عراقيون يتهمون ألاجهزة الامنية بتفجير العامرية

عراقيون يتهمون ألاجهزة الامنية بتفجير العامرية

استيقظت بغداد صباح الجمعة على فاجعة “مقهى دبي” في منطقة العامرية الذي استهدف مساء بعبوة ‏ناسفة قتلت 27 شخصا واصابت نحو خمسين بجروح قبل ساعات من انتخابات مجالس المحافظات في ‏عموم العراق.‏

والقى هذا التفجير وهو الاكثر دموية منذ الهجوم على وزارة العدل في 14 اذار/مارس والذي قتل فيه ‏ثلاثون شخصا، مزيدا من الشكوك حول قدرة القوات الامنية على تامين انتخابات يوم السبت في وقت ‏تشهد معدلات العنف ارتفاعا ملحوظا.‏
وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان “27 شخصا على الاقل قتلوا واصيب نحو ‏خمسين بجروح في تفجير عبوة ناسفة بمقهى” في منطقة العامرية السنية عند نحو الساعة العاشرة ‏‏(19,00 تغ) من مساء الخميس.‏
وذكر مصدر طبي رسمي من جهته ان بين القتلى ثلاثة اطفال وامراة، بينما اوضح المصدر في وزارة ‏الداخلية ان “معظم القتلى من الشباب”. ووقع الهجوم في توقيت تزدحم فيه المقاهي عادة باعتبار ان ‏اليوم التالي الجمعة هو اول يومي عطلة نهاية الاسبوع.‏
واوضح المصدر في وزارة الداخلية ان “مقهى دبي” الذي استهدفه الهجوم “يقع في احد طوابق مجمع ‏تجاري صغير في شارع العسل عادة ما ترتاده العائلات للتسوق والترفيه”.‏
ونقلت قنوات عراقية محلية عن شهود عيان قولهم انهم شاهدوا “الجثث وهي تتطاير من نوافذ ‏المقهى”، بينما ذكر مصدر طبي رسمي ثان ان جثث عدد من القتلى بقيت لبعض الوقت تحت انقاض ‏المقهى.‏
وفرضت قوات الامن صباح اليوم اجراءات امنية مشددة في محيط الهجوم، ونشرت عرباتها على ‏طول شارع العمل الشعبي، الشارع الرئيسي في العامرية، بينما انتشرت مجموعات من الجنود في ‏الموقع، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس في المكان.‏
وبدا الدمار واضحا على معالم المجمع التجاري الذي يجاوره محل لبيع المثلجات، حيث اختفى الزجاج ‏عن نوافذ المبنى بفعل قوة التفجير التي اصابت الطابق الثالث منه حيث يقع المقهى.‏
وقال شهود عيان لفرانس برس ان “مقهى دبي تحطم كليا جراء الهجوم”.‏
واغلقت المحلات المجاورة ابوابها حدادا على ارواح الضحايا، فيما صب سكان الشارع غضبهم على ‏اداء قوات الامن.‏ وقال احد سكان الشارع  رافضا الكشف عن اسمه “الجيش هو من فعلها لاسباب طائفية”.‏ واستدرك “ان لم يكن هم، فانه خطاهم بالتاكيد. نحن محاطون بالجدران الاسمنتية وحواجز التفتيش، ‏فاذا لم يكونوا هم من فعلها، فقد ساعدوا في ذلك لانهم اهلموا واجباتهم او لم يدققوا كفاية”.‏
وجاء هذا الهجوم قبل يومين من انتخابات مجالس المحافظات في البلاد، والتي ترافقها اجراءات امنية ‏مشددة، خصوصا في العاصمة حيث من المتوقع ان تمنع غدا السيارات التي لا تحمل ترخيصا خاصا ‏بالانتخابات.‏
وراى المحلل السياسي عصام الفيلي ان “هذا الانفجار يعد جزءا من استراتيجية سياسية لبعض ‏الاحزاب تهدف الى منع مشاركة اكبر عدد من الناخبين في العملية الانتخابية”. واضاف “كلما قل عدد ‏الناخبين كلما زادت فرص التزوير”.‏
ويتنافس 8143 مرشحا على اصوات 13 مليونا و800 الف ناخب مسجلين للفوز ب378 مقعدا ‏موزعة على مجالس 12 محافظة عراقية، بعدما قررت الحكومة في 19 اذار/مارس تاجيل الانتخابات ‏في محافظتي الانبار ونينوى لفترة لا تزيد على ستة اشهر بسبب الظروف الامنية في هاتين ‏المحافظتين.‏
ووقع هذا الهجوم بعد ثلاثة ايام من مقتل خمسين شخصا في هجمات متفرقة في بغداد ومناطق محيطة ‏بها استهدفت غالبيتها مناطق شيعية وتبناها تنظيم “دولة العراق الاسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم ‏القاعدة.‏
وكانت هذه الهجمات الاكثر دموية منذ 19 اذار/مارس الماضي، عندما قتل 56 شخصا على الاقل ‏واصيب نحو 226 بجروح في سلسلة هجمات مشابعة تبناها ايضا تنظيم القاعدة في عموم العراق، ‏عشية الذكرى العاشرة للغزو.‏
ورغم ان اعمال العنف لا تزال يومية في العراق، وخصوصا في بغداد، فان حصيلتها لا تقارن باعداد ‏القتلى والجرحى التي كانت تسجل ابان الحرب الطائفية بين العامين 2006 و2008 والذي كان يصل ‏الى الالاف كل شهر.‏
وقتل في اذار/مارس الماضي 163 شخصا في العراق بحسب حصيلة اعلنتها وزارات الصحة ‏والداخلية والدفاع، بينما اكدت حصيلة اعدتها فرانس برس وفقا لمصادر امنية وطبية مقتل 271 ‏شخصا، علما ان 220 شخصا قتلوا في الشهر الذي سبقه.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة