13 يناير، 2025 12:54 ص

“عراق موحد” .. “آويل برايس” يرصد خطة “روسية-صينية” لتأمين نفط العراق !

“عراق موحد” .. “آويل برايس” يرصد خطة “روسية-صينية” لتأمين نفط العراق !

وكالات – كتابات :

اعتبر موقع (آويل برايس) البريطاني؛ المتخصص بأخبار الطاقة، أن السبب الحقيقي وراء زيادة “روسيا” لإنتاج “النفط” من آبار عراقية، يعكس توجهها لإحكام قبضتها على الخام العراقي بعد تراجع نفوذها في “إقليم كُردستان”، وذلك في إطار تحرك خارجي يضم “موسكو” و”بكين”، لتأمين “نفط الشرق الأوسط”، وأن: “العراق الموحد” يُشّكل عاملاً أساسيًا في هذه الخطة.

وأوضح التقرير البريطاني؛ أن “روسيا” قامت أخيرًا بتسّجيل زيادة كبيرة في إنتاج “النفط” من حقل (غرب القرنة-2) العملاق في “العراق”، وهو الحقل الذي تُقدر احتياطياته بنحو: 13 مليار برميل.

تحجيّم النفوذ الأميركي..

وذكر التقرير؛ أن “روسيا” سّيطرت على قطاع النفط في “إقليم كُردستان”؛ عام 2017، لأربعة أسباب رئيسة؛ أولها أن لدى الإقليم احتياطيات كبيرة من “النفط والغاز”، وثانيها لأن علاقة الإقليم المضطربة مع جنوب “العراق”، المحكوم من “بغداد”، سيُتيح لـ”روسيا” أن تلعب دور الوسّيط بين شطري البلاد، مما يمنحها نفوذًا على كلا الجانبين.

وعن ثالث الأسباب؛ قال التقرير إن بإمكان “موسكو” استخدام هذا النفوذ بعد ذلك لتوسّيع قبضتها على جنوب “العراق” أيضًا؛ والذي يضم احتياطيات إضافية من “النفط والغاز”.

أما رابعًا؛ فإن هذا الحضور الروسي سيُمّكن “موسكو” من إحباط أي جهود من جانب “الولايات المتحدة” وحلفائها لإعادة بناء نفوذهم في البلد.

وأشار التقرير البريطاني؛ إلى أن النقطة الأخيرة لقيت المزيد من الصّدى في ظل استئناف اتفاق العلاقة؛ في آذار/مارس الماضي، بين “إيران”؛ (الراعي الإقليمي الرئيس للعراق)، و”المملكة السعودية”، بوسّاطة “الصين”.

الهيمنة الغربية..

ونقل التقرير عن مصّدر يعمل عن كثب مع “جهاز أمن الطاقة”؛ في “الاتحاد الأوروبي”؛ قوله إن مسؤولاً رفيع المسّتوى من (الكرملين) أبلغ “إيران” أنه مع: “إبقاء الغرب بعيدًا عن صفقات الطاقة في العراق، لتكون أكثر قربًا إلى المحور (الإيراني-السعودي) الجديد، فإن نهاية الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط ستُصبح الفصل الحاسّم في الزوال النهائي للغرب”.

وذكر تقرير الموقع البريطاني؛ أنه في ظل أن مستقبل الامدادات النفطية المسّتقلة من “إقليم كُردستان” محفوف: بـ”مخاطر عالية”، فإن “روسيا” تمضي بثبّات في المراحل الأخيرة من خطتها حول “العراق”، وهو ما أظهرته المناقشات الجادة خلال الأسبوعين الماضيين لتعّزيز وجودها في حقول “النفط” في البلد.

حقلا “القرنة” و”الرميلة” العملاقين..

وأشار إلى أن “روسيا” حققت؛ مؤخرًا، زيادة كبيرة في إنتاج “النفط” من حقل نفط (غرب القرنة-2) العملاق في “العراق”، وهو إلى جانب حقل (الرميلة) العملاق، اعتبرته “وزارة النفط” العراقية؛ مؤخرًا، “حيوي” لخطة “العراق” من أجل زيادة طاقته الإنتاجية من “النفط” إلى نحو: سبعة ملايين برميل يوميًا في العام 2027.

ووصف التقرير حقل (غرب القرنة) النفطي، والواقع على بُعد: 65 كيلومترًا شمال غرب مدينة “البصرة”، ويبلغ إجمالي احتياطيات “النفط” القابلة للاسّتخراج منه: 43 مليار برميل، بأنه: “أحد أكبر حقول النفط في العالم”.

وأشار التقرير إلى أن الحقل مثل معظم الحقول الكبيرة في “العراق”؛ (وإيران والسعودية)، فإنه يسّتفيد من أقل تكاليف الاستخراج في العالم؛ وذلك بمعدل: 01 – 02 دولار أميركي فقط لكل برميل.

موضحًا؛ أن خطة التطوير الأصلية للحقل، كانت تقتضي إنتاج: 1.8 مليون برميل يوميًا، لكن تم تعديل ذلك في العام 2013؛ حيث أصبحت الخطة تتضمن ثلاث مراحل لتبلغ ذروة الإنتاج فيها: 1.2 مليون برميل يوميًا.

وبحسّب هذه الخطة؛ ستُضيف المرحلة الأولى نحو: 120 ألف برميل يوميًا إلى: 30 ألف برميل يوميًا من الإنتاج، بينما ستُضيف المرحلة الثانية: 400 ألف برميل أخرى، على أن تُضيف المرحلة الثالثة: 650 ألف برميل أخرى.

وتابع التقرير أنه؛ خلال الانتقال من المرحلة (2) إلى المرحلة (3)؛ والتي كانت محددة في منتصف العام 2017، ظهرت المشكلة من الجانب الروسي، ولهذا السبب فإن الإنتاج من الحقل بالكاد تغيّر مسّتواه منذ سنوات.

حسابات “لوك آويل”..

وبيّن أن أساس المشكلة؛ هو أن وكيل النفط الروسي الرئيس في “العراق”؛ في ذلك الوقت، أي شركة (لوك آويل)، كانت تعتقد أن حجم المردود الذي كانت تتلقاه مقابل كل برميل يتم حفره، كان منخفضًا للغاية؛ حيث كان يتم دفع: 1.15 دولارًا أميركيًا للبرميل، وهو أدنى سعر يتم دفعه لأي شركة نفط دولية في “العراق”؛ في ذلك الوقت، وهو أقل بكثير من مبلغ: الـ 5.50 دولارات للبرميل الذي يتم دفعه لشركة (غازبروم نفت) العاملة في حقل (بدرة) النفطي.

وأضاف أن مما زاد الطين بِلّة بالنسبة لشركة (لوك آويل)؛ في ذلك الوقت، أن الشركة كانت أنفقت ما لا يقل عن: 08 مليارات دولار من أجل تطوير (غرب القرنة-2)، مشيرًا إلى أنه مما عّزز حدة هذه الشكوى حقيقة أن “وزارة النفط” العراقية ما تزال مدينة لها بنحو: 06 مليارات دولار كتعويض عن البراميل المسّتردة وغيرها من نفقات التطوير.

وذكّر التقرير بتصريح خاص لمصدر كبير يعمل مع “وزارة النفط” الإيرانية؛ في آب/أغسطس عام 2017، قال فيه وقتها إن (لوك آويل) تلقت تأكيدات بأن “وزارة النفط” العراقية ستدفع بسّرعة: 06 مليارات دولار مسّتحقة للشركة؛ وأنه يتم البحث في دفع معدل تعويض أعلى مقابل كل برميل في أقرب وقتٍ ممكن.

وإلى جانب ذلك؛ أشار التقرير إلى أن “وزارة النفط” العراقية وافقت على تمديد فترة عقد (لوك آويل)؛ من: 20 إلى 25 عامًا، وبالتالي خفض متوسّط النفقات السنوية للشركة الروسية.

وبالإضافة إلى ذلك؛ جرى الاتفاق على أن تستثمر (لوك آويل) ما لا يقل عن: 1.5 مليار دولار في (غرب القرنة-2)؛ خلال الشهور الـ 12 التالية، بهدف زيادة الإنتاج من مسّتوى: 400 ألف برميل يوميًا ليقترب من أقصى الإنتاج المسّتهدف البالغ: 1.2 مليون برميل يوميًا.

الاستفتاء الكُردي..

وتابع التقرير؛ أنه بعد شهر واحد فقط، صّوت: 93% من سكان “إقليم كُردستان العراق” لصالح الاستقلال التام عن “العراق”، فاشتعلت الفوضى، حيث دخلت القوات العراقية إلى الإقليم، بدعم روسي.

وأضاف؛ أنه بعد شهر واحد فقط من ذلك، عّمدت “روسيا” إلى السّيطرة فعليًا على قطاع النفط في الإقليم، وصارت تتطلع إلى ممارسّة الضغط على الحكومة الاتحادية العراقية، وسّعت إلى الحصول على شروط أكثر ملاءمة لعملياتها الحالية في مناطق الحكومة الاتحادية، والحصول على مكاسّب إضافية من خلال تطوير حقول “النفط” الجديدة، وذلك من خلال التدخل بين الجانبين في نزاعهما المسّتمر حول: “مدفوعات الميزانية مقابل النفط”؛ في العام 2014.

وبحسّب التقرير؛ فإن جانبًا من مناورة “روسيا” في تلك المرحلة هو عدم القيام بأي شيء من أجل زيادة الإنتاج من (غرب القرنة-2)، والأهم من ذلك، أن (لوك آويل) كانت تُدرك في ذلك الوقت أنها قادرة تمامًا على إنتاج ما لا يقل عن: 635 ألف برميل يوميًا على أساس مسّتدام.

انسّحاب الشركات النفطية..

وبحسّب المصدر الذي يعمل مع الإيرانيين؛ فقد بلغ إنتاج شركة النفط الروسية: 650 ألف برميل يوميًا على فترات ممتدة؛ في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر العام 2017، إلا أنه مع نهاية تشرين ثان/نوفمبر 2017، اكتشفت “وزارة النفط” العراقية أن (لوك آويل) كانت تتمسّك بهذا المسّتوى، فهددت بوقف جميع المدفوعات المسّتحقة لشركة (لوك آويل) إلى أن بدأت في زيادة الإنتاج بشكلٍ مطرد إلى مسّتوى: 635 ألف برميل يوميًا.

وتابع التقرير؛ أنه كرد على ذلك، وبعد انسّحاب العديد من شركات النفط الدولية من “العراق”، ظنت إدارة (لوك آويل) أن الوقت صار مناسبًا لمحاولة إجبار “وزارة النفط” العراقية مرة أخرى على الوفاء بوعودها السابقة بزيادة تعويضها عن البرميل في حقل (غرب القرنة-2)، بينما قالت الشركة إنها لم تكن تُحقق العائدات المتوقعة؛ والتي تبلغ: 18.5% سنويًا؛ (وأن ما تُحققه يبلغ نحو: 10% فقط فعليًا)، وأن “وزارة النفط” عليها أن تعمل على تحسّين هذا الوضع، وإلا فإن الشركة ستُخرج من المشروع.

وأشار التقرير إلى أن ما آثار دهشة الروس وقتها؛ أن رد “وزارة النفط” كان بالقول إنه لا مشكلة لديها إذا أرادت (لوك آويل) المغادرة، لكن يتحتم عليها قبل ذلك أن تدفع تعويضات بدلاً من الاستثمار المسّبق الذي تعهدت به في العام 2017؛ ثم تعهدت به مجددًا في العام 2019.

ولفت التقرير البريطاني؛ إلى أن المواجهة منذ ذلك الوقت ظلت قائمة حتى وقتٍ قريب، ونقل عن المصدر العامل مع الإيرانيين، قوله أن (لوك آويل) زادت إنتاجها خلال الأسابيع القليلة الماضية من: 400 ألف برميل يوميًا إلى نحو: 480 ألف برميل يوميًا، مضيفًا أنه بإمكان الشركة زيادة الإنتاج إلى ما يزيد عن: 600 ألف برميل يوميًا في غضون أسابيع قليلة، حيث: “يبدو أن الروس جادين هذه المرة”.

وتابع المصدر قائلاً أنه في ظل الاتفاق “الإيراني-السعودي”، فإن: “الجزء الأخير من تحرك روسيا مع الصين لتأمين المنطقة بأكملها (الشرق الأوسط) يلعب دوره”.

وأضاف قائلاً أن: “العراق الموحد هو عنصر أساس في هذا، حيث أن الدول الثلاث مجتمعة؛ (العراق وإيران والسعودية)، هي قلب الشرق الأوسط وقلب احتياطياته من النفط والغاز، لذا فإن السّيطرة على ذلك هو ميزة جيوسياسية ضخمة، وهي ميزة أرادها الأميركيون أيضًا قبل أن تنهار خطتهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة