15 أبريل، 2024 8:56 ص
Search
Close this search box.

عراقيون يبحثون عن لقمة العيش في مكبات القمامة

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ساعات الفجر الأولى تجدهم مجتمعين في مكب للنفايات ببغداد ينتظرون وصول سيارات القمامة، ‏ويسابقون بعضهم البعض للظفر بكمية أكبر مما تحتويه الحاويات يبيعونها مقابل ثمن زهيد يغطي ‏قوتهم وقوت عائلاتهم. 
أنعام واحدة من عشرات العراقيين الذين دفعهم الجوع والحرمان إلى النبش في النفايات كما يطلق ‏عليهم إسم “النبّاشة”… ففي أطراف العاصمة بغداد، حيث توجد أماكن الطمر الصحي، ثمة عالم ‏منسي مسكون بالويلات والحزن، إذ تخرج يومياً عائلات من أحياء قصديرية تسكنها في رحلة بحثٍ ‏عن قنينة ماء فارغة، وأجهزة كهربائية عاطلة، وبقايا نحاس ومعادن أخرى وغير ذلك، حيث يقوم ‏أصحاب الورش الصناعية بتشغيلهم لجمع تلك النفايات وتحويلها إلى مواد أولية لإعادة تصنيعها ومن ‏ثم تصديرها إلى خارج البلاد.
جميع من يعملون في ساحة طمر النفايات ينظرون بإنكسار إلى العالم، فهم موجودون في مثل هذه ‏الأماكن منذ خيوط الفجر الأولى وحتى ساعة متأخرة من الليل، بين تلك النفايات التي تختلف بأشكالها ‏وألوانها وروائحها.
امرأة في العقد الرابع من عمرها، متزوجة من رجل معاق، تقول: “نحن عراقيون ولسنا غرباء، نريد ‏من يلتفت إلى حالنا… أناشد الجهات المعنية والحكومة، فنحن لم نجد فرصة عمل مناسبة لتوفير لقمة ‏العيش”.
وتؤكد زميلتها أم سجاد بأن “أغلب العاملين في أماكن طمر النفايات يجمعون طعامهم من بقايا ‏وفضلات المأكولات التي يرمي بها الآخرون”، مشيرة إلى أنها على علم بخطورة هذا الأمر، لكنها ‏تقول: “ليس باليد حيلة”، لافتةً إلى أنها تبحث في الأكياس الممزقة عن رداء، فيما يفتش الأطفال عن ‏الحلوى بين النفايات، ويحملون بقايا الخبز والطعام إلى الجياع من أفراد أسرهم.
ووراء عمل النساء والأطفال في فرز النفايات وجمعها أسباب عديدة، في مقدمها زيادة عدد العائلات ‏التي فقدت من يعيلها في أعمال العنف المسلحة والإرهاب والتي قهرت الآلاف من أفرادها وروّعتهم ‏وشرّدتهم وجعلتهم يعيشون دون مستوى الفقر.
كما أن طبيعة النظام السياسي ونمط تعامله مع مجتمعه وسوء تصرفه بموارد المجتمع الاقتصادية أدى ‏الى انتشار ظاهرة الفقر.
ويقول أبو محمد، وهو سائق مركبة أن سيارات محملة بالنفايات تأتي من مختلف الدوائر والمؤسسات ‏الحكومية للتخلص منها هنا في أماكن الطمر الصحي، فيقوم هؤلاء “النبّاشة”، من أطفال ونساء ‏وشباب بالتزاحم والتدافع بغية الحصول على ما يمكن فرزه، مشيراً إلى أنهم يعتبرون تلك الحمولة من ‏النفايات غنيمة، وعليهم ألا يمنحوا غيرهم فرصة للحصول عليها.
وكانت اللجنة الحكومية للتخفيف من الفقر أكدت أن نسبتَه وصلت في موفى 2012 إلى ثمان وثلاثين ‏بالمئة من عدد سكان العراق، وقال رئيسُ اللجنة مهدي العلاق إن الاحصائياتِ أظهرت وجودَ ستةِ ‏ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب