة العظمى به ومن ثم عزله ومحاكمته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب