18 يوليو، 2025 12:09 م

عراقيون يحذرون من تولي الشلاه لشبكة الاعلام .. سيجعلها صوتا للمالكي!

عراقيون يحذرون من تولي الشلاه لشبكة الاعلام .. سيجعلها صوتا للمالكي!

فيما عقد مجلس هيئة الأمناء في شبكة الاعلام العراقي اليوم الأحد اجتماعاً للتصويت على قرار تقاعد المدير العام للشبكة عبد الجبار الشبوط فقد حذر عراقيون بشد من خطورة التوجه لتعيين البعثي علي الشلاه رئيس هيئة امناء شبكة الاعلام خلفا له نظرا لسيرته السياسية السابقة عضوا في حزب النظام السابق ومتطلعا لامتيازات الشبكة وما تدره على رئيسها من اموال الفساد التي تضرب مرافقها .
وذكر مصدر مطلع ان رئيس هيئة أمناء شبكة الاعلام الحالي علي الشلاه هو المرشح الاقرب لخلافة الشبوط برغم انتمائه الى حزب السلطة البعثية السابقة قبل انتقاله الى حزب السلطة الدعوية الحالية .. كاشفا عن عقد صفقة إعلامية و مالية بين رئيس هيئة أمناء شبكة الاعلام العراقي الحالي علي الشلاه و ممثل المكون السني في مجلس الامناء باسم شامل لإستلام الشلاه منصب المدير العام للشبكة خلفا للشبوط”.
واوضح المصدر ان الصفقة التي عقدت أمس السبت بحضور الشبوط ومدير قسم الاخبار في قناة العراقية الاعلامي كريم حمادي و باسم شامل ممثل المكون السني تتضمن التصويت على إستقالة الشبوط مع بقائه عضوا في هيئة الأمناء ثم التصويت على تعيين الشلاه مديرا عاما لشبكة الإعلام مع بقائه عضوا في هيئة أمناء الشبكة والتصويت على باسم شامل رئيسا لهيئة الأمناء خاصة أن الأخير يمثل بيضة القبان في عملية التصويت .

وكان مصدر مطلع قد اعلن في 30 من تموز الماضي عن انتهاء عقد عبد الجبار الشبوط المدير العام لشبكة الاعلام العراقي وترشيح شخصية اعلامية من حزب نافذ بطريقة تلتف على قانون شبكة الاعلام الجديد الذي صادق عليه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في 28 من الشهر الماضي. وقال ان مجلس شورى حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي قد رشح في اجتماعه الاخير المنعقد قبل ايام الشبوط  خلفاً للشبوط . لكن المصدر لفت الى ان شبكة الاعلام ليست من حصة حزب الدعوة كونه حصل على مناصب مهمة في الحكومة والهيئات المستقلة .
ويتضمن نص قانون شبكة الاعلام في المادة 10 / ثانيا بان تكون من مهام مجلس الأمناء اختيار رئيس الشبكة حسب المواصفات التي ينص عليها هذا القانون، ووفقاً لآلية تعيين مهنية وشفافة يحددها مجلس الامناء في انظمة الشبكة. واشترط القانون ضمن المادة 14 في شروط تعيين رئيس الشبكة بان يكون كامل الاهلية واتم 40 سنة، وله معرفة واهتمام وخبرة لا تقل عن عشر سنوات بالمجالات التي تتعلق بمهام وواجبات العمل في الشبكة ومتمتعاً بالكفاءة والنزاهة والحياد المطلوب لعمل الشبكة وان لا يمارس اي نشاط حزبي اثناء عمله وكلها شروط لاتتوفر بالشلاه .
وحذر اعلاميون عراقيون تحدثوا الى (كتابات) من خطورة تولي الشلاه لرئاسة شبكة الاعلام نظرا لعلاقته التنظيمة الحزبية بنوري المالكي زعيم حزب الدعوة الامر الذي سيعمل معه الشلاه على تحويل  القنوات الفضائية واذاعات الشبكة ومجلاتها واصداراتها الى بوق للمالكي تسبح بحمده وتدفع عنه اتهامات الفساد الموجهة له بقوة حيث يتصدر قائمة المطلوبين بالتحقيق القضائي وفقا للاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم الاحد.
وكان الشلاه وهو من ابناء مدينة الحلة قد غادرها الى بغداد بداية ثمانينيات القرن الماضي، واستمرّ بدراسته الأكاديمية ببغداد، لينال بكالوريوس في قسم الآداب بجامعة بغداد، وبتخصّص اللغة العربيّة.
يجيد الشلاه لعب دور الرجل الثاني الذي يقف في الخلف وليس في الامام وهذا ما يفعله اليوم في المؤتمرات الصحفية كما كان يسير خلف لؤي حقي رئيس منتدى الادباء الشباب بحسب ما يروي مجايلوه حيث كان الشلاه أقربهم له حين كان الأول رئيساً ومسؤولاً عن “منتدى الأدباء الشباب”، كان ظلاً له ملازماً إيّاه أينما ذهب وقال بعضهم إنّ الشلاه كان أشبه بسائقه الشخصيّ أو سكرتيره.
حُبس لؤي حقّي، اغتنم الشلاه الفرصة، فأعلن نفسه مديراً للمنتدى وليس هذا فحسب بل أنّه وضع اسمه رئيساً لتحرير مجلّة أسفار وحذف اسم لؤي منها لأنّه ظنّ بأنّ لؤي حقّي دخل طوامير السجون وصار من “المغضوب عليهم” ولن يعرف طريق الخروج.
ومن سوء حظّ الشلاه أنّ لؤي خرج من السجن، فتوجّه الأخير إلى المنتدى الذي كان في منطقة راغبة خاتون الراقية ببغداد، وأمسك بعلي الشلاه، وضربه ضرباً شديداً حتى أدماه، وكسر سنّاً من أسنانه الأماميّة، واختلفت الروايات بتفاصيل الأمر: كارهو الشلاه يقولون إنّ لؤي حقي ضربه بحذائه، وأنّ الندبة في جبهة الشلاه – حتى يومنا هذا – بسبب هذه الضربة، أمّا أصدقاؤه فيقولون إنّ لؤي حقّي حطّم الكرسيّ برأس الشلاه، بينما يقول هو في حوار تلفزيوني إنّ لؤي ضربه بإخمص المسدّس، وأنّ الندبة هي وحمة منذ الولادة، لكنّ أصدقاءه لم يذكروا انهم شاهدوها قبل الحادثة مع حقي.
بعد هذا لم يعد العراق آمنا لعلي الشلاه، الذي لم يكن بعثياً كبيراً حيث كان يحمل درجة “نصير” وهي درجة ثانية تنفع في قبولات الجامعة أو تمشية الأمور العامة، فغادرَ إلى عمّان عام 1991 بعد الانتفاضة الشعبانية ضدّ النظام  وحين وصل العاصمة الأردنية: بدأتْ مرحلةٌ جديدة من حياة الرجل، فمن ظلٍ للؤي حقّي صار ظلاً أيضاً لشخصيّة لا تقلّ عن الأولى خطورةً وشبكة علاقات، كانت قاعدته الجديدة الشاعر عبد الوهاب البياتي.
والبياتي، كان شخصيةً ذات نفوذ، لكنها مقتصرة التأثير على عالم الأدب والأوساط الثقافيّة  كان يصنعُ من الفردِ شاعراً مميزاً، أو كان يجعلُ الشاعر المميز أضحوكةً في حال عدم رضاه، وكلّ هذا بسبب شبكة علاقاته المرتبطة بناشرين، ونقّاد، وسياسيين، وما سواهم كما قال عنه موقع المسلة. تلقّفه البياتي، وعاش علي الشلاه في غاليري الفينيق وأداره، والذي كان ملتقى للفنانين والأدباء العراقيين، كان المكان غامض الملامح، يزوره أدباء بعثيون ومعارضون بذات الوقت، شعراء فلسطينيون وسعوديون أيضاً، ولم يكن المكانُ بعيداً عن المخابرات الأردنية، كما كلّ شبر في هذه البلاد.
في ذلك الوقت، بدأ علي الشلاه بالعمل على جانبين أهملهما في العراق: الجانب الأكاديميّ، والشعري  فنال شهادة الماجستير عن أطروحته “كربلاء في الشعر العربيّ الحديث” من جامعة اليرموك، ثمّ طبع دواوينه الشعريّة “ليت المعري كان أعمى، التوقيعات، شرائع معلقة، العباءات والأضرحة، كتاب الشين”.
بعد أن هدر الكثير من الوقت في عمان، يبدو أنّ الشلاه استثمر تواجده في سويسرا، بلد الساعات الدقيقة، التي وجد طريقه لها حتى كاد أن يكون الشاعر العراقيّ الوحيد المقيم هناك، حيث دارت أحاديثُ عديدة عن زواجه بامرأةٍ سويسريّة فور وصوله، وبعد ذلك استمرّ بدراسته فنال شهادة الدكتوراه من جامعة بيرن عن “القصيدة النسوية العربية الحديثة” وأسس أسوةً بغاليري الفينيق “المركز الثقافي العربي السويسري”.
عاد الشلاه إلى بغداد عام 2003، حاول بدايةً أن يعيد نشاطه الثقافيّ المحلّي، لكن الثقافة على مرّ تاريخ العراق، لم تطعم مثقفيها من جوع، ولم تمنع عنهم خوفاً ما، فقضى السنوات بين (2003-2009) مستقراً بسويسرا، لكنه عاد ليتسنم منصب عضو في هيئة أمناء شبكة الإعلام العراقيّ بمرتبٍ جيّد، وشقةٍ سكن فيها، وعمل لا يكاد يُذكر، وحين جاء عام 2010، دخل الانتخابات التشريعية مع ائتلاف دولة القانون واستثمر سمعة أسرته في محافظة بابل ومدينة الحلّة وصار نائباً عن المحافظة وبالمركز الثالث عنها.
تدرّج الشلاه، صار رئيساً للجنة الثقافة والإعلام في مجلس النوّاب والمصدّ لهجمات الكتل الأخرى، وبشكلٍ عام، لم يفعل الشلاه شيئاً للواقع الثقافيّ الذي دائماً ما استمر بالنكوص إلى الوراء سوى تصريحات صحفية عن النشيد الوطنيّ، وتصميم العلم العراقي الجديد، بينما بقيت وزارة الثقافة، ودار الشؤون الثقافية، واتحاد الأدباء والكتاب، فضلاً عن دائرة السينما والمسرح، والمؤسسات الثقافية الأخرى بعيدة عنه وعن لجنته المشلولة.
يوقع الشلاه نفسه في مواقف بالغة الحرج ويدخل مواجهات يخرج منها خاسرا اغلب الأحيان، ففي لقاء تلفزيوني، اثار غضب المتابعين والمدونين فيما بعد، تحدث الشلاه عن عبث ابنه بهاتف والدته (العراقية وليست السويسرية) الامر الذي جعل فاتورة الهاتف ترتفع الى 4 ملايين دينار عراقي !
ولم تهدأ هذه الموجة التي اغتنمها أعداء الشلاه إلاّ بظهور أزمة أخرى، وهي صورة قديمة للشلاه وهو يرتدي الزيّ العسكري الزيتوني بأحد مهرجانات بغداد الشعريّة، رغم أن الوسط الأدبيّ بالأقل يعرفُ أنّ الشلاه كان يرتديه بشكلٍ دائم بسنوات الثمانينيات، ويذهب بعضهم إلى القول إلى أبعد من هذا، فيقولون: كان يرتدي الزيتوني حتى عام مغادرته العراق.
لكن كاتباً آخر يرجع ارتداء الشلاه لـ”الزيتوني” الى انه كان صحافياً في دائرة التوجيه السياسي حين التحق أولا بـ”قسم التصحيح” لينتقل بعد ذلك الى “القسم الثقافي” في الدائرة، حيث كانت الدائرة يومها “مخبئاً” للصحفيين الهاربين من جبهات القتال، فكان لابد أن يحافظوا على وجودهم فيها بالمداومة على لبس البدلة العسكرية “الزيتوني”.
تاريخٌ متداخلٌ ببعضه، ابن الحلّة القادم إلى العاصمة، الشاعرُ الذي يقبل أن يكون ظلاً لشاعرٍ آخر ، المعارض الذي يحتفظُ بصداقاته مع البعثيين، اللاجئ الحاصل على الدكتوراه، ومدير فعاليات ثقافية دون تمويل واضح، ثمّ النائب الذي توجّه له الإهانة ولا يردّها، تاريخٌ مثل هذا يشتركُ أيضاً مع تاريخ العراق المستمرّ بإرباك الآخرين، لكن في كلّ الأحوال: لا نعرفُ إن كانت هذه سيرة شاعر كسبته السياسة أم سياسيّ لم يفلح بالشعر؟ .

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة