10 أغسطس، 2025 10:52 م

عراقيون : عزل المالكي مطلوب لحمايته منفذي التفجيرات

عراقيون : عزل المالكي مطلوب لحمايته منفذي التفجيرات

اكد مواطنون وخبراء قانونيون واعلاميون ان تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي عن ملفات ‏يملكها حول ضلوع وزراء ونواب في التفجيرات التي تشهدها البلاد ورفضه كشفها او تقديم هؤلاء ‏الشركاء الى المحاكم هو تواطؤ مع المجرمين ما يستوجب عزله . وأكد العراقيون في تصريحات ان ‏المالكي قد وضع نفسه بذلك تحت طائلة القانون واعربوا عن ذعرهم من كونها تصدر عن المسؤول ‏الاول في الدولة عن ارواح الناس واملاكهم فيما رأى اخرون انه لا يريد تفجير مزيد من الازمات ‏وسفك للدماء.‏

وقال الخبير القانوني طارق العادلي ان هناك ملفات ارسلها رئيس الوزراء الى رئيس مجلس النواب ‏في السابق، لكنه ضمها في ادراج مكتبه ، وربما هناك ملفات اخرى هي تؤكد تستره عليها . واشار ‏الى ان، هذه التصريحات في هذا المجال ليست جديدة ، واعتقد ان الامر ربما يتعلق بقضيتين، الاولى ‏انه لو كان المالكي يقصد الـ (13) ملفا التي سبق له ان ارسلها الى رئيس مجلس النواب وظلت في ‏ادراج مكتبه وهي من صلاحيته حصرا ، فهو يعني انه سيكاشف مجلس النواب بهذا ، ويقول انا ‏اتهمت فلان وفلان بكذا وكذا ، وانا ارسلت اليكم ملف فلان الذي صدر عليه (القاء قبض)،انا اعتقد ان ‏هذا هو ما ينشده رئيس الوزراء بتصريحه الاخير حيث سيكشف امام الرأي العام هذه الملفات التي ‏لايعرفها سوى رئيس مجلس النواب، وسيكشف للشعب ان ملفات الاتهامات هذه ضد نواب بالعمل مع ‏الجماعات المسلحة او الارهابية او القاعدة ، وقد ارسلت بياناتها كاملة الى رئيس المجلس ولكنه لم ‏يظهرها من اجل احالتهم الى المحاكم ، وبهذا يعمل رئيس الوزراء على تجييش الشارع العراقي ضد ‏رئيس مجلس النواب تحديدا وسيطالبه بالاجابة عن سبب عدم اتخاذه اجراءات احالة الملفات الى اللجنة ‏القانونية وأن من حقه ان يعرضها على مجلس النواب بالقول ان هذه الملفات جاءتنا من السلطة ‏التنفيذية ، وعليه سيعمل رئيس الوزراء على سحب الثقة من رئيس مجلس النواب .‏
واضاف : اما اذا كانت الملفات التي يقصدها المالكي في تصريحاته جديدة وهي مخفية عن مجلس ‏النواب ، فهنا تبدأ عملية حسابات اخرى ، وسوف يقال له : لماذا لم تعلن، او هناك ملفات قديمة ولم ‏يعرضها وتحتوي على اتهامات ضد بعض العناصر تتعلق بالتوازن السياسي او الوظيفي ، بمعنى ‏‏(غطي لي واغطي لك) .  وتابع : المتستر في بعض العقوبات يأخذ نفس اجراءات الفاعل والمحرض ‏والذي يأوي والذي يقدم معلومات ، كلهم يعاملون نفس المعاملة ويتلقون نفس العقوبة او اقل منها ‏حسب قناعة اللجنة التحقيقية او القاضي ، وان كان رئيس الوزراء يقصد ان لديه غير تلك الملفات ‏فيكون قد تستر عليها لاسباب سياسية ربما او نفعية .‏

تصريحات المالكي توجب عزله
أما الكاتب والاعلامي اياد الزاملي رئيس تحرير صحيفة “كتابات” الالكترونية فقد عبرعن استغرابه ‏من هذه التصريحات واشار الى ان المالكي يقول مبررا رفض استجوابه وذهابه الى البرلمان ، انه ‏يمتلك ملفات خطيرة ضد اقطاب العملية السياسية ، إن كشفها للشعب العراقي ستطيح بالعملية السياسية ‏برمتها   مشبها هذه العملية بالاسلام عندما حافظ عليه الأئمة المعصومين عندما صبروا ولم يكشفوا ‏الى العامة حين ذاك امراء الفساد في الدولة الأموية والعباسية . ‏
‏ وخاطب الزاملي المالكي قائلا : كيف تقول انك تملك ملفات تطيح برؤوس كبيرة ، متورطة بالقتل ‏وقصدت ضمنا بذلك المنطقة الغربية ، فكلهم قتلة ومجرمون وقاعدة وارهابيون اما ابناء المناطق ‏الأخرى فكلهم ابرياء ، مخلصون ، محبين لوطنهم بحسب زعمك. وتساءل قائلا : هل يعلم المالكي ان ‏من يتستر على مجرمين يكون شريكا معهم في الإجرام حتى وإن لم يكن هو مجرما مثلهم .. انه قالها ‏بلسانه وكررها  اكثر من مرة وفي مناسبات مختلفة ان هناك مجرمين في البرلمان وانه يتستر عليهم ، ‏لذا يمكن القول انه مجرم مثلهم ، وعلينا مقاضاته وعزله، فهو رجل غير مؤتمن على ارواح العراقيين ‏كما انه غير مؤتمن على ثروات البلاد بحسب قوله.‏
ومن جانبه عبر امير حسن،موظف حكومي، عن اسفه لما سمعه من كلام للمالكي ، مشيرا الى انه ‏مسؤول امام الله عن ارواح واعراض الناس، وقال : انا شعرت بالصدمة مما سمعته من كلام للسيد ‏المالكي، فهو شيء يشعرنا بالخوف، فلماذا يهدد بهذه الملفات كلما حدثت ازمة، ولمن يخبيها؟ انا ‏والكثير من الناس صدمتنا تهديداته واعتقد انه يتحمل المسؤولية كاملة ولاشيء يبرر السكوت .‏
وقال عبد الرحيم علي ،طالب جامعي : لا اعتقد ان المالكي يتستر على الجرائم بقدر ما يتصرف ‏بحكمة لانه يعرف ان الارهاب سيستغل الثغرات والمشاكل، ونحن رأينا كيف اصبح الوضع عندما تم ‏اتهام الهاشمي ومن ثم العيساوي، وفعلا انه يريد ان يحقن الدماء خاصة وهو يعلم انه عدوه غاشم ‏واجرامي .‏

كشف الاسماء لايكفي والمطلوب تقديمها للقضاء
‏ من جهته اعرب الكاتب والاكاديمي حميد الكفائي عن قلقه من هذه التصريحات واعتبرها تقصيرا في ‏الواجب ، وقال : ما أعلنه السيد نوري المالكي حول وجود ملفات تتعلق بالإرهاب ومرتبطة بسياسيين ‏أو برلمانيين هو أمر مقلق حقا لكل عراقي خصوصا مع تدهور الوضع الأمني في العراق خلال ‏الأشهر الثلاثة المنصرمة. وان كان المالكي مقتنعا بأن هناك تجاوزات ومخالفات أو جرائم تتعلق ‏بالأمن ارتكبها سياسيون ونواب فإن واجبه كرئيس للسلطة التنفيذية يحتم عليه التعجيل بكشف الأسماء ‏وإحالة المتورطين إلى القضاء. مجرد التلويح بكشف الأسماء لا يكفي بل قد يعتبر تقصيرا في الواجب ‏إن كان لدى السيد المالكي معلومات دقيقة وأكيدة حول تورط هؤلاء في تدهور الأمن. صحيح أن ‏الوضع السياسي المتأزم قد يتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء لكن الأمن يجب أن يكون خطا أحمر ‏ومن يتجاوز عليه يتجاوز على الشعب العراقي كله لذلك يجب محاسبة كل من أخل بالأمن أو تسبب ‏في ذلك.‏
الى ذلك اكد المحلل السياسي فلاح المشعل ان المالكي ورط نفسه فعلا باعلانه هذا ، وقال: المالكي لم ‏يضع نفسه تحت طائلة القانون وحسب ، انما ارتكب انتهاكات متعددة ، اولها يتمثل في قصدية التأخير ‏لعرقلة عمل البرلمان في واحدة من أخطر الملفات ، ألا وهو الملف الأمني الذي استدعاه البرلمان ‏للحوار والمناقشة عن اسباب انهياراته المتكررة لكنه يهمل الدعوة وللمرة الثالثة وهو اعلان صريح ‏بأسقاط سلطة البرلمان .‏
واضاف : الشيء الآخر المهم الذي ورط نفسه به المالكي ، هو اعلانه وجود ملفات ارهاب وفساد ‏كبيرة لكنه يتستر عليها ، وهذا بالعرف القانوني مشاركة بالجرم ، الشيء الآخر  ايضا .. هو ان تأتي ‏التصريحات عشية الأنتخابات (التصويت الخاص) وفي وسائل اعلام الدولة ، وهذا يعني استفراد ‏بسلطة الأعلآم وانهاء استقلاليته ، بل وتوظيفه لاغراض تزرع الفرقة الوطنية وتجذر لسلوك الأستبداد ‏والتهديد ، وشحن الأجواء بالتوتر وعدم احترام الشركاء السياسيين من خلال اتهامهم بالأرهاب والفساد ‏‏.‏

المالكي لم يورط نفسه
اما المحلل السياسي عبد الامير المجر فرأى ان المالكي لم يورط نفسه كون المرحلة لا تسمح بفتح ‏المزيد من الملفات ، وقال : لااعتقد ذلك ولعله كان يقصد ان هناك من هو ليس بريئا من الارهاب لكنه ‏اكد بان المرحلة لاتسمح بفتح المزيد وهذه من تكتيكات السياسة التي يتحملها واقعنا العراقي للاسف ‏‏..القانون لدينا لم ينضج على مستوى التعاطي بمفرداته كاملة مع واقع سياسي مربك نعرف تفاصيله ‏وفي العموم علينا ان ندرك ان لاشيء مثاليا في العراق قبل ان تتشكل حكومة اغلبية سياسية وليست ‏طائفية وبعده يكون الحديث مختلف .. لعل ذلك في الدورة القادمة ..نامل ذلك .. اماعلى المستوى ‏المبدئي فلنا مع الامر موقف مختلف على المستوى الشخصي طبعا!…‏
الكاتب محمد بديوي الشمري اكد ان القانون يعتبر المتستر على الجريمة شريكا فيها ، وقال : ان من ‏اغرب التصريحات التي سمعتها؛ تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي هذا الذي يقول فيه “أنا أقبل ‏أن أذهب إلى البرلمان، لكن إن ذهبت سأجعل الدنيا تنقلب” ثم يوضح المالكي إن ما يمنعه من كشف ‏هذه الملفات الآن هو رد الفعل الخطير، الذي سيصيب العراق والعراقيين، مفضلًا التريث حقنًا للدماء، ‏وملمّحًا إلى أن من بين المتورّطين نواب من التحالف الوطني وبقية الكتل، من خلال استخدام نفوذهم ‏وبطاقات تنقل عناصر حماياتهم.‏
‏ واضاف : هذا الحديث يعني ان السيد المالكي وضع نفسه تحت طائلة القانون باعتباره “متسترا على ‏الجريمة” والقانون يعد المتستر على الجريمة شريكا بها بغض النظر عن الاسباب والمسوغات. ‏والامر هنا يتعلق بدماء الناس التي سالت ومازالت تسيل في الشوارع ..انا لست قانونيا ولا اريد ان ‏افتي بما يوجبه القانون في مثل هذه الحالة لكنني احفظ قوله تعالى “ولا تكتموا الشهادة، من يكتمها فانه ‏آثم قلبه، والله بما تعلمون عليم”.‏

‎ ‎عن ايلاف

‏ 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة