6 أبريل، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

عراقيون واميركيون ناقمون لتسليم واشنطن “دقدوق” الى بغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

عراقيون واميركيون ناقمون لتسليم واشنطن “دقدوق” الى بغداد

– اثار القرار الاميركي المفاجئ بتسليم المعتقل لديها العضو البارز في حزب الله اللبناني  علي موسى دقدوق الى السلطات العراقية استياء عراقيا وأميركيا نظرا لسجله المعروف بالارهاب حيث جاء التسليم ليؤكد نوايا اميركية خبيثة هادفة الى تمكين ايران وسلطاتها من الاوضاع في العراق بعد اكتمال الانسحاب الاميركي بنهاية الشهر الحالي.

فقد عبر عدد من السياسيين الاميركيين عن غضبهم بعد تسليم واشنطن امس بغداد السجين دقدوق  المتورط في عملية اسفرت عن مقتل خمسة جنود اميركيين عام 2007.

وكان علي موسى دقدوق الذي اعلن الجيش الاميركي اعتقاله في تموز/يوليو 2007 في جنوب العراق وسلم الى القوات العراقية مع قرب انتهاء الانسحاب الاميركي من هذا اخر سجين لدى الاميركيين.

وقد دعا عدد من الجمهوريين الى نقل دقدوق من العراق الى معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا الذي وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما باغلاقه. وقد اثار نبأ تسليمه الى العراقيين غضبهم الشديد. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور “سنواصل مناقشة وضعه مع العراقيين”، موضحا انه “نقل صباح الجمعة الى سجن عراقي”. واضاف “نأخذ هذا الملف على محمل الجد لذلك سعينا الى الحصول على تأكيدات بمحاكمته على جرائمه وحصلنا على هذه التأكيدات”. وتابع فيتور “عملنا على هذه القضية على اعلى المستويات في الحكومتين الاميركية والعراقية ونواصل مناقشة العراقيين حول افضل السبل لمحاكمته”.

ويبدو ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بحث في قضية دقدوق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائهما في البيت الابيض الاسبوع الماضي.

ورأى اربعة اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي ان تسليم دقدوق الى العراقيين “يرسل مؤشرا سلبيا الى حلفائنا واعدائنا في المنطقة”. واكد هؤلاء البرلمانيون وبينهم زعيم الاقلية الجمهورية ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين ان “تسليم علي موسى دقدوق الارهابي من حزب الله اللبناني الى الحكومة العراقية عوضا عن احالته الى محكمة عسكرية اميركية لمحاسبته على جرائمه، فضيحة”. واضافوا “نشعر بالقلق الشديد لفكرة ان دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في قتل مواطنين اميركيين وانه سيتم الافراج عنه من جانب العراقيين لاسباب سياسية وسيستانف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة واصدقائنا”.

من جهته، قال ماكين ان “الاختبار الحقيقي المتعلق بدقدوق ليس ما اذا كانت الولايات المتحدة تنتهك الاتفاق الامني مع العراق بابقائه في السجن خارج البلاد”. وتابع ان “الاختبار الحقيقي هو ما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع ممارسة تأثيرها فعليا مع الحكومة العراقية للتأكد من ان متهما بقتل اميركيين سيحاسب على جرائمه في النظام القضائي الاميركي”.

وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني اكد الجمعة ان الولايات المتحدة درست مع بغداد “عددا كبيرا من الاحتمالات بما يتوافق مع القانونين الاميركي والعراقي لاحالة (دقدوق) للمحاكمة امام محكمة عسكرية”. واضاف “تصرفنا على هذا النحو لاننا كنا نعتقد انها الطريقة الاسرع لاحالته امام القضاء. نواصل محادثاتنا في هذه القضية مع العراقيين” على الرغم من “انه نقل صباح اليوم الى سجن عراقي”.

واوضح مسؤول اميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه ان “الحكومة العراقية رفضت اي حديث عن ترحيل الى غوانتانامو”. وتؤكد الولايات المتحدة ان دقدوق ناشط في الحزب الشيعي اللبناني ووصل العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني.

وخلال غارة في كانون الثاني/يناير 2007 في كربلاء جنوب بغداد، قتل مسلحون جنديا اميركيا وخطفوا اربعة اخرين قاموا بقتلهم في وقت لاحق، في عملية منظمة نسبها الجيش الاميركي الى فيلق القدس.

وعلى اثر اتفاق وقع عام 2008 بين واشنطن وبغداد على انهاء الوجود الاميركي في العراق، تم اعتبار دقدوق معتقلا لدى الحكومة العراقية الا ان جنودا اميركيين تولوا مهام الحراسة.

وكان نقل الاميركيين لدقدوق معهم سيمثل مشكلة قضائية كبيرة من جهة ويضعف العلاقات الجديدة التي تريد واشنطن اقامتها مع العراقيين. واكد كارني ان الولايات المتحدة تلقت من العراقيين “ضمانات بانه سيلاحق على جرائمه”.

ومن جانبها عبرت مصادر عراقية عن استياء كبير من تسليم دقدوق الى السلطات العراقية وقالت انها لن تكون جادة في محاكمته وربما ستطلق سراحه قريبا او تقوم بالسماح لبعض العناصر المتعاونة مع حزب الله والمخابرات الايرانية بنهريبه من سجنه . واشارت الى ان عملية الهروب ستكون ممكنة وستحاول السلطات منحها صفة فساد مالي من خلال الادعاء بدفع بعض الجهات باموال لحراسه من اجل تهريبه ثم تنسى القضية بعد ايام مثلمل يحدث الان من خلال تهريب سجناء بينهم محكومون بالاعدام بتهم قتل عراقيين من دون الكشف عن الجهات او العناصر المسؤولة مباشرة عن هذه العمليات او معاقبتها.

 

من هو دقدوق؟

علي موسى دقدوق ضابط وقيادي بارز في حزب الله اللبناني , ينتمي القوات الخاصة في حزب الله وخبير متفجرات في الوحدة 2800 من الحزب .

انتمى لحزب الله منذ عام 1983, وألتحق بالوحدات العسكرية فيه عام 1987 وشارك بين عامي 1988-1990 في الحرب اللبنانية إلى جانب قوات الحزب. خضع بين عامي 92-1994 لدورات تدريبية عالية أهلته لكي يصبح قائداً لمجموعة من مجموعات القوات الخاصة في حزب الله تحت أمرته 60 مقاتلاً ، وبين 1994-1996 عمل في حماية حسن نصر الله زعيم الحزب .

كلفه مسؤول عمليات حزب الله في العراق, يوسف الهاشم بالعمل داخل العراق فأنتقل أولا إلى معسكر تدريبي يديره “حزب الله” ويبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن العاصمة طهران، يتم فيه تدريب مجاميع قتالية على التفخيخ والاغتيالات من شتى الجنسيات.

لكن دقدوق كان متخصصاً بتدريب العراقيين, ومتابعة العمل داخل الأراضي العراقية فدخل العراق أربعة مرات منذ عام 2006 حتى اعتقاله في آذار 2007 وكانت كل زيارة تستغرق ما بين 3-4 أسابيع .

ويعتقد ان المجاميع الخاصة المنشقة عن جيش المهدي كانت تحت سلطته تدريباً وتوجيهاً فيما يرتبط هو بقائد الوحدة رقم 9000 في فيلق القدس الإيراني, العميد يوسف الوندي.

تلك المهمة, تدريب المليشيات الشيعية وربطها بقوات حزب الله اللبناني وبفيلق القدس الإيراني في عمل تكاملي , كان يشرف عليها قبل الاحتلال عماد مغنية (الحاج رضوان) حيث تولى تلك المهمة في ديزفول ثم خصصت معسكرات أخرى وقيادات أخرى بعد أن أخذ العمل طابعا موسعا مختلفاً باحتلال العراق في نيسان 2003 . تطورت على يد دقدوق المجموعات الخاصة (عصائب أهل الحق, و كتائب حزب الله العراق) وقد كانت المجموعة التي يشرف عليها تضم نحو 3000 عنصر .

أعتقل علي موسى دقدوق، وأسمه الحركي أبو حسين السجاد، في 20 آذار 2007 على أثر الحملة التي شنت على المجاميع الخاصة بعد عمليتي قتل أربعة جنود أمريكان في كربلاء , واختطاف خبير بريطاني مع أربعة من حراسه في مبنى تابع لوزارة المالية ببغداد .

والعمليتان من تدبير دقدوق, وكلتيهما بمساعدة من القوات الحكومية وسيطرات الجيش والشرطة وتوفير عجلات حكوميه في عملية كربلاء.

اعتقلته القوات البريطانية في البصرة بتاريخ 20 مارس عام 2007 خلال عملية صولة الفرسان وكان يحمل أوراقاً عراقية مزورة باسم حامد محمد اللامي لحظة اعتقاله في البصرة مع قائد الخلايا في “حزب الله” قيس الخزعلي، وادعى دقدوق في حينه انه أصم وأبكم، إلى درجة كادت فيها حيلته تنطلي على الأطباء الذين عاينوه بأنه عاجز عن النطق والسمع بعد أن رأوا آثاراً لجروح على عنقه عززت من ادعاءاته بأنه صاحب إعاقة.

لكن صبر الضباط البريطنيين في تحقيقاتهم مع من ادعى بأنه أبكم وأصم أوصلهم إلى حقيقة مفادها بأنه لبناني من عيتا الشعب في جنوب لبنان وليس عراقياً، وذلك بعد أن حرر زردة لسانه، فأدعى أولا أنه تاجر أيراني، ثم اعترف بأنه ينتمي إلى “حزب الله”، وأدلى باعترافات كاملة عن دوره و دور حزب الله وإيران في دعم وتمويل المليشيات في العراق.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن “المهمة الأساسية للقيادي في حزب الله دقدوق كانت معرفة الاحتياجات اللوجستية للخلايا السرية، وان غالبية اوقاته كان يمضيها في جنوب العراق، اذ أن حزب الله درب حتى تاريخ اعتقاله ما بين ألف إلى ألفي عنصر من عناصر جيش المهدي”.

وقالت الصحيفة انه ” باستمرار التحقيق اظهر تعاونا تاما فقدم معلومات دقيقة عن القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية المعروف باسم (الحاج رضوان) أدت إلى تدبير عملية اغتياله لاحقاً”. كما كشف دقدوق عن الطرق التي يسلكها الإيرانيون لإيصال الأموال والأسلحة والتجهيزات إلى داخل العراق , والمساعدات التي تلقاها من جهات قريبة من الحكومة مكنته من الحصول على وثائق مزيفة كان يستخدمها في تحركاته.

يشار الى ان كلا من ايران ولبنان والعراق يطالبون بتسليمهم علي موسى دقدوق المحتجز لدى القوات الاميركية، فيما يصر الاميركيون على الاحتفاظ به كونه يشكل خطراً على الامن القومي.

وكان مكتب التنسيق الأمني المشترك والمشرف على خطة فرض القانون تلقى طلباً رسمياً من وزارة الداخلية اللبنانية عام 2008 عرضت فيه مبادلة دقدوق بالسياسي العراقي المعتقل الشيخ مظهر ذياب الخربيط الذي أعتقل في لبنان فيما كان يصطحب زوجته لأجراء عملية جراحية لها في بيروت, على خلفية علاقة دقدوق بقتل عشرات المواطنين اللبنانيين لدوافع طائفية و لمعارضتهم لحزب الله وللنفوذ الإيراني في لبنان.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب