جذب علي حسن عباس ورقة نقدية ذات الخمسة آلاف دينار ليكتب عليها /كافي طائفية .. انريد نعيش/ .. متمنياً ان يفهم ساسة العراق ان الشعب يرغب بالعيش في سلام وطمأنينة بعيدا عن القتل والدمار وشبح الحرب الاهلية.
وعباس مصور صحفي يعمل في احدى القنوات الفضائية وصف الامر بانه رسالة الى الساسة في العراق بالقول ” منذ احتلال العراق ، وبعض الساسة يلعبون بنا وبمشاعرنا ” مؤكداً ان العراقيين اسمى من ان يقعوا فريسة سهلة للطائفية. واضاف ان ” هناك حملة اطلقناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) لكتابة عبارة /كافي طائفية .. انريد انعيش/ مبيناً ان ” هناك انجذاب من قبل الشباب العراقي نحو الحملة وتأييدا كبيرا لها.
واشار الى ان ” فكرة الكتابة على النقود العراقية جاءت بسبب عدم استغناء العراقيين عن الاموال ” مشيرا الى احتمالية سقوط تلك الاموال والنقود بيد السياسيين وعليها كلمة /كافي طائفية/.
اما بسام الخفاجي فقال لوكالة الانباء الوطنية العراقية (نينا) ان ” هناك شعور بالملل من قبل المواطن العراقي لسلوك بعض الساسة الطائفيين ” مؤكداً ان ” الشعب العراقي اظهر انه صاحب شعور وحس وطني افضل من بعض السياسيين “.
وتمنى بسام وهو يخط عبارة /كافي طائفية..انريد انعيش/ على ورقة نقدية ذات قيمة الاف دينار ، ان ” تصل هذه الورقة الى بعض السياسيين الطائفيين ليعرفوا قدرهم ويكفوا عن تصرفاتهم الطائفية “.
وشدد على ” ان العراقيين تعايشوا منذ الاف السنين على محبة ووئام ولن يسمحوا لاي كائن ان يشق صفوفهم ويستغل منصبه من خلال بث سمومه الطائفية “.
اما عامر موسى الشيخ /مراسل قناة فضائية/ فقال ” هذه الفكرة جميلة وهي اقل شيء يمكن ان يقدمه ابناء الشعب العراقي فيما بينهم ليعلموا بعض الساسة ان العراقيين وحدة واحدة ولا يمكن الفصل بينهم باي قوة على الارض “.
واكد ان ” طبيعة المجتمع العراقي ترفض الطائفية لاسباب كثيرة اهمها وجود الطائفتين السنية والشيعية في العشيرة الواحدة بالاضافة الى وجود عناصر التزاوج والتصاهر بينهما منذ قديم الزمان “.
واشار الى ان ” الدين لم يقف في يوم من الايام حجر عثرة بوجه الشعوب ، ولكن هناك من يحاول ان يعزف على وتر الطائفية بنغمة النشاز ” مبيناً ان ” من يعزف هذا اللحن ، حتما سيكون الخاسر الاكبر ، لانه لن يلقى اذنا صاغية له “.
ويرى مراقبون للشأن العراقي ان فشل الطائفية يعود بالدرجة الاساس الى التكوينة الاجتماعية للشعب العراقي ، بالاضافة الى وجود مرجعيات دينية من الطائفتين ، تبث روح التسامح والحب وتنهى عن القتل وتحرم الدم العراقي.
يقول حامد عبد الزيادي /محلل سياسي/ ان ” المجتمع العراقي يقوم على اساس العشائرية ، وقد تجد في العشيرة الواحدة السني والشيعي وقد تجد حالات التزاوج فيما بينهما ” موضحاً ان حالات الزواج بين الطائفتين هي الاكثر صموداً من بقية حالات الزواج الاخرى.
وعلل فشل بعض الساسة الطائفيين بانه لا يعرف او يفهم طبيعة المجتمع العراقي ، مشيراً الى ان ” للعشائر قوانين تحترمها الناس اكثر من احترامها للقانون العراقي ” بحسب قوله. واوضح ان ” تلك القوانين متفق عليها بين العشائر العراقية منذ زمن بعيد وهي تسمى /السانية/ وهي عبارة عن قوانين تنظم عمل العشائر في مناطق العراق “. مستدركاً ” لا بل هناك قوانين مع قبائل اخرى في دول الجوار “.
ويعدّ البعض ، التحرك الشبابي والشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال استخدام النقود العراقية كوسيلة لايصال اصواتهم ، دليلا على رفض العراقيين لجميع اشكال الطائفية.
ويقول ماجد وروار /فنان مسرحي/ ” اكثر ما يمزق الامم هو الشعور بالطائفية الفردية ” مبينا ان ” الامم التي تعيش هذا الهاجس سرعان ما تدمر بشكل نهائي خلال مدة وجيزة “.
ويضيف ان ” بعض الساسة يفتقرون الى عنصر الحب والسلام في حياتهم ، كما ان لدى البعض منهم اجندة خارجية تملي عليه اراداتها ” داعياً بعض الساسة الى اعادة حساباتهم لان التاريخ لن يرحمهم غداً ، على حد تعبيره.
والسؤال هنا .. هل سيستقبل بعض الساسة الاوراق النقدية تلك ، ام سيطلبون من المحاسبين والحسابات ان تمنحهم اوراق نقدية امريكية فئة /100$/ للهروب من الحملة التي اطلقها الشباب العراقي ؟.