عراقيو أيران يحاكمون نظام ولاية الفقيه

عراقيو أيران يحاكمون نظام ولاية الفقيه

كتب نجاح محمد علي : أسس عدد من الناشطين العراقيين منظمة باسم “رابطة محتجزي إيران” في المهجر وافتتحت لها فروعاً في عدة مدن في العراق، ومهمتها المطالبة بمحاكمة نظام ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية لانتهاكه حقوق العراقيين الذين هاجروا، أو هُجِّروا إليها بعد انتصار الثورة الاسلامية في العام 1980.

وقال الاعلامي والناشط في مجال حقوق العراقيين في المهجر أحمد الياسري إن الرابطة تأسست لغرضين الاول دمج جماعة ايران بملف العراقيين الذين اضطروا للهجرة بعد انتفاضة 1992 الى المملكة العربية السعودية وتم إسكانهم في معسكر رفحاء والثاني لتسليط الضوء على جرائم ايران مع العراقيين الذين هاجروا أو هجّروا لها في ظروف ما بعد سقوط نظام الشاه وما بعدها في مرحلة الحرب العراقية الايرانية والانتفاضة على نظام صدام بعد غزوه الكويت”.
وأضاف “إن العراقيين كلهم يدعمون هذا التوجه الان ولا يوجد من يدافع عن ولاية الفقيه أو يعتبر إيران زعيمة للعراقيين وغيرهم”.
وأكد أحمد الياسري وهو شاعر وصحفي ومدير تحرير جريدة “العراقية” في استراليا، على أن الرابطة ستهتم أيضاً بملف الأسرى العراقيين خصوصاً المغيبين منهم رغم توقف الحرب في أغسطس/آب 1988.
وقال إن لدى الرابطة وثائق تؤكد استمرار إيران باحتجاز ستة عشر ألف لاجئ و ما لا يقل عن أربعة آلاف أسير عراقي في ظروف غامضة وترفض تقديم معلومات بشأنهم بينهم ثلاث الاف معتقل عراقي عبروا الحدود بالانتفاضة وتم اعتقالهم لانهم كانوا يرتدون الزي العسكري.
وشدد الياسري على أن عدداً من الصحفيين العراقيين المخضرمين انضموا للرابطة لكشف جرائم إيران ممن كانوا في إيران، وعايشوا معاناة العراقيين في ظل حكومات الجمهورية الاسلامية المتعاقبة خصوصاً في عهد الاصلاحيين، وأن اللجنة التحضيرية للرابطة عقدت الاسبوع الماضي في مدينة سدني الأسترالية اجتماعها التحضيري الاول في المركز الاسلامي بمدينة فيرفيلد وشاركت به نخب من معتقلي المعسكرات الايرانية (الاوردگاهات) وبعض شخصيات ووجوه الجالية العراقية المتضامنين مع مظلومي المعسكرات الايرانية، وذكر أنهم طالبوا الدولة العراقية بشمولهم بقرار محتجزي الرأي السياسي نظرا لتضحياتهم الجسام في مقارعة النظام السابق ومشاريع إبادتهم المنظمة أسوة باخوتهم مناضلي معسكر رفحاء ومناضلي حلبچة الذين صوت البرلمان العراقي مؤخراً على قانون اعتبارهم معتقلين سياسيين بالإجماع.
وعانى العراقيون الذين تم احتجازهم في المعسكرات الايرانية من مختلف أنواع الاضطهاد وعاشوا في ظروف بالغة القسوة وتحملوا سلسلة كبيرة من المعاناة والحرمان من ابسط حقوقهم الانسانية.
واكد الياسري أن هذه الشريحة المظلومة تعرضت لحملات اقتطاع وتسفير تعسفي منظم من قبل النظام العراقي السابق الذي أعدم الآلاف من شبابهم في المعتقلات العراقية بحجة ولائهم للجمهورية الاسلامية الايرانية، وتعرض الكثير منهم للضرب بالغازات السامة في حلبچة والتدمير الديمغرافي في أهوار العراق حين جفف النظام السابق أهوار الجنوب وكانت مأساة “معسكر همت” (اوردگاه همت) شاهدا على تلك الجريمة، وقال إن الحكومة العراقية لم تلتفت لهم ولم تعوضهم عن الضرر النفسي والمادي الكبير الذي لحق بهم، فيما صعدت باقي الاحزاب الحاكمة على تضحياتهم وتجاوزت مأساتهم.
استغلوهم ونسوهم!
نبه الياسري الى أن كوادر المقاومة العراقية المسلحة في الأهوار كانوا من أبناء هذه الشريحة المهمشة، الذين كانوا وقودا للأحزاب الحاكمة الآن، وتم تهميشهم حين تقلدت هذه الأحزاب المناصب القيادية.
وأكد الياسري أن معسكرات الاعتقال لا يزال يسكن بها الآلاف من ابناء العراق المقتلعون من الوطن ولم تفكر الحكومة العراقية بحل حقيقي لمشكلتهم بل على العكس، اهدرت مليارات في مشاريع عبثية ولم تفكر ببناء مدرسة واحدة لمحو أمية الاطفال الذين يتعارض قانون اقامتهم مع حقهم في التعليم.
ويجمع المساندون لهذه الرابطة على صفحات التواصل الاجتماعي على أن قضية محتجزي المعسكرات “الاوردگاهات” إنسانية بحتة وليست سياسية وهي شأن عراقي خالص ليس لإيران أي دخل به لان الحكومة العراقية هي المعنية بمتابعة رعاياها وليس الدول الاخرى.
وأكدوا أن إقرار ضم متضرري حلبچة بالقانون هو حجة قانونية دامغة لانهم كانوا من سكان الاورگاهات الايرانية فكيف يمرر قانون يمنح قسما ويستثني آخرين من نفس الشريحة، وكتبوا أن العراقيين في ايران والعراق وأوروبا من معتقلي هذه المعسكرات، أعدادهم كبيرة جدا وسيغيرون الخارطة الانتخابية اذا قررت الحكومة تجاوز مطالبهم المشروعة خصوصا بعد دخول بعض الكتل البرلمانية على خط هذا الحراك الانساني القانوني.
وتم تشكيل لجنة تنسيقية لتنظيم خطاب الرابطة في وسائل الاعلام وإشراك اكبر عدد ممكن من معتقلي “الاوردگاهات” في العراق وإيران وباقي دول العالم والاتصال بوسائل الاعلام والجهات البرلمانية التي اعلنت في اتصالات مسبقة مع اعضاء الرابطة تحمسها لهذه القضية وتبنيها لجوهرها الانساني المحض.
وقد تشكلت اللجنة من الناشط العراقي ابو زهراء الواسطي ممثلا عن الكرد الفيليين في الرابطة والناشط حامد السلمان عن ثوار الانتفاضة وابو فاطمة الكاظمي عن المهجرين العراقيين. وسيتم إنزال بيانات الرابطة تباعا وعرضها في وسائل الاعلام.
واكد أحمد الياسري أن وسائل الاعلام الغربية والأسترالية تحديدا ستكون لها حصة الاسد بالموضوع لأن لديها تاريخ في التعاطي مع قضية محتجزي المعسكرات الايرانية، خصوصا ان السفينتين اللتين غرقتا في المحيط العام 2001 وذهب ضحيتهما اربعمئة عراقي من سكان تلك الاوردگاهات جعلت مأساة هؤلاء راسخة في أرشيف الاعلام الاسترالي.
وتطالب رابطة المحتجزين العراقيين في إيران أيضاً بح

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة