7 أبريل، 2024 3:01 ص
Search
Close this search box.

عراقيو الخارج .. صوتهم يخدع المعدومين ويصعد بالفاسدين وهم المُترفين المنعمين

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / بغداد – كتابات

المواقف السياسية تختلف من شخص لغيره.. من مواطني بلد مستقر يملكون قرارهم ومواردهم لآخرين يعانون ويلات الحروب والاحتلال ولا يؤخذ برأيهم وهم في داخل وطنهم محاصرون ليست لهم صلاحية اتخاذ القرار أو التعبير الحقيقي عن الرأي فما بالنا لو أنهم تركوا بلادهم تلك مهجرين لاجئين باحثين عن نصف فرصة تمنعهم العوز ليسعى خلفهم من يطالبهم بالمشاركة في انتخابات هربوا هم من فساد وخراب من أتت بهم في السابق أو ترى يكررونها ؟ .

من هنا انطلق المدون العراقي عماد حسن موجها رسائله ونصائحه لعراقي الخارج متعجبا من هؤلاء الذين تطالبهم بغداد بالتصويت في الانتخابات المقررة في الـ 12 من آيار والمشاركة في عملية الاقتراع بـ 19 دولة وهم الذين فروا من قسوة حكامها ورغم ذلك ينصت بعضهم ويسعى للمشاركة..

لغة البسطاء والمثقفين

يبدأ كلماته بلغة بسيطة تمس جميع العراقيين من البسطاء والمثقفين متسائلا : لماذا يتطفل عراقيو الخارج ويصرون على حشر أنوفهم لانتخاب برلمانيين سيحددون وبشكل حاسم مسارات حياة عراقيي الداخل؟.. وهي مسارات تنتهي غالبا بإحدى بوابات الجحيم، وفق ما ذكر.

لا عودة للعراق .. فلماذا التحكم بمصائر عراقي الداخل ؟!

ثم يوجه سؤالا آخر لعراقي الخارج يلومهم فيه : ما معنى أن تتخذ قرارا  بتأشيرك لورقة الانتخاب لأجل أن تسلط أناس على رقبة من هم في الوطن وأنت خارجه في منأى عنهم .. لن يمسك سوء من تخبطهم وفشلهم المتوقع ؟.

ويبين المدون “عماد حسن”حقيقة العلاقة بين عراقي الخارج وبلدهم العراق، إذ يرى أن معظم العراقيين المتجنسين بجنسيات أجنبية والمقيميين خارج العراق قرروا بشكل حاسم الاستقرار في الأوطان الجديدة التي ستكون أوطانا أبدية لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، وأن معظم هؤلاء يزورون العراق – إن فعلوا- إما لإشباع حنينهم بزيارة هي أشبه ما تكون بسياحة مؤقتة.. أو لأجل إكمال معاملات “التقاعد” والخدمات “الجهادية” وماشابهها، أو لتصفية ممتلكات وتقسيم إرث.. أو لأسباب أخرى .. كلها مؤقتة، ومن النادرأن نجد من قرر العودة النهائية إلى العراق.. ومن النادر جدا جدا جدا من “تجرأ” وأحرق السفن بإسقاط الجنسية الثانية لأجل البقاء النهائي في العراق..!.

وصفة سياسية لا تتحمل الخداع

يضع المدون العراقي وصفة طبية سياسية لا تتحمل الخداع، بل لاذعة في صراحتها مرة كالدواء، يشخص بها المرض ويواجه بها المريض، بقوله إن ما سيجري في العراق سيؤثر على من هم في داخل العراق .. وأن من يعيش خارج العراق سيتأثر فقط بالتغييرات السياسية التي تحدث في بلد الإقامة والجنسية الثانية.

أنا في كندا .. اسألني عن انتخاباتها وتأثيرها علي !

فعلى سبيل المثال من وجهة نظره، سيتأثر العراقي في كندا وبالتحديد المقيم في مقاطعة أونتاريو، بانتخابات المقاطعة التي ستجري الشهر القادم بأكثر بكثير من تأثره بالانتخابات العراقية؛ ذلك أن لهذه الانتخابات الكندية والصراع بين كاثلين وين ودوغ فورد تأثير مباشر على معيشته وحياته اليومية.. هذا ما سيهمه كثيرا، أما الانتخابات العراقية فهي حالة ترف بالنسبة له!.

تزوير وهدر أموال

يصف “حسن” انتخابات عراقيي الخارج بأنها ما هي إلا فسحة هائلة للتزوير ولهدر الأموال، ففي كندا وحدها مثلا هناك 7 مراكز انتخابية … ثلاثة منها لايفصل بينها إلا 30-40 كم … في  وودبرج ومسيساجا وهاملتون، وفي إحدى الصور الإخبارية التي تظهر محاضرة تدريبية لمجموعة من موظفي المركز الانتخابي في مونتريال، استطاع هو – والحديث له – عد مايقارب العشرين موظف (بعقد مؤقت) لهذا المركز وحده..

وبحسبة بسيطة وبافتراض مبلغ مقطوع يتراوح بين 2000 الى 2500 دولار للموظف، فإن كل مركز سيكلف 50 ألف دولار، وبإضافة مصروفات أخرى، قد يصل إجمالي الكلفة الى 65-75الف، فضلا عن أنه وبوجود المراكز السبعة فإن المجموع قد يصل إلى نصف مليون دولار على أقل تقدير، وهنا نتحدث عن كلفة الانتخابات في كندا وحدها، فما بالنا لو حسبنا جميع المراكز الانتخابية التي جرى افتتاحها في أنحاء العالم؟!.

يعتبر المدون العراقي، أن تجهيز المراكز الانتخابية لعراقي الخارج ما هو إلا هدر هائل للأموال، من أجل قيام أفراد من الكنديين الحاملين للجنسية العراقية بالتمتع بممارسة لن تؤثر على حياتهم بأي شكل من الأشكال .

فرصة لالتقاط السيلفي

إذ إن انتخابات الخارج بالنسبة لهم فقط فرصة مهمة للسيلفيات والسنابات، وفي الغالب وبعد إدلائهم بأصواتهم سيركبون سياراتهم ويتوجهون مع عوائلهم وأصدقائهم إلى “باركات ومطاعم ومولات وشوارع” كندا التي تزداد جمالا في الصيف بحسب “عماد”.

لا نريد تفجيراتكم ولا ازدحام شوارع عراقكم !

وأنه في النهاية لن يهمهم كثيرا ازدحام السيارات الخانقة قرب ساحة الطيران .. ولا قطع الشوارع من قبل موكب مسؤول ما ممن كانت ورقة الانتخابات سببا لوصوله لمقعده .. ولا تفجير أو مفخخة هنا وهناك .. لن يهمهم خصخصة الكهرباء في بغداد من عدمها ولا “دوخة تأييدها أو رفضها .. هذه مشكلتهم .. مشكلة من يعيش في العراق لا خارجه !.

يسخر المدون العراقي ممن يعتمدون على المشاركات العراقية في انتخابات الخارج بقوله : إذا كانت التجارب الانتخابية الثلاث الماضية فرصة لممارسة تعطش العراقيون لها طويلا وأصبحت متاحة بعد عام 2003، فإن الفشل الذي رافق هذه التجارب الثلاث والنتائج الكارثية التي حلت بالوطن وبمن يسكن داخل الوطن كفيلة بأن “تخلي الواحد شوية يخجل من نفسه ويقرر عدم المشاركة في المزيد من إهانة أهله في الداخل”.

عيب عليكم أن تخدعوا أبناء بلدكم

رفض المدون عماد حسن استغلال العراقيين في الداخل والتأثير في حياتهم عبر عراقيي الخارج الذين لن يعودوا للعراق، فواجه هؤلاء صراحة دون مجاملة بقوله “من المعيب جدا لعراقيي الخارج المشاركة في انتخابات لوطن قرروا عدم الرجوع إليه.. وأن كل من يقول إنه سيصوت لأجل التغيير حتى يرجع للعراق غير صادق؛ فالعراق بالنسبة له إما أغاني وذكريات قديمة ولت.. أو بنك ورواتب تقاعدية وجهادية، ولسان حال الأكثرية  “زوج اليرجع”!.

صراحة يحتاجها العراقيون اليوم ألقاها “عماد حسن” في وجه الجميع خاصة عراقيي الخارج بألا تكونوا سببا في إهانة من تبقى في العراق من بسطاء ومعدومين وأنتم خارجه مترفين، وألا تكونوا سلما يصعد عليه من أفسد ودمر وخرب العراق مرات ومرات لتعود ذات السياسة ولو تغيرت الوجوه!.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب